مظاهرة يهودية بالآلاف في القدس ووزيران في حكومة نتنياهو يطالبان بحظر الحركة الإسلامية

300 فلسطيني يواصلون اعتكافهم بالأقصى.. والمتطرفون يكثفون الدعوة لاقتحامه جماعيا

صبي فلسطيني خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة امس (ا ب)
TT

واصل المئات من الفلسطينيين لليوم الرابع على التوالي، اعتكافهم داخل المسجد الأقصى، بعد مواجهات عنيفة وقعت يوم الأحد الماضي، أحبطوا خلالها محاولة ثانية للمتطرفين اليهود لاقتحامه، خلال أسبوع واحد.

ورفض المتمترسون وعددهم لا يقل عن 300 في أي حال بشكل دائم، ويتناوبون مع آخرين من أجل البقاء مستيقظين ليل نهار، عدة نداءات إسرائيلية لمغادرة المسجد، بينما شددت القوات الإسرائيلية من إجراءاتها في محيطه، وواصلت منع المصلين والزوار من دخوله، إلا للمسلمين فوق سن الخمسين، شرط أن يكونوا من حملة الهوية الإسرائيلية.

وقال الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، من داخل الأقصى لـ«الشرق الأوسط»، إن المرابطين يتمتعون بمعنويات عالية، ومصممون على الحفاظ على الأقصى ومنع اليهود المتطرفين من دخول باحاته.

وسيستمر هذا الاعتكاف أسبوعا حتى انتهاء عيد العرش اليهودي. وقال صبري، «إن الخطر سيستمر طيلة أيام العيد ونحن سنستمر مرابطين لأسبوع». واستبعد صبري اقتحام الأقصى من قبل الشرطة الإسرائيلية كما هددت مرارا، وقال إن «ضغوطا تمارس على سلطات الاحتلال بعد اقتحام الأقصى، في إشارة كما يبدو لدول عربية. وتابع «لكن كل شيء متوقع وإذا ما اقتحموا فلكل حادث حديث».

وتتهم الشرطة الإسرائيلية الحركة الإسلامية الشمالية في إسرائيل، بقيادة الشيخ رائد صلاح، بإثارة التوتر في القدس بدعوى تهديد الأقصى، وذلك على خلفية دعوة الحركة وأئمتها المسلمين في إسرائيل أن يهبوا لإنقاذ الأقصى ومنع اليهود من دخوله. وطالب الوزيران، للتنمية الإقليمية سلفان شالوم، والبنى التحتية عوزي لانداو، بإخراج هذه الحركة عن القانون وطرد أئمة المساجد من أنصارها.

وطالبت حركة «عطيرت كوهنيم»، التي تقود حملة تهويد القدس الشرقية المحتلة، باعتقال الشيخ صلاح ومحاكمته بتهمة التحريض الدموي على اليهود والتدقيق في حسابات الحركة وحسابات قادتها الشخصية. وكشفت مصادر أمنية في تل أبيب أن الشرطة وأجهزة المخابرات والجيش الإسرائيلي تتدارس الأوضاع في المنطقة وتتحسب لانفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة. وهي تشير إلى أن العمليات الفلسطينية، تضاعفت في سبتمبر (أيلول) الماضي عن سلفه، لتصل إلى 95 عملية. ولذلك فإنها تتخذ الإجراءات الاحتياطية وتكثف من وجودها في القدس وفي سائر أنحاء الضفة الغربية. واتهمت مصادر أمنية إسرائيلية، رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بـ«التدخل في شؤون القدس بما يتناقض واتفاقيات أوسلو». وقالت هذه المصادر في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن فياض ومنذ أن تولى بنفسه حقيبة القدس في حكومته وهو يسعى للسيطرة الفلسطينية الهادئة على المدينة. وأضافت أن أموالا طائلة تتدفق في الآونة الأخيرة إلى القدس من صندوق السلطة الفلسطينية لشراء بيوت فلسطينية كان أصحابها ينوون بيعها لليهود، وأن رجال أمن من حركة فتح وبعض الفصائل الأخرى يعملون في القدس الشرقية بشكل شبه علني ويديرون جهاز قضاء بين الناس وينظمون العديد من نواحي الحياة الاجتماعية والقانونية والسياسية في المدينة. واعتبروا ذلك تصرفا خطيرا من السلطة. وأعلنوا أنهم سيشنون الحرب عليه.

