الحوثيون يعلنون سقوط مديرية قرب الحدود السعودية والبرلمان يوافق على الحسم العسكري

وزير الداخلية اليمني يؤكد التحالف بين «القاعدة» والحوثيين

TT

أجرى مسؤول بريطاني محادثات مع المسؤولين اليمنيين، حول التطورات على الساحة اليمنية المتمثلة في حرب الشمال وحراك الجنوب، إضافة إلى قضايا أمنية أخرى. وأجرى نائب مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية، فرانك بايكر، أمس، مباحثات مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ورئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، كل على حدة.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن مباحثات المسؤول البريطاني انصبت حول «الاطمئنان» على الأوضاع الجارية في اليمن، بالتحديد الحرب الدائرة في محافظتي صعدة وعمران مع المتمردين الحوثيين والتي شارفت على انقضاء شهرها الثالث، وقالت المصادر إن الزيارة والمباحثات تندرج في إطار ما يمكن تسميته بـ«القلق» الذي انتاب دول المنطقة ودولا كبرى في العالم، خاصة بعد تصاعد موجة الاحتجاجات التي تشهدها المحافظات اليمنية الجنوبية والتي ينفذها أنصار ما يعرف بـ«الحراك الجنوبي السلمي»، الذين يطالبون بـ«الانفصال» أو «فك الارتباط».

ونقلت مصادر رسمية عن المسؤول البريطاني قوله إن «من حق الحكومة اليمنية مواجهة أي مجموعات مسلحة خارجة عن القانون وتسعى لزعزعة أمن واستقرار اليمن»، وأن اليمن «بلد هام لبريطانيا ونحن دوما مع يمن موحد ومستقر»، مجددا «موقف بريطانيا الداعم لليمن ووحدته وأمنه واستقراره». كما بحث بايكر مع المسؤولين في صنعاء ملفات كالإرهاب والقرصنة البحرية، إضافة إلى العلاقات اليمنية ـ البريطانية، الثنائية.

على صعيد آخر، أعلن الحوثيون في اليمن، أمس، سقوط مديرية منبه بمحافظة صعدة، وهي المديرية المحاذية لمنطقة فيفا السعودية في أيديهم، وقال المكتب الإعلامي التابع لعبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين، إن من وصفهم بـ«المواطنين» قاموا «بمهاجمة المعتدين في المجمع الحكومي والمباني التابعة للمديرية وخلال فترة زمنية قصيرة، تمت السيطرة الكاملة على المجمع الحكومي والمباني الأخرى التابعة للمديرية»، منهين بذلك ما قال البيان إنه «الوجود المستبد والظالم في المنطقة». وبرر الحوثي، في بيانه الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الاستيلاء على المديرية بارتكاب السلطات «اعتداءات ومضايقات بلغت حد القتل المباشر للمواطنين في مديرية منبه وبعد صبر طويل على ممارسات حمقاء ورعناء وفي تعامل غير صحيح ولا إنساني مع المواطنين هناك قامت إثر ذلك ثورة شعبية عارمة وانتفاضة غضب»، حسب قوله.

من ناحية اخرى قال وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر المصري إن تنظيم القاعدة والحوثيين والانفصاليين تحالفوا ضد الدولة في اليمن، وقال أمام البرلمان أمس إن أجهزة الأمن توصلت إلى هذه النتيجة بعد رصد دقيق لثبوت هذا التحالف بين الحوثيين المتردين في صعدة وتنظيم القاعدة في محافظة مأرب والانفصاليين في بعض المحافظات الجنوبية.

من جهة أخرى أعطى البرلمان اليمني موافقته على الحسم العسكري من قِبل القوات المسلحة لإنهاء تمرد الحوثيين في صعدة في حالة عدم الالتزام الفوري بالشروط المعلنة من اللجنة الأمنية التي يرأسها الرئيس علي عبد الله صالح منذ عدة أسابيع. جاء ذلك في الجلسة البرلمانية التي حددها مجلس النواب لمناقشة الأوضاع الراهنة على خلفية الحرب السادسة التي تشهدها محافظة صعدة وحرف سفيان منذ شهرين من الآن، وأكد المجلس على أن تقوم الحكومة والقوات المسلحة والأمن بتحمل المسؤولية الدستورية في إنهاء التمرد بصورة عاجلة وتأمين المواطنين والمنشات الحكومية والممتلكات الخاصة بالمواطنين.

لكن المجلس اشترط على الحكومة القيام بالحسم العسكري السريع لهذه الحرب إذا لم تلتزم العناصر المتمردة والإرهابية بالشروط المعلنة لوقف الحرب فورا داعيا الحكومة إلى النهوض بمسؤوليتها تجاه النازحين في المخيمات جراء هذه الحرب وتوفير العيش الكريم والأمن للمواطنين. وألزم البرلمان اليمني الحكومة بمنع فتح التصاريح الخاصة باستيراد السلاح والذخائر والمفرقعات باستثناء ما يخص القوات المسلحة والأمن فقط على أن تصلح الاختلالات الأمنية كافة في عموم المحافظات اليمنية وتقدم تقريرا تفصيليا في هذه الأمور في غضون أسبوعين فيما قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي إن القيادة السياسية والحكومة على اطلاع والبرلمان والقوى السياسية على الأوضاع والتطورات الراهنة في صعدة كي يتحمل الجميع المسؤولية التاريخية في هذا الظرف إزاء ما يحدث في هذه المحافظة لمواجهة هذا التحدي وإطلاق اصطفاف وطني شامل لا يُستثنى من المشاركة فيه أحد، وقال إن الحوثيين الذين وصفهم بعصابة للإرهاب والتخريب قامت في سبيل تنفيذ المشروع العنصري الذي تتبناه باستغلال الأحداث الإقليمية والدولية مثل القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية بتبني الشعار الزائف «الموت لأميركا, الموت لإسرائيل» ستارا لهذا الجرائم والتمرد، وقال إن الحوثيين ارتكبوا 443 جريمة منذ الإعلان عن وقف الحرب السابقة في الـ17 من يوليو (تموز) من العام الماضي وأكد الوزير العليمي على صلة الحوثيين بعناصر تخريبية خارجية ويتلقون الدعم من قوى خارجية لم يسمِّها في إيضاحاته للموقف الحكومي من هذه الحرب . من جهة أخرى أعلن المصدر العسكري عن مقتل 29 شخصا واعتقال 16 آخرين في معارك ومواجهات جرت بين قوات الجيش والحوثيين في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وضبطت الشرطة العسكرية 350 كيسا من مادة البارود وكميات من الأدوية والمخدرات، كانت هذه المواد مخفية تحت شحنة من الفواكه والخضراوات. وأعلن ذات المصدر مصرع 12 شخصا من الحوثيين في منطقة عيان بحرف سفيان أمكن التعرف على خمسة من القتلى، هم: علي علي الموج وإدريس علي الموج ومحمد حسين عولي ومحسن صالح عقيل وأحمد عبد الله طشان، ولقي 4 من الحوثيين مصرعهم في العبارات بمنطقة المقاش عندما كان أربعتهم يحفرون خندقا في نفس هذا المكان.

وأعلن الوكيل الأول لوزارة الداخلية اليمنية اللواء محمد عبد الله القوسي عن اعتقال الأمن لـ4 حوثيين يشكلون خلية نائمة في مدينة صعدة القديمة، ولقي 5 من خلية أخرى مصرعهم.