الصومال: تجدد المعارك بين حركة الشباب والحزب الإسلامي للاستيلاء على كيسمايو

الرئيس الصومالي: سأعمل لإعادة شبان أميركيين تم تجنيدهم في الصومال للقيام بعمليات ضد الولايات المتحدة

TT

قُتل ما لا يقل عن 20 شخصا، وأصيب عشرات آخرون في معارك جديدة بالقرب من مدينة كيسمايو (500 كم جنوب العاصمة مقديشو) بين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي. واندلع القتال عندما شن مقاتلو حركة الشباب مساء أمس هجوما واسعا على بلدة «جناي عبدلي» التي تبعد نحو 60 كم غرب مدينة كيسمايو، وتعد بلدة جناي عبدلي معقلا لبعض قيادات الحزب الإسلامي مثل الشيخ «حسن تركي» وهو نائب زعيم الحزب، والشيخ أحمد إسلان القيادي في الحزب. وتجدد القتال مرة أخرى صباح اليوم الاثنين بين الطرفين. وتأتي هذه المعارك الجديدة في إطار المواجهات التي شهدتها مدينة كيسمايو، وتبلغ حصيلة القتلى جراء هذه المعارك بين الطرفين منذ اندلاعها الخميس الماضي في كيسمايو وحتى الآن أكثر من 60 قتيلا وإصابة أكثر من 100 آخرين معظمهم من المليشيات المتقاتلة، كما تزامنت بعد يوم من إجراء أول لقاء رسمي بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب منذ تفجر الأزمة بينهما، حيث اجتمع قادة من كلا الطرفين في القرب من العاصمة مقديشو لبحث الخلافات بينهما، وعلى الرغم من أن الجانبين لم يعلنا عما دار في هذه الاجتماعات، إلا أن مستوى التمثيل كان على مستوى القيادات العليا.

وهناك مخاوف من امتداد القتال بين الطرفين إلى مناطق أخرى، أو عودة مقاتلي الحزب الإسلامي إلى كيسمايو من جديد. وقال قيادي من الحزب الإسلامي ويدعى «محمد آدم» إن المعركة بين الطرفين لن تتوقف إلا بعد استعادة جماعته لمدينة كيسمايو. وأضاف «كان مقاتلو حركة الشباب في أثرنا بعد أن غادرنا كيسمايو، وتقاتلنا مساء أمس ودحرناهم، ثم هجموا علينا مرة أخرى صباح اليوم ولا يزال القتال مستمرا حتى ظهر اليوم». هذا وتشهد مناطق أخرى يسيطر عليها الفصيلان توترا أمنيا، وقال شهود عيان إن هناك توترا أمنيا بين مقاتلي حركة الشباب والحزب في بلدة «تيوغلو» القريبة من مدينة بيدوا (240 كم غرب العاصمة مقديشو).

وكان الجانبان يتنازعان السيطرة على مدينة كيسمايو الساحلية (500 كم جنوبي العاصمة) والتي تمثل نقطة الصراع بين الفصيلين لأهميتها الاقتصادية والعسكرية، وتمثل كيسمايو قلعة بعيدة عن مناطق تواجد الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال ويتنافس الفصيلان حاليا في حكم المدينة الإستراتيجية، واندلعت الحرب بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب بعد إعلان الأخيرة عن تشكيل إدارة خاصة بها لما أسمته بـ«ولاية جوبا الإسلامية» بجنوب البلاد، لتحل محل الإدارة المشتركة بين الطرفين، مما أثار غضب الحزب الإسلامي الذي اعتبر هذه الخطوة غير مقبولة واتهم بعض قادة الحزب الإسلامي حركة الشباب بشن حرب عليه لكن المتحدث باسم حركة الشباب قال إن القتال لا يدور بين الحركة والحزب الإسلامي، وإنما بين فصيل متمرد يقوده الشيخ أحمد إسلان وهو قيادي في الحزب الإسلامي. على صعيد آخر ندد الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد الذي يقوم حاليا بزيارة إلى الولايات المتحدة بعمليات تجنيد الشبان الأميركيين من أصل صومالي للقيام بأنشطة إرهابية في الصومال، وقال إن ما يجري حاليا في الصومال ليس حربا أهلية وعشائر تتقاتل فيما بينها، إن ما يجري الآن أسوأ من الحرب القبلية التي شهدتها الصومال، ومشكلتنا في الوقت الراهن هي ظهور أفكار أجنبية مستوردة تحاول أن تجد لها مكانا في الصومال، والتي تسبب مشاكل عدة ليس فقط في الصومال، وإنما في أجزاء مختلفة من العالم». وأضاف الرئيس شريف إنه سيعمل مع الأميركيين لإرجاع هؤلاء الشباب الذين تم التغرير بهم، وكان الرئيس الصومال يتحدث أمام آلاف الأميركيين من أصل صومالي في حفل أقامته الجالية الصومالية في ولاية منيسوتا حيث تعيش أكبر جالية صومالية في أميركا في هذه الولاية. وغادر نحو 20 شابا صوماليا من تلك الولاية إلى الصومال خلال العامين الماضيين، حيث انضموا إلى صفوف مقاتلي حركة الشباب المجاهدين.