نفى مصدر مقرب من محمد عبو، وزير تحديث القطاعات العامة في الحكومة المغربية، ما تردد حول عزمه الاستقالة من الحكومة على خلفية الملابسات التي أحاطت بإرجاءات متتالية لانتخاب رئيس جهة (منطقة) تازة ـ الحسيمة ـ تاونات، في شمال البلاد.
وكان عبو عبر عن استيائه الشديد من عدم مساندة حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي ينتمي إليه أثناء احتجاجات قام بها بشأن إرجاء عملية الانتخابات. وقال عبو، خلال لقاء صحافي، إنه يعتزم تجميد عضويته في الحزب.
وقال المصدر ذاته لـ «الشرق الأوسط»: «عبو لم يقدم استقالته من الحكومة. وعزمه تجميد عضويته في الحزب لا يعني استقالته من الحكومة».
واستدرك المصدر قائلا «عبو متمسك بعضويته في التجمع الوطني للأحرار».
ويعرف حزب التجمع الوطني للأحرار تجاذبات وخلافات داخلية. وقالت مجموعة باتت تعرف باسم «مجموعة النداء» إنها ستعقد مؤتمرا صحافيا اليوم، وذلك عقب اجتماع ستعقده المجموعة البرلمانية للحزب.
وقال عبو للصحافيين يوم الأحد الماضي، إنه قرر تجميد عضويته في مؤسسات الحزب احتجاجا على عدم تضامن الحزب معه في انتخابات رئاسة مجلس الجهة، وأعلن أنه قرر سحب ترشيحه للرئاسة.
وعزا مصدر من تحالف حزبي يساند عبو، ويضم أعضاء من التجمع الوطني للأحرار، وحزب الاستقلال، وحزب التقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية، أسباب تجميد الوزير عبو لعضويته في الحزب، إلى عدم إصدار هذا الأخير بيانا تضامنيا معه. وكانت جلسة انتخابات منطقة تازة ـ الحسيمة ـ تاونات، أرجئت ثلاث مرات خلال أسبوعين لدواع أمنية أو لعدم توفر النصاب القانوني، كما قالت مصادر ولاية الحسيمة، غير أن التحالف الحزبي اعتبر أن أسباب الإرجاء غير مبررة. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن السبب الرئيسي وراء قرار انسحاب عبو من الانتخابات، هو حرصه على الحفاظ على وحدة الجهة ومصالح السكان. وأشار المصدر إلى أن التحالف سيدعم أي مرشح لمنصب رئاسة الجهة باستثناء محمد بودرا، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد كوسكس، وهو مرشح مستقل.
ويفترض أن تعقد اليوم الجلسة الانتخابية المؤجلة لرئاسة مجلس جهة تازة ـ الحسيمة ـ تاونات، بمقر ولاية الحسيمة. وتجدر الإشارة إلى أن جهة تازة ـ الحسيمة ـ تاونات، هي المنطقة المغربية الوحيدة التي ما زالت لم تجر فيها الانتخابات من بين 16 منطقة.