قيادة فلسطينيي48 تطالب إسرائيل بتقديم الدليل على عدم تهديد الأقصى

بيريس يؤكد عدم إجراء حفريات تحت أماكن العبادة في القدس

TT

في زيارة تظاهرية، إلى القدس والأقصى، توجه قادة المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، مطالبين إياه بإعطاء الدليل القاطع على أن إسرائيل لا تمس ولا تنوي أن تمس بالمسجد الأقصى المبارك.

وأكدوا أن الفلسطينيين في إسرائيل والعالم، وكذلك المسلمون عموما، لن يهدأ لهم بال ما دامت هناك نشاطات استفزازية لليهود في الأقصى وقوات الشرطة تدعمهم وتحميهم، والحكومة من جهتها توفر لهم كل الشروط لتنفيذ مشاريع التهويد في قلب الأحياء العربية وخارجها.

ورد الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، على هذا الطلب فورا، فأعلن أن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي المساس بالأقصى، وتمتنع عن إجراء حفريات تحته أو تحت أي أماكن عبادة أخرى، إسلامية أو مسيحية أو يهودية، وأن مثل هذه الحفريات محظورة في إسرائيل.

ورد الشيخ كمال ريان، رئيس مؤسسة الأقصى ومن قادة الحركة الإسلامية، قائلا: «نقدر ما قاله رئيس الدولة، لكننا نريد أن نرى بأعيننا، وأن نتيقن منه بأنفسنا بواسطة التعامل بشفافية مع هذا الموضوع وإطلاع أناس مهنيين على ما يجري فعلا».

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد واصلت سياسة تصعيد التوتر، أمس، أيضا بمواصلة الحصار على القدس والمسجد الأقصى، ومنع المواطنين دون سن الخمسين من زيارته والصلاة فيه. وحتى عندما حاول نائب رئيس الكنيست، أحمد الطيبي، الوصول إلى هناك اصطدم بعدة حواجز. وفي الليلة قبل الماضية، اعتقلت الشرطة رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل، الشيخ رائد صلاح، قبل أن تفرج عنه لاحقا بتهمة التحريض على التوتر والدعوة إلى التمرد ومنعه بموجب قرار محكمة من زيارة الأقصى لشهر كامل. وزار وفد من لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل، وبمشاركة نواب عرب ورؤساء سلطات محلية عربية، المسجد الأقصى، صباح أمس، والتقى أعضاؤه بالمسؤولين عن الأوقاف في المسجد، والمعتكفين في باحة الأقصى. وتم الاتفاق خلال اللقاء على إقامة لجنة تنسيق بين المتابعة والأوقاف، تعمل على تنسيق العمل من أجل حماية المسجد الأقصى من الاعتداءات الإسرائيلية.

وقال جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، إن إسرائيل تلعب بالنار حين تحاول المس بالأقصى، فهذا استفزاز للشعب الفلسطيني بأسره وللأمتين العربية والإسلامية. وأضاف أن على إسرائيل أن تعرف أن الشعب الفلسطيني بأسره على استعداد لدفع كل ثمن دفاعا عن القدس والأقصى، لأن فلسطين بدون القدس جسد بلا روح. وتابع القول: «نحن موحدون في الدفاع عن القدس والأقصى، والاعتقالات والإجراءات القمعية لن تردع جماهيرنا عن الدفاع عن الأقصى».

واتهم النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، الحكومة الإسرائيلية بإرسال رجال الشرطة إلى المسجد الأقصى من أجل البطش بالمصلين المسلمين، لتتيح لليهود الاستفزازيين الصلاة في مكان ليس لهم، وهذه هي القضية. فإذا امتنعت عن مثل هذه الاستفزازات، فلن تكون هناك صدامات.

وكان وزير شؤون الأقليات في الحكومة الإسرائيلية من حزب العمل، أبيشاي برفرمان، قد دحض اتهامات المسؤولين الإسرائيليين بأن التوتر في القدس ناجم عن استفزازات وتحريض الحركة الإسلامية وحدها. وقال إن هناك استفزازات من الطرفين، وطالب الحكومة بأن تتصرف بيد من حديد أيضا مع الاستفزازيين اليهود. واعترض برفرمان على ممارسات الشرطة التي اعتقلت الشيخ صلاح وألمحت إلى أنها تنوي التقدم بطلب لإلغاء شرعية الحركة الإسلامية. فقال إن هذه الإجراءات متطرفة وتقوي صلاح وحركته ولا تسهم في خفض التوتر. وطالب الحكومة بمعالجة الموضوع بمسؤولية وتعقل. وقال: «أمام هذه الحكومة مهمتان مقدستان هما: التوصل إلى سلام على أساس دولتين للشعبين وتحقيق المساواة الكاملة للمواطنين العرب في إسرائيل».

ولكن الشرطة الإسرائيلية أعلنت أنها ستواصل إجراءاتها بدعوى أنها تريد أن تضمن للمصلين اليهود أن يصلوا إلى حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود اسم حائط المبكى، لتأدية صلوات عيد العرش مثلما سمحت للمسلمين بأن يصلوا في الأقصى طيلة شهر رمضان. ولن ترضخ ـ حسب قولها ـ لإرهاب المتطرفين الذين يحاولون إثارة أجواء التوتر.

وينتظر المراقبون بفارغ الصبر صلوات يوم الجمعة، غدا، لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تتطور الأمور في الحرم الشريف. وحسب مصدر في الحكومة، فإن أجهزة الأمن تجري تحريات مكثفة حول الموضوع. وتنوي التعامل بصرامة مع «مثيري الشغب»، من دون التوضيح إن كانت تقصد بذلك المصلين المسلمين أو الاستفزازيين من المستوطنين اليهود الذين يحاولون الصلاة في باحة الأقصى.