خامنئي: تقدمنا العسكري والمناورات التي نقوم بها ليست «تهديدا» لدول الجوار

إيران تستخدم أجهزة طرد مركزي جديدة في منشأة التخصيب قرب قم

TT

قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي أمس إن المناورات والتقدم في المجال العسكري لا تشكل أي «تهديد» للدول المجاورة، وذلك في خطاب له في شمال البلاد، كما ذكر التلفزيون الرسمي. وأعلن المرشد الأعلى في احتفال عسكري في قاعدة نوشهر (شمال) البحرية «إن قوة الجمهورية الإسلامية ومناوراتها والتقدم (العسكري) لا تشكل تهديدا للدول المجاورة والدول الأخرى». وأضاف: «الكرامة والقوة لا يكتسبان بالتبعية للولايات المتحدة، إنهما مرتبطتان بالثقة بالذات». واتهم خامنئي أعداء إيران بالسعي إلى إشاعة شعور بـ«الخوف» من بلاده «في المنطقة والعالم». وقال أيضا: «إن الأعداء لا يجهلون هذه الحقائق (قدرة إيران)، لكن هدفهم هو إشاعة مناخ من الخوف حيال إيران». وأجرت إيران مناوراتها الباليستية في 28 سبتمبر (أيلول) حيث عمدت إلى إطلاق صواريخ (شهاب3) و(سجيل) التي يصل مداها إلى 1800 و2000 كلم والقادرة على بلوغ إسرائيل.

ويأتي ذلك فيما قال علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية في تصريحات نشرت أمس إن بلاده تنوي استخدام جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم بمنشأتها الجديدة للوقود النووي التي كشفت عنها مؤخرا. وظلت منشأة التخصيب التي تبنى تحت الأرض قرب مدينة قم سرا حتى أعلنت إيران عن وجودها الشهر الماضي مما أثار ضجة عالمية.

واتفقت إيران مع القوى العالمية الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) في أول أكتوبر (تشرين الأول) في جنيف على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بتفقد الموقع. وقال محمد البرادعي مدير الوكالة في طهران يوم الأحد إن خبراء تابعين للمنظمة الدولية سيفتشون المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم في 25 من هذا الشهر. وهذه هي المنشأة الثانية لتخصيب اليورانيوم في إيران بجانب أخرى في مدينة نطنز بوسط البلاد.

وقال صالحي: «ركزنا جهودنا في بحث وتطوير آلات جديدة في الشهرين أو الثلاثة المنصرمين حتى نتمكن من إنتاج آلات تتمتع بكفاءة عالية وتكون وطنية تماما».

ونقلت صحيفة «كيهان» عن صالحي قوله في إشارة إلى المنشأة الجديدة «نأمل في استخدام جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في موقع فوردو». ونشرت «كيهان» نسخة مكتوبة لمقابلة أجراها التلفزيون الرسمي في إيران مع صالحي.

ويشتبه الغرب أن الجمهورية الإسلامية تسعى سرا لتطوير أسلحة نووية، وتنفي طهران هذا الأمر. ومن الممكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب كوقود للمحطات النووية، وإذا جرى تخصيبه لمستويات أعلى فقد يُستخدم كمادة في صنع القنابل النووية. وقالت إيران إن منشأة التخصيب الجديدة التي تتسع لنحو ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي أمامها نحو 18 شهرا حتى يبدأ تشغيلها. ويتوقع أن تعطي محادثات جنيف التي جرت الخميس الماضي إيران مهلة قبل أن تفرض عليها الأمم المتحدة عقوبات أكثر صرامة، وإن كانت القوى الغربية سوف تكون يقظة لأي محاولات من قِبل طهران لكسب الوقت لاستغلاله في تطوير برنامجها النووي.

وقال صالحي الشهر الماضي إن بلاده قللت بعض الشيء عدد أجهزة الطرد المركزي من طراز «بي1» الأقدم التي تخصب اليورانيوم، وذلك في خطوة قال دبلوماسيون إن لها صلة على ما يبدو بأعمال صيانة مطلوبة. وبإمكان طراز مطور من أجهزة الطرد المركزي التخصيب بمعدل يتراوح بين مرتين و3 مرات أكثر من طراز «بي1» الذي شهد توقفات عن العمل بسبب الاهتزاز وزيادة السخونة.

على صعيد آخر، نقل عن محافظ البنك المركزي الإيراني محمود بهمني قوله أمس إن بلاده حققت أرباحا هائلة من سياستها المتمثلة في زيادة بيع النفط مقابل عملات أخرى غير الدولار.

وكانت إيران بدأت منذ بضع سنوات زيادة مبيعاتها من النفط مقابل عملات أخرى غير العملة الأميركية ودفعت بأن ضعف الدولار أضر بقوتها الشرائية. وتخضع الجمهورية الإسلامية لعقوبات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه.

وفي أواخر 2007 قال مسؤول إيراني كبير إن بلاده خامس أكبر مصدر للنفط في العالم رفعت إلى 90 في المائة حصتها من مبيعات النفط بغير الدولار. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وصف الدولار بأنه «ورقة لا قيمة لها». ونقل التلفزيون الحكومي عن بهمني اليوم قوله: «جنت إيران ربحا هائلا بعد أن غيرت سلة عملاتها لمبيعات النفط». وأضاف دون إسهاب «يمثل الدولار حاليا بالنصيب الأصغر في سلة عملات البلاد».

وكانت إيران اقترحت خلال قمة زعماء «أوبك» في عام 2007 تسعير النفط بسلة عملات بدلا من الدولار وحده، لكنها فشلت في كسب تأييد الأعضاء الآخرين في المنظمة باستثناء فنزويلا. وكان البنك المركزي الإيراني أعلن عن تنويع احتياطياته بعيدا عن الدولار، لكنه لم يكشف عن تفاصيل.