زيارة خادم الحرمين الشريفين لدمشق تشدد على الحاجة إلى التضامن العربي لمواجهة الأوضاع الراهنة

الأسد: الكل يعلم أن الملك عبد الله هو الملك المؤمن بالعروبة وبالتنسيق العربي

الملك عبد الله والأسد خلال تبادل الأوسمة أمس (رويترز)
TT

وصفت المستشارة الإعلامية والسياسية في القصر الرئاسي السوري، بثينة شعبان، القمة السورية ـ السعودية بالـ «البنّاءة والودية» وقالت إن العلاقات بين البلدين «تسير في تطور ممتاز».

جاء ذلك عقب لقاء قمة جمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، في القصر الجمهوري السوري في دمشق مساء أمس. وفي تصريح للمستشارة السياسية والإعلامية في القصر الجمهوري، بثينة شعبان، اعتبرت أن تبادل تقليد الأوسمة «دليل على عمق الاحترام والتقدير لدور سورية ودور المملكة العربية السعودية في الوضع العربي الراهن». وقالت إن أشد ما نحتاج إليه في هذا الوضع هو «التآخي والتنسيق والتشاور العربي». وأضافت شعبان «شدد الرئيس الأسد والملك عبد الله على أن الوضع العربي الراهن هو بأشد الحاجة إلى التضامن العربي كما كان دائما وخاصة في وجه التحديات التي تواجه الأمة العربية وما يتعرض له الأقصى الشريف ومدينة القدس والإخوة الفلسطينيون، وكل ما تتعرض له الأمة العربية من تحديات بحاجة ماسة إلى علاقات عربية متميزة».

ونقلت شعبان عن الملك عبد الله قوله إن «العلاقات السورية السعودية لها تاريخ عريق وطويل متميز من التعاون والتنسيق» وإن الرئيس بشار الأسد رد بالقول «إننا حين نذكر اسم الملك عبد الله الكل يعلم أنه الملك العروبي الذي يؤمن بالعروبة وبالتنسيق العربي». وذكّرت شعبان بما قاله الأسد خلال القمة العربية في دمشق في مارس (آذار) عام 2008 حين أكد على «أننا جميعا في قارب واحد، وإننا يجب أن نعمل جميعا من أجل هذه الأمة، ومنذ تلك اللحظة ومن قبل والرئيس الأسد يعمل من أجل تضامن وتآخي وتنسيق وتعزيز الصفوف العربية. وتوبعت هذه الخطوة بالخطوة الذي اتخذها الملك عبد الله في الكويت أيضا في يناير (كانون الثاني) 2009، ومن ثم في قمة الرياض، ومن ثم في زيارة الرئيس الأسد الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية». وأضافت شعبان أنه يمكن القول «إن العلاقات السورية ـ السعودية تسير بتطور ممتاز» وإن هناك «نية قوية لخلق فضاء عربي وجو عربي يحاول أن يستفيد من الطاقات العربية لرفع كلمة العرب على الساحتين الإقليمية والدولية» وإن هذا «التنسيق يضاف إلى التنسيق الذي تقوم به سورية مع الصديقة تركيا والصديقة إيران لخلق فضاء إقليمي عربي إسلامي يستطيع أن يواجه التحديات الكبيرة التي تواجهها الأمتان العربية والإسلامية». وأجمعت الأوساط السياسية السورية على أهمية الزيارة، واعتبرتها زيارة مهمة في هذه المرحلة، خاصة أن العلاقات بين البلدين كانت قد توترت على خلفية الأزمة في لبنان عام 2005. كما رأى المحللون في دمشق أن عودة الدفء إلى العلاقات السورية ـ السعودية من شأنه أن يبرد الكثير من الملفات الساخنة، وأن يسهم في حلحلة أزمة تشكيل الحكومة في لبنان وتعجيل المصالحة الفلسطينية والتوصل إلى موقف عربي واضح حيال ما يجري في اليمن والعراق وغيرها من ملفات.