هجوم على مقاتلي طالبان في منطقة قتل فيها 8 جنود أميركيين

وفاة جندي ألماني متأثرا بجروح أصيب بها في عملية انتحارية قبل عام

TT

قال مسؤول أفغاني إن القوات الأفغانية والأجنبية شنت هجوما أمس على مجموعة من مقاتلي حركة طالبان في منطقة بشرق أفغانستان حيث قتل المتشددون ثمانية جنود أميركيين في مطلع الأسبوع. والهجمات التي وقعت يوم السبت في إقليم نورستان النائي قرب الحدود الباكستانية هي الأكثر دموية ضد القوات الأميركية منذ أكثر من عام. وقال جمال الدين بدر حاكم نورستان إن القوات الأفغانية والأجنبية حاصرت مجموعة من مقاتلي طالبان في منطقة كامديش التي تقع في الإقليم أمس ولكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. وقال بدر لـ«رويترز» بالهاتف: «بدأت العملية هذا الصباح». وقال متحدث إعلامي باسم القوات الأميركية والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي إن هناك نشاطا يجري في المنطقة ولكنه لم يدل بأي تفاصيل. وقتل اثنان على الأقل من قوات الأمن الأفغانية في معركة يوم السبت بالإضافة إلى الجنود الأميركيين الثمانية. وقالت سلطات الإقليم أمس إنها فقدت الاتصال بقوة الشرطة في المنطقة بعد المعركة التي استمرت طوال اليوم.

وقال بدر إن 13 شرطيا من بينهم قائد الشرطة بالمقاطعة فقدوا وان من المعتقد بأن الباقين تركوا مواقعهم وذهبوا لمنازلهم. وتقول حركة طالبان إنها تحتجز 35 شرطيا بينهم قائد الشرطة. وقالت وزارة الداخلية في كابل إن الحكومة فقدت اتصالها مع عدد من أفراد الشرطة ولكنها لم تذكر عددهم بالتحديد. وتزامن الهجوم الذي شنته حركة طالبان مع خطة لترك القوات الأجنبية للموقعين في إطار استراتيجية جديدة للجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي للتركيز على المراكز السكانية. وقالت قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي إن ميليشيا من مسجد محلي وقرية قريبة شنت الهجمات على موقعين مشتركين للقوات الأفغانية وقوات الحلف باستخدام قذائف صاروخية ومدافع رشاشة وبنادق. وأسفرت الهجمات عن وقوع أكبر عدد من القتلى بين القوات الأميركية منذ مقتل تسعة جنود في معركة في يوليو (تموز) عام 2008 في إقليم كونار القريب. وتكبدت القوات الأميركية بعض أكبر خسائرها في شرق أفغانستان حيث حاولت بسط سيطرتها على ممرات الجبال النائية التي يستخدمها مقاتلو طالبان للتسلل من باكستان. وفي هجمات أخرى قتل المتمردون جنديا أميركيا أمس في جنوب أفغانستان كما قتل جندي من قوات حلف الأطلسي أمس في انفجار قنبلة أيضا في جنوب البلاد. من جهة أخرى لقي جندي ألماني,24 عاما, حتفه متأثرا بجروح أصيب بها جراء عملية انتحارية في أفغانستان قبل نحو عام. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية اليوم الإثنين في برلين إن الجندي كان قد أصيب في هجوم بأفغانستان في السادس من أغسطس (آب) عام 2008 مع ثلاثة من زملائه العاملين في أفغانستان ضمن قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف). وأكد المتحدث أن هذه الواقعة توضح مدى خطورة مهمة أفغانستان. وكان انتحاري يقود دراجة بخارية قد تجاوز الحواجز الأمنية بالقرب من قندز وفجر نفسه. وأعلنت حركة طالبان آنذاك مسؤوليتها عن العملية. وفي واشنطن تصاعد الجدل الأميركي بشأن مستقبل السياسة العسكرية الأميركية في أفغانستان حيث ألقى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض بثقله في مطلع هذا الأسبوع على هذا الجدل العام المتزايد. وذكر مستشار الأمن القومي جيمس جونز أمس أن الجنرال ستانلي ماكريستال قائد المائة ألف جندي أميركي والقوات الدولية المنتشرة في أفغانستان بالغ في الحديث عن سيطرة طالبان على أفغانستان تخطى سلسلة القيادة بطلبه العلنى بنشر المزيد من القوات هناك. وأدلى ماكريستال بخطاب رئيسي في لندن الأسبوع الماضي للضغط لنشر 40 ألف جندي آخرين في أفغانستان وتغيير الاستراتيجية وتوجيه مزيد من الاهتمام لصالح المواطنين الأفغان. وجاءت كلمته بعد يوم فقط من بدء البيت الأبيض مراجعة لأساليبه التكتيكية برؤية تتمثل في استعادة الزخم في أفغانستان، حيث تجاوزت الخسائر البشرية في صفوف القوات الأميركية أرقام الخسائر البشرية في العراق منذ نحو عام وسط قتال مع حركة طالبان.وأكد الجيش الأميركي أول من أمس في كابل أن ثمانية جنود أميركيين وجنديين أفغانيين قتلوا عندما هاجم من يشتبه أنهم من مقاتلي طالبان مواقع القوات بشرق أفغانستان بالقرب من الحدود مع باكستان. وقتل جندي أميركي آخر في انفجار قنبلة على جانب طريق في نفس المنطقة. وقال جونز،القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي فى أوروبا لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية أمس «من الأفضل للنصيحة العسكرية أن تأتي من خلال سلسلة القيادة وأعتقد أن الجنرال ماكريستال والآخرين في سلسلة القيادة سيقدمون للرئيس ليس فقط خيارا واحدا.. وإنما مجموعة من الخيارات».