موسى لـ«الشرق الأوسط»: الرئيس اليمني سيطلق مبادرة للحوار الشامل

مظاهرات لـ«الحراك» تطالبه بتأييد انفصال الجنوب

مقاتلون من الحوثيين المتمردين لدى حضورهم احدى جلسات محاكمتهم في صنعاء (أ.ب)
TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط» فور عودته من اليمن أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتفق معه على إطلاق مبادرة للحوار الشامل خلال الفترة المقبلة وشدد على أن الوحدة اليمنية تحقق مصالح كل الشعب اليمني ويجب أن يعمل الجميع للحفاظ على مكاسبها، وقال: سوف نبقى على اتصال مستمر مع المسؤولين في اليمن لحين انتهاء هذه الأزمة. وأضاف أن الرئيس علي عبد الله صالح أكد له خلال المباحثات التي أجراها معه في صنعاء بأنه منفتح على الجميع في حوار شامل ومع كل القوى اليمنية في الداخل والخارج لمناقشة كافة المشاكل القائمة. وأفاد بأن موضوعي الوحدة مع الجنوب ومعركة الحوثيين كانا ضمن المباحثات التي أسفرت في النهاية عن إعلان اليمن الاستعداد الكامل للحوار وقال يجب التركيز على وحدة الأراضي اليمنية واستقرارها والانفتاح على القوى اليمنية الموجودة في الداخل والخارج وكذلك متابعة مبادرة الحوار التي يطلقها الرئيس علي عبد الله صالح.

وكان موسى اعلن أمس في صنعاء، دعم الجامعة ووقوفها إلى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، في وقت استقبلت زيارة موسى بمظاهرات في مختلف المحافظات اليمنية الجنوبية لأنصار ما يعرف بـ «الحراك الجنوبي السلمي» وذلك للفت نظره إلى الأوضاع في الجنوب.

وأجرى موسى محادثات مطولة مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حول تطورات الأوضاع في البلاد، وتحديدا الحرب الدائرة في الشمال بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين. وأعلن موسى عقب تلك المباحثات أن الرئيس صالح مستعد للحوار مع أي قوى في الساحة اليمنية وكذا من هم في الخارج، لكن في إطار الوحدة التي اعتبرها أمرا مهما لليمن وكافة العرب. وتجنب أمين عام جامعة الدول العربية، في مؤتمر صحافي عقده بعد المباحثات، الخوض فيما إذا كانت زيارته تحمل مبادرة من الجامعة العربية بهدف وقف الحرب الدائرة في محافظة صعدة وعمران. مؤكدا أن الجامعة مع وحدة اليمن وترفض كل ما يهدد أمنه ووحدته واستقراره.

وشهد عدد من المحافظات اليمنية الجنوبية مظاهرات قدرت أعدادها ببضعة ألوف بمناسبة زيارة عمرو موسى إلى اليمن، وذلك للفت انتباهه إلى ما يسمى بـ «القضية الجنوبية» وقالت شاهدة عيان في عدن لـ «الشرق الأوسط» إن أغلب المظاهرات رفعت شعارات تطالب بـ «الانفصال» و«فك الارتباط» بين الشمال والجنوب.

ومنعت السلطات الأمنية في محافظات الجنوب تنظيم معظم تلك الفعاليات الاحتجاجية بحجة عدم حصولها على «ترخيص مسبق»، واعتقلت شرطة نقطة العلم في مدخل مدينة عدن الشرقي ثمانية أشخاص وامرأتين أثناء توجههم إلى محافظة أبين للمشاركة في مظاهرة هناك دعا إليها الشيخ طارق الفضلي، الجهادي السابق الذي انضم أخيرا إلى «الحراك الجنوبي».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المعتقلتين هما القيادية في «الحراك الجنوبي» زهرة صالح وزميلتها منى العامر المعروفة باسم «ضياء»، وقالت المصادر إن أجهزة الأمن في عدن أفرجت في وقت لاحق عن الرجال الثمانية، فيما أبقت على المرأتين. وأرجع مصدر حقوقي ذلك إلى «المشادة» التي وقعت بين المرأتين والجنود، حيث أفاد شهود عيان أن أحد الجنود حاول الاعتداء على القيادية زهرة صالح لكن زميلتها صفعته على خده.

وفي محافظة الضالع، شارك آلاف المواطنين في مظاهرة جابت شوارع المدينة عدة مرات والمشاركون فيها يرفعون أعلام «دولة الجنوب» السابقة وصور قيادات أمثال علي سالم البيض، نائب الرئيس اليمني السابق. وفي كلمة لرئيس ما يسمى «مجلس قيادة الثورة السلمية» في المحافظة، طالب شلال علي شايع، الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام عمر موسى بأن «يكون للجامعة موقف واضح وداعم لنضال أبناء الجنوب السلمي حتى استعادة دولتهم وطرد المحتل»، على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه «إذا لم يعترف العالم بنضالنا السلمي ويدعمه، فقد تكون لنا خيارات أخرى، قال إنها قد تلفت اهتمام العالم لما يجري في الجنوب منذ 1994م وحتى اليوم، مثل ما هو مهتم بما يجري في صعدة»، وبحسب شهود عيان ردد متظاهرون شعارات مثل «يا موسى يا مندوب.. ادعم تحرير الجنوب».

على الصعيد الميداني، أكد قائد عسكري ميداني تحقيق الجيش تقدما في القتال على صعيد عدة جبهات قتال في الملاحيظ بمحافظة صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران، وقال المقدم عسكر زعيل، القائد الميداني في محور صعدة لـ «الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة المعشية باتجاه آل عقاب في صعدة.

ونفى زعيل أن يكون الحوثيون اسقطوا طائرة «السوخوي» الروسية الصنع التي تحطمت الأول من أمس بالقرب من مدينة صعدة، وقال «لم يصلوا إلى هذا المستوى»، وحول مصير قائد الطائرة محمد صالح الحريري، أكد زعيل أن الأمل ضعيف في العثور عليه حيا نظرا لتضاريس المنطقة الصعبة وكذا انقطاع الاتصالات، وقال إن الطيار وبعد أن ضرب هدفه سقطت طائرته، منتقدا سلوك بعض الطيارين بقوله إنه وبعد أن «يضرب الطيار هدفه، تأخذه نشوة النصر ويقوم بعمليات استعراضية».

وأحال مجلس النواب اليمني (البرلمان) أمس، طلبا من وزير العدل الدكتور غازي شايف الاغبري، إلى لجنة الشؤون الدستورية، برفع الحصانة عن النائب يحيى الحوثي، شقيق عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين في اليمن، والذي يقيم في ألمانيا منذ بضع سنوات ويقوم بتحركات دولية وإعلامية لصالح جماعته في الداخل.

وتضمنت رسالة وزير العدل اليمني ما سميت «الأسباب الرئيسية» للتقدم بطلب رفع الحصانة عن يحيى بدر الدين الحوثي والتي تمثلت في: «قيام المذكور بالاشتراك في تشكيل عصابة مسلحة وإثارة العصيان المسلح والتحريض على عدم الانقياد للقانون والدعوة للتمرد على النظام القائم ودعم الأعمال الإرهابية والتخريبية في بعض مديريات محافظة صعدة، إلى جانب المساهمة وبدور كبير وفاعل في الخروج على الدستور والثوابت الوطنية بالتخابر مع دول أجنبية».