أوباما: لن نسحب القوات من أفغانستان ولن نقلص العدد

الرئيس الأميركي يبحث مع كبار مستشاريه إستراتيجية بلاده في المنطقة

TT

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مخاطبا زعماء الكونغرس في البيت الأبيض إن مراجعته للإستراتيجية في أفغانستان تقوم على عدم سحب القوات من البلد، كما تقوم على عدم تخفيض عددها، لكن أوباما لم يقل ما إذا كان سيزيد عدد القوات الأميركية هناك، كما يطالب بذلك القائد الأميركي في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال. وحذر أوباما، من أن إستراتيجيته الجديدة بشأن أفغانستان لن ترضي الجميع. وجاء كلام أوباما في أعقاب اجتماعه مع كبار زعماء الكونغرس من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي بشأن المطالب العسكرية بإرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان، ومناقشة مستقبل الإستراتيجية الأميركية هناك. واجتمع نحو 30 عضوا في الكونغرس من الحزبين الرئيسيين مع أوباما في البيت الأبيض في ظل احتدام النقاش بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تحتاج إلى إرسال مزيد من الجنود إلى أفغانستان. ويعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما جولة من الاجتماعات مع كبار مستشاريه هذا الأسبوع لتحديد خطواته التالية في أفغانستان وباكستان، فيما يحتدم الجدل حول أفضل إستراتيجية يجب إتباعها. وتردد أن أوباما يعكف الآن على تقييم عدد من الخيارات لإدارة دفة الصراع الذي يزداد دموية ضد طالبان و«القاعدة» الذي يدخل عامه التاسع أمس، ويبدو أنه بسبب هذه المسألة حدثت بعض الانقسامات داخل الإدارة الأميركية. وبرزت هذه الخلافات خلال الأيام القليلة الماضية مع رد مسؤولي أوباما على التصريحات التي أدلى بها قائد قواته في أفغانستان، الجنرال ستانلي مكريستال، أثناء خطاب له في لندن الأسبوع الماضي. فقد حذر مكريستال من تدهور الوضع في أفغانستان وقال إنه يلزم إرسال المزيد من القوات رغم أن أوباما لم يبت بعد في طلبه 40 ألف جندي إضافي. وأضاف مكريستال أن أي خطة تقوم على تقليص عملية مكافحة التمرد والاستعاضة عن ذلك بتبني إستراتيجية أكثر إحكاما لاستهداف «القاعدة» ستتسم «بقصر النظر». وتردد أن مكتب نائب الرئيس، جو بايدن، أبدى تأييده للنهج الأخير، وذلك يعود في جزء منه إلى المخاوف الناجمة عن التلاعب الواضح الذي شاب عملية إعادة انتخاب الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، وأنه يجب على الولايات المتحدة ألا تبدو في موقف المؤيد لحكومة تعتبر في نظر الشعب غير شرعية. تصريحات مكريستال دفعت وزير الدفاع، روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي، جيمس جونز، للتوضيح للقيادات المدنية والعسكرية بأن أي نصيحة تقدم للرئيس يجب ألا تكون علنية، وأن تجري تبعا للتسلسل القيادي لحين اتخاذ