ووقفت الأحزاب العربية الوطنية في إسرائيل إلى جانب الحركة الإسلامية ضد المخططات لإخراجها عن القانون، رغم تحفظ بعضها من نشاطاتها التي تؤدي إلى تصعيد صدامي غير مدروس يفيد السلطات الإسرائيلية لتحقيق المزيد من القمع لفلسطينيي 48 وتمرير المؤامرات على الأقصى. وقال الشيخ إبراهيم صرصور، رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية (التي انشقت عنها الشمالية)، إن هناك خطرا حقيقيا أن تبطش السلطات الإسرائيلية بالعرب على خلفية الاعتداءات على الأقصى والقدس وأن الأوضاع تستدعي تنسيقا بين الحركات والأحزاب العربية لعمل شيء منظم ومقبول على جميع الأحزاب وليس على فئة واحدة دون غيرها.

وتزامن تصاعد دعوات اقتحام الأقصى، مع دعوات أخرى للمشاركة في مهرجان احتفالي لوضع حجر الأساس لبناء مجسم كبير للهيكل الذي سيعقد في مستوطنة «متسبي يريحو» اليوم. وقالت مؤسسة الأقصى، إن الجماعات اليهودية المتطرفة قامت الليلة قبل الماضية بتعميم إعلان عبر الإنترنت وإلصاق ملصقات في الشوارع تدعو فيه إلى تصعيد ووجوب الإصرار على الاقتحام الجماعي للمسجد الأقصى، وإقامة شعائر تلمودية تتعلق بالهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى، وذلك خلال الأيام المتبقية مما يطلقون عليه عيد العرش العبري. ورافقت هذه الدعوات «فتاوى دينية» توجب الالتزام بالمشاركة.

ووجهت المؤسسة النداء للأهل في القدس والداخل الفلسطيني إلى ضرورة تكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى المبارك. ويخيم التوتر الشديد على المدينة المقدسة، وقد تحولت إلى ثكنة عسكرية، منذ عدة أيام. وأمس، حشدت شرطة الاحتلال في القدس أكثر من 2000 من عناصرها، لحماية مسيرة سنوية للمستوطنين تعرف بـ«مسيرة يروشالايم» (القدس)، تمر من قرية سلوان وحي الثوري العربيين، في مسار يصل طوله إلى 12 كيلومترا. ومن أجل ذلك، أغلقت الشرطة الإسرائيلية البلدة القديمة في القدس، وفرضت إجراءات مشددة للغاية، أغلقت فيها طرقا وحولت مسار طرق أخرى. وقد اتخذت هذه المسيرة التي شارك فيها عشرات الآلاف بحماية أكثر من ألفي شرطي وجندي طابعا قوميا يعبر عن تمسك إسرائيل بالقدس «كعاصمة إسرائيل الأبدية الموحدة. وتنظم المسيرة كل سنة في عيد العرش (أو عيد المظلة) الذي يحيي فيه اليهود ذكرى خروجهم من مصر.

ولم تكتف السلطات الإسرائيلية بهذا الاستفزاز، رغم ما يثيره من توتر فلسطيني واسع، فهي تخطط لافتتاح عمارة فندق شبرد في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، الذي تم طرد العائلات العربية منه بدعوى أن المستوطنين، امتلكوه بشكل شرعي، وإدخال عائلات يهودية للسكن فيه. ومن المتوقع، حسب الدعوة، أن يحضر هذا الافتتاح اليوم عدد من أعضاء الكنيست والمسؤولين في البلدية والدوائر الحكومية.