الصومال: الشيخ طاهر أويس يدعو إلى وقف الاقتتال بين الإسلاميين الصوماليين

القراصنة يفرجون عن سفينة شحن تركية بفدية تبلغ 1.5 مليون دولار

سفينة الشحن التركية «هورايزون 1» في خليج عدن بعد اطلاق سراحها (رويترز)
TT

دعا الشيخ حسن طاهر أويس، زعيم الحزب الإسلامي الصومالي، إلى وقف الحرب بين الإسلاميين في الصومال، بعد أيام من الاشتباكات الدموية بين مقاتلي الحزب الإسلامي، الذي يتزعمه، وحركة الشباب المجاهدين في مدينة «كيسمايو»، وعدد من البلدات القريبة منها في جنوب الصومال، هذه الاشتباكات التي خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

وقال الشيخ أويس إن هذه الحرب فتنة، وتصب في مصلحة العدو فقط، وهي غير مبررة أصلا أن يتقاتل «المجاهدون» الصوماليون في الوقت الذي يوجد فيه العدو في البلاد، في إشارة إلى قوات الاتحاد الأفريقي. وأضاف أنه إذا كانت لدي حركة الشباب أي شكوى من الحزب الإسلامي أو من شخص آخر في الحزب، فإن المفاوضات هي الحل، ودعا إلى تغليب العقل على العاطفة وتغليب اتباع الشريعة على المصالح الخاصة.

وقال الشيخ أويس إن الأمر لم يصل بعد إلى أن نيأس من حل الخلافات بشكل سلمي. وأضاف: «إن الاتصالات جارية بين الطرفين، وسيتم الإعلان عن النتيجة التي سنتوصل إليها في الوقت المناسب. وتحدث الشيخ أويس عن مدينة كيسمايو التي كانت التطورات فيها السبب المباشر في اندلاع الاشتباكات بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين، وقال: «كانت في المدينة إدارة مشتركة بين الطرفين، ومن الطبيعي أنه إذا ثار خلاف أن نحله بصفة ودية دون اللجوء إلى السلاح».

وقال الشيخ أويس: «إن الحرب الجارية في كيسمايو هي من طرف واحد، شنتها حركة الشباب المجاهدين على الحزب الإسلامي، ونحن من طرفنا نحرص على أن نتفادى مزيدا من إراقة الدماء بين الإسلاميين». وأضاف أن التقاتل بين الإسلاميين في الصومال يؤدي إلى ضياع قضيتهم الأساسية». وكان الحزب الإسلامي قد عرض مفاوضات مشروطة مع حركة الشباب، وقال المسؤول الإعلامي في الحزب، الشيخ محمد معلم، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة: «إن الحزب وضع عددا من الشروط للتفاوض مع حركة الشباب، وهي أن تتحمل الحركة مسؤولية الحرب في كيسمايو، وأن تقدم اعتذارا رسميا وصريحا للحزب عن ذلك، وأن يتم الإعلان عن وقف فوري لإطلاق النار بين الطرفين، وكذلك حل الخلافات بينهما، بما في ذلك مشكلة كيسمايو، بالمفاضات، وأن يتم الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية في حل جميع المنازعات الأخرى بين الحزب وحركة الشباب».

وأضاف الشيخ معلم أنه «على الرغم من كل هذا، فإن حركة الشباب لا تزال تشن هجمات متكررة على مواقع الحزب الإسلامي في كيسمايو وفي (تاييغلو) بجنوب غربي البلاد، والحزب في حالة الدفاع عن النفس بانتظار النتائج التي ستسفر عنها المفاوضات الجارية. هذا ولم يصدر أي تعليق من طرف حركة الشباب المجاهدين على المفاوضات وقبول شروط الحزب أو رفضها. من جانبه قال الشيخ حسن يعقوب، المسؤول الإعلامي لدي ولاية جوبا التابعة لحركة الشباب: «إن الولاية الإسلامية في جوبا (تابعة لحركة الشباب) قد ألحقت الهزيمة بالمقاتلين الذين يقودهم الشيح أحمد إسلان (من قادة الحزب الإسلامي) وأنها تمكنت من طرد ميليشياته من منطقة (جناي عبدلي) (60 كم إلى الغرب من كيسمايو) التي جرت فيها الاشتباكات الأخيرة بين الطرفين». وأضاف أن تتم ملاحقة فلولهم في الوقت الحالي. وقد قتل أكثر من 60 شخصا وأصيب نحو 100 في الاقتتال بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين منذ اندلاع المعارك بينهما في كيسمايو بجنوب البلاد في الأول من الشهر الحالي.

على صعيد آخر أطلق قراصنة صوماليون سراح سفينة شحن تركية كانت محتجزة لديهم منذ 3 أشهر، وتم اختطاف السفينة ويدعى «هورايزون 1» في الثامن من يوليو (تموز) الماضي من خليج عدن، وكانت قادمة من السعودية في طريقها إلى الأردن، وعلى متن هذه السفينة التي تم الإفراج عنها 23 بحار من الأتراك. وجاء الإفراج عن السفينة بعد دفع فدية قدرها 1.5 مليون دولار إلى القراصنة. وقال أحد القراصنة الذين كانوا يحتجون السفينة التركية: «حصلنا على مبلغ 1.5 مليون دولار مقابل الإفراج عن السفينة. وبعد حصول القرصنة على هذه الأموال ونزولهم إلى الشاطئ نشبت خلافات بينهم حول اقتسام الفدية مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار بين القراصنة لفترة، ودارت اشتباكات بين الطرفين في شاطئ البحر، ولا يزال التوتر مخيما على الوضع في معقل القراصنة بمدينة «آيل» بشمال شرقي الصومال.