الأمم المتحدة تدعو الدول الغنية لإزالة الحواجز أمام العمال المهاجرين

النرويج الأولى عالمياً في مؤشر التنمية.. والنيجر الأسوأ

TT

وجه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمس نداء يدعم فيه الهجرة معتبرا أنها ستكون مفيدة للدول الغنية بعد انتهاء فترة الانكماش. وجاء هذا تزامناً مع تقرير آخر، أظهر أن النرويج جاءت في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، في حين جاءت النيجر في آخر القائمة.

وذكر البرنامج الإنمائي في تقرير بعنوان «رفع الحواجز: تنقل البشر وتطورهم» أنه «عندما تنتهي فترة الانكماش سيرتفع الطلب على اليد العاملة المهاجرة مجددا»، مضيفاً أن «الانكماش يشكل بالتحديد فرصة خاصة لدفع النقاش والإصلاحات حول سياسات الهجرة إلى الأمام». وتابعت معدة التقرير جيني كلوغمان أن «المرحلة لا تقتضي اعتماد الحمائية تجاه المهاجرين بل الإصلاحات التي توفر ايجابيات على المدى الطويل»، معترفة في الوقت ذاته بأن «إقناع الرأي العام بالتزام كهذا يتطلب شجاعة».

ورأى برنامج الأمم المتحدة أن «العيش أينما نرغب عنصر أساسي في حرية الإنسان». وحاول أن يظهر أن موجات الهجرة تفيد في الوقت ذاته المهاجرين والدول التي أتوا منها وتلك التي توجهوا إليها. وأوضح البرنامج أن «التقرير لا يدافع عن تحرير على كل المستويات من دون أي رادع لأن سكان بلد الوجهة يحق لهم تحديد معالم مجتمعهم كما يشاءون، لكنه يعتبر أنه من المفيد أكثر زيادة إمكانية الوصول إلى القطاعات التي تحتاج إلى يد عاملة كثيرة بما فيها الوظائف التي لا تتطلب مهارات كبيرة». وأشار إلى أن سكان الكثير من الدول المتطورة طاعنون في السن.

وقالت هيلن كلارك المسؤولة بالبرنامج الإنمائي بمناسبة إطلاق التقرير في بانكوك أمس إن الرسالة الرئيسية التي يوردها التقرير هي الهجرة، سواء العابرة للحدود أو داخل الحدود، تسهم بشكل كبير في الرفاهية الإنسانية إذا استخدمت بالشكل الصحيح لكن العقبات التي تقف أمام المهاجرين تستطيع أن تكون حائلاً دون ذلك. وأضافت أنه يتعين على الحكومات أن تتخذ خطوات تساعد على تعزيز الهجرة وليس إحباط التنمية البشرية.

وفي محاولة لتحطيم الأفكار المسبقة شدد التقرير على أن «سكان الدول الفقيرة هم الأقل حركة»، موضحا أن «اقل من 1% من الأفارقة هاجروا إلى أوروبا مثلا». وبين المهاجرين الدوليين الذي يقدر عددهم بـ 188 مليونا في 2010 ويشكلون 2.8% من سكان العالم (74.1 مليون عام 1960 أي 2.7% من سكان العالم) يتنقل أقل من 30% منهم من دول نامية إلى دولة متطورة. وأشار معدو التقرير إلى انه «خلافا لما هو معلوم فإن المهاجرين يطورون النشاط الاقتصادي ويعطون أكثر مما يأخذون». وأوضح البرنامج أن «دراسات مفصلة تظهر أن الهجرة تزيد عادة من فرص العمل في المجتمعات التي تستقبلها ولا تؤدي إلى اكتظاظ في سوق العمل المحلية وتحسن نسب الاستثمار في الشركات والمبادرات الجديدة».

لكن المستفيد الأكبر يبقى المهاجر نفسه. ويستشهد التقرير بدراسة تظهر أن المهاجرين القادمين من أفقر دول العالم شهدوا ارتفاعا في أجورهم يزيد على 15 مرة في حين تضاعفت نسبة ارتيادهم المدرسة وتراجعت وفيات الأطفال بـ 16 مرة بعد الهجرة إلى بلد متطور.

واستشهد التقرير بحالة خوان الذي ولد في عائلة فقيرة في الريف المكسيكي وغادر المدرسة في سن 12 في بلاده، قبل أن ينتقل إلى كندا مع والده في السن الثامنة عشرة، ويحصل بداية على إجازة عمل مؤقتة ثم على إقامة دائمة «وأسس في النهاية شركة توظف كنديين أصليين».

إلى ذلك، احتفظت النرويج بوضعها كأكثر بلاد العالم جاذبية للعيش فيها، حسبما ذكرت أمس بيانات للأمم المتحدة صنفت أيضا الدول الواقعة جنوب الصحراء في أفريقيا والتي تعاني من الحرب ومرض الايدز بوصفها اقل الأماكن جاذبية. وأظهرت بيانات جمعت قبل الأزمة الاقتصادية العالمية أن الناس في النرويج واستراليا وايسلندا يتمتعون بأفضل مستويات معيشة في العالم في حين سجلت النيجر وأفغانستان وسيراليون الأسوأ فيما يتعلق بالتنمية البشرية. وأعد مؤشر برنامج الأمم المتحدة للتنمية باستخدام بيانات 2007 بشأن إجمالي الناتج القومي للفرد الواحد ومتوسط العمر المتوقع واظهر اختلافات ملحوظة بين الدول النامية والمتقدمة. وقال البرنامج في بيان انه «على الرغم من التحسن الملحوظ على مر الوقت فإن التقدم كان متفاوتا. دول كثيرة شهدت نكسات خلال العقود الأخيرة في مواجهة الانكماش الاقتصادي والأزمات المرتبطة بالصراعات وتفشي فيروس إتش اي في المسبب للايدز وهذا كان حتى قبل الشعور بتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية». وذكر المؤشر أن متوسط العمر المتوقع في النيجر هو 50 عاما وهو ما يقل نحو 30 عاما عن النرويج. ومقابل كل دولار كسبها الشخص في النيجر تم اكتساب 85 دولارا في النرويج.