رئيس أرمينيا يُستقبل في لبنان باحتجاجات لتفاوضه مع تركيا قبل اعترافها بـ«الإبادة»

برج حمود أضربت وأقفلت محالها التجارية

عناصر من الشرطة اللبنانية تراقب التظاهرة التي نظمها الأرمن في بيروت أمس بمناسبة زيارة الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان للاحتجاج على تقاربه مع تركيا قبل اعترافها بـ«المجزرة» التي ارتكبتها بحقهم (رويترز)
TT

وصل رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان، أول من أمس، إلى بيروت في زيارة رسمية، ليستقبله محازبو «الطاشناق» بموجة احتجاجات واسعة واعتصامات قبالة مكان إقامته في الفندق، وذلك في انتقاد لتوقيعه الاتفاق التركي ـ الأرمني المزمع عقده في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وقد التقى سركيسيان أمس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان، الذي أبلغه بأن «الأرمن سيستمرون في المطالبة بحقوقهم»، وأنه شخصيا مستمر في النضال والمطالبة بالاعتراف بالإبادة الأرمينية وبكل مفاعيلها. وختم مشددا على «أهمية الوحدة الأرمينية التي تجعلنا أقوياء، قادرين على تحصيل حقوقنا واستمرار نضالنا». ثم اجتمع سركيسيان مع ممثلي الأحزاب الأرمينية الثلاثة، الطاشناق، الهنشاك، والرامغفار، وممثلي الطوائف الأرمينية الثلاث الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيلية، وممثلي الجمعيات والمؤسسات الأرمينية في لبنان وسورية ومصر ودول الخليج وإيران، في حضور الأمين العام لحزب «الطاشناق» هوفيك مخيتاريان، ووزير الطاقة والمياه آلان طابوريان، والنائب أغوب بقرادونيان، وعدد من الفعاليات الأرمينية. وأبلغ المجتمعون الرئيس الأرميني اعتراضهم على الاتفاق الذي سيوقع عليه مع تركيا، وأشاروا إلى أنه «كان يجب أن يسبقه بحث في القضايا المهمة وأن تؤخذ في الاعتبار آراء الشتات عند التفاوض مع الأتراك». واعتبر المجتمعون أن «العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود والمصالح المشتركة بين البلدين هي مظاهر طبيعية لا نتحفظ عليها، لكن استمرار تركيا في إنكار الإبادة الأرمينية وعدم الاعتراف والاعتذار علنا وكذلك صرف النظر عن التعويض لملايين الأرمن المنتشرين في أنحاء العالم والاعتراف بالحدود الحالية بين الدولتين كلها أمور ليست إلا مؤشرا للتأزم في العلاقات بين أرمينيا وتركيا». وكان حزب الطاشناق قد واصل الاحتجاجات. واعتبر في بيان أصدره، أمس، أن «سركيسيان مطالب بتبرير موقفه المخذل والتنازلي من البروتوكول المزمع عقده بين أرمينيا وتركيا»، وأشار البيان إلى أن «آلافا من طلاب المدارس الأرمينية احتشدوا، رافعين لافتات تحمل شعارات منددة بالاتفاق». كما أشار إلى أن «مطران الأرمن الأرثوذكس كيغام خاتشريان طالب السلطات الأرمينية بعدم التنازل عن حقوق الشعب الأرميني ومطالبه العادلة. وشدد على الوحدة والتماسك الأرميني لمواجهة العراقيل والتحديات المحدقة بالحقوق الأرمينية».

وأضاف البيان أن «اللجنة المركزية لحزب الطاشناق في لبنان، أقفلت جميع المحال والمؤسسات التجارية في برج حمود عصر أول من أمس، ورفعت لافتات أمام المحال تحمل شعارات منددة بالاتفاق. وبمبادرة من التجار ورجال الأعمال الأرمن في برج حمود، وزعت مناشير مطالبة بحقوق الشعب الأرميني. وقام مئات من شباب الحزب بالتوجه إلى المداخل الخارجية لحرم المطار لاستقبال الرئيس الأرميني».