السفير السعودي في بيروت لـ«الشرق الأوسط»: نتوقع نتائج إيجابية على الوضع اللبناني

بري يرى لبنان بندا أساسيا في قمة دمشق.. وجنبلاط يأمل الإفادة القصوى من «اللقاء التاريخي»

TT

حجبت أخبار القمة السعودية ـ السورية المنعقدة في دمشق، غبار الأزمة الحكومية في لبنان و«التعقيدات» التي تحول دون الوصول إلى تشكيلة ترضي جميع الأطراف بعد انقضاء أكثر من 3 أشهر على «التكليفين» اللذين أعطيا لرئيس كتلة المستقبل، النائب سعد الحريري، تأليف الحكومة الأولى بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وفرضت القمة نفسها إيجابا على الواقع السياسي اللبناني، وسط توقعات بإمكان أن تدفع الأجواء الإقليمية الإيجابية في اتجاه تسهيل ولادة الحكومة خلال أيام قليلة، ومع «موعد نهائي» لا يتجاوز نهاية الأسبوع المقبل. وتوقع السفير السعودي لدى لبنان، على بن عواض العسيري، «انعكاسات إيجابية لقمة دمشق على الوضع الداخلي اللبناني»، معتبرا أن الوضع اللبناني يتأثر إيجابا بالأجواء الإيجابية على الساحة العربية، ومشددا على الدعم «اللامحدود للبنان من جانب المملكة».

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، صاحب نظرية «س س» الشهيرة التي تقول بأن التفاهم السعودي ـ السوري هو مدخل لحل الأزمات الداخلية، فقد بدا متريثا في «التهليل» لهذه القمة، لكنه حرص على إبداء التفاؤل بها، فيما رأى رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، ضرورة الاستفادة إلى الحد الأقصى من «اللقاء التاريخي».

وقال السفير عسيري لـ«الشرق الأوسط» إن «الجميع يعرفون حرص خادم الحرمين الشريفين على وحدة الصف العربي، وهو ما سعى إليه دوما وعمل من أجله في المحافل العربية والدولية»، معتبرا أن زيارة الملك لـ«سورية الشقيقة تأتي لتعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين ووحدة الصف العربي». وقال: «جميعنا نعلم التحديات التي تواجه عالمنا اليوم وأهمية التنسيق بين الدول العربية من أجل قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وما هو معروف عن حكمة خادم الحرمين الشريفين وشجاعته وصدقه في الدفاع عن القضايا العربية وحرصه على التواصل مع إخوانه، القادة العرب». وردا على سؤال عن انعكاسات هذه الزيارة على الوضع اللبناني قال: «لا شك أن لقاء خادم الحرمين الشريفين بأخيه الرئيس بشار الأسد سينعكس إيجابا على جميع القضايا العربية، ومن ضمنها لبنان». وقال: «إن خادم الحرمين حريص على وحدة الصف الداخلي اللبناني، ونحن نتطلع إلى أن نرى تلاحما بين القوى اللبنانية من أجل مصلحة لبنان».

وشدد على أن اللقاء «سيخدم من دون شك، كل القضايا العربية ومن ضمنها لبنان». أما في ما يتعلق بالملف الحكومي اللبناني، فأكد عسيري أن المملكة لا تتدخل في هذا الشأن باعتباره شأنا داخليا لبنانيا، إلا من زاوية الأمل بتفاهم القيادات اللبنانية وإعلان التشكيلة الحكومية إيذانا بانطلاق مسيرة النهوض الاقتصادي والاجتماعي بالبلد وبدء ورشة الإصلاح».

وشدد على أن المملكة «ستبقى دائما في طليعة الداعمين للبنان، بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو غيرها، وما المشاريع التي تقام في أكثر من منطقة وآخرها في بشري والبترون في شمال لبنان إلا أدلة على ذلك. وهي ستبقى بجانب لبنان كما كانت دائما لمساعدته ومساندته».

وأكد بري في لقاء الأربعاء النيابي «أهمية القمة السورية ـ السعودية والنتائج التي ستترتب عليها»، ونقل عنه النواب أن «الملف اللبناني في هذه القمة هو ملف أساسي وليس ثانويا»، مشيرا إلى أن «البحث لن يدخل في التفاصيل». وقال الرئيس بري إن «على اللبنانيين أن يستفيدوا من هذه القمة ومن الأجواء الإيجابية»، معتبرا «أنه ليس هناك من موانع لتشكيل الحكومة إذا ما تمت الإفادة من هذه الأجواء». ودعا رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، للاستفادة إلى الحد الأقصى من «اللقاء التاريخي» الذي سيحدث اليوم بين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد من خلال زيارة الملك عبد الله إلى دمشق»، منتقدا «بعض الأصوات التي تصدر من هنا وهناك في الخارج والداخل لضرورة تشكيل حكومة من لون واحد، وهذا أمر غير متفق عليه».

أما عضو كتلة حزب الله النيابية، محمد فياض، فرأى أن اللقاء السعودي ـ السوري «مهم جدا، ولكن لا يكفي أن نقول إن هناك انفراجا سوريًا ـ سعوديًا، فبالتالي لا بد أن تُحل المشكلات الداخلية اللبنانية»، مضيفا في الإطار نفسه أن «التقارب السوري ـ السعودي هو ليس لإبعاد سورية عن تحالفاتها الأخرى».

وأعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، مايكل وليامز، عن أمله في أن تسمح أجواء الحوار بتشكيل حكومة في أسرع وقت، وشدد في هذا المجال على أهمية زيارة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لدمشق.