وزير الخارجية الروسي: نضع اللمسات الأخيرة لخطة تساعد في حل قضية تخصيب اليورانيوم الإيراني

قشقوي: لا يوجد هدف عسكري للبرنامج النووي * صالحي: نتمنى أن يكون تقرير البرادعي في نوفمبر فاتحة خير

TT

قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أمس، إن خبراء من مجموعة الست سيضعون اللمسات الأخيرة لخطة للمساعدة في حل معضلة تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج تلعب فيها موسكو رأس الحربة، وستعرض خلال اجتماع يعقد في فيينا في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي تحضره الولايات المتحدة وفرنسا، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى جانب روسيا.

في وقت أكد فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقوي، أمس، أنه لا يوجد بُعد عسكري للأنشطة النووية الإيرانية. وقال في مؤتمره الأسبوعي في طهران: «هذا يصعب إثباته».

وتقول مصادر غربية، إن هدف اجتماع فيينا الذي سيعقد في التاسع عشر من الشهر الحالي، هو بحث إمكانية تخصيب اليورانيوم الإيراني المنضب لإثرائه إلى نسبة 20% في دولة أخرى يرجح أن تكون روسيا، حتى يمكن استخدامه في مفاعلات البحث الإيرانية. واتفقت إيران والدول الست (الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا) التي التقت في جنيف مطلع الشهر الحالي، على استئناف المباحثات التي توقفت قبل نحو 15 شهرا، وقبلت إيران أثناء هذا الاجتماع الذي وصفته مختلف الأطراف بالإيجابي، زيارة موقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم، كما تمت مناقشة مسألة تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج.

وقال لافروف بعد لقاء نظيره النمساوي، أمس، في موسكو، إن خبراء سيجتمعون في وقت قريب لدراسة الخيارات الممكنة ووضع تفاصيل الصفقة، التي تشارك فيها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتصر إيران على أن برنامجها النووي هو لأغراض سلمية بحتة، وتحتاج إلى وقود لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران. وقد زاد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف الآمال للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية.

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن موسكو ستدعم أي عقوبات أكثر صرامة ضد إيران إذا فشلت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.

وفي طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقوي، أمس، إن محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته، «أشاد» بتعاون طهران في المجال النووي كما أكد المسؤول «المقاربة الإيجابية» لبلاده تجاه المفاوضات المقبلة. وأكد قشقوي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أن «البرادعي أشاد بتعاون إيران» أثناء زيارته لطهران الأحد.

وكان البرادعي أعلن، أول من أمس، أن إيران وافقت على أن يزور المفتشون الدوليون موقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم قرب قم، في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، كما أكد أن مشكلة الملف النووي الإيراني يمكن أن تحل عبر الحوار. وقال البرادعي أثناء مؤتمر صحافي: «حاليا نحن نمر من المواجهة إلى التعاون، وأطلب من إيران أن تواصل اعتماد الشفافية». وأضاف: «نحن على الدرب الصحيح. لقد بدأ المجتمع الدولي وإيران مباحثات بناءة».

من جهة أخرى أكد قشقوي أنه «لا يوجد بعد عسكري للأنشطة النووية الإيرانية. كيف يمكننا إثبات عدم وجود أمر ما؟». نافيا، مرة أخرى، وجود أي هدف عسكري للبرنامج النووي الإيراني. وتابع: «هذا لا يمكن إثباته، ولا يوجد سلاح نووي» في إيران. وأكد المتحدث من جانب آخر أن إيران تباشر المفاوضات النووية القادمة مع الدول الست بناء على «مقاربة إيجابية». وأضاف قشقوي: «لا يمكننا الحكم على المستقبل لكننا نعتقد أن (المفاوضات) إيجابية لأنها تمضي قدما». وتابع: «لا نرى سببا لأن نكون متشائمين. نحن نمضي قدما وفق مقاربة إيجابية».

وأكد قشقوي عدم وجود أي تغيير في الموقف الإيراني من البرنامج النووي، وأن هذه المسألة لم تطرح خلال محادثات جنيف مع القوى العالمية. وقال المتحدث: «لم نتطرق خلال محادثات جنيف إلى أي شيء يتعلق بحقنا في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية». وأوضح قشقوي أن اجتماع جنيف بحث المقترح الإيراني المتعلق بمجمل القضايا العالمية العامة، وليس البرنامج النووي الإيراني.

وكشف قشقوي أن الاتفاقات المرتبطة بالسماح بتفتيش المنشأة النووية الجديدة الموجودة جنوب طهران في 25 أكتوبر الحالي، واللقاء الذي سيعقد في فيينا في 19 من الشهر نفسه حول تخصيب اليورانيوم في الخارج، تم التنسيق لهما مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقط. واعتبرت إيران نتائج محادثات جنيف وزيارة محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لها بمثابة اعتراف غربي بحقها في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية تتضمن تخصيب اليورانيوم.

وعلى صعيد متصل، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس، عن علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وكبير مفاوضي الملف النووي، قوله إنه تم الاتفاق على تفتيش المنشأة الجديدة ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم بين إيران والوكالة التابعة للأمم المتحدة. وأعرب صالحي عن أمله في أن يكون تقرير البرادعي المقرر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل فاتحة خير لتطبيع الملف النووي لبلاده. وكان البرادعي قد حث طهران خلال زيارته التي استمرت يومين على تنفيذ البروتوكول الإضافي للوكالة الذي يتيح لمفتشيها تفتيش أي موقع نووي إيراني دون إعلان مسبق، واعتبر البرادعي أن هذا سيزيد الثقة الدولية في البرنامج النووي الإيراني.

ولمحت طهران إلى أنها قد تبحث تنفيذ البروتوكول في حال عودة ملفها من الأمم المتحدة إلى الوكالة، إضافة إلى رفع العقوبات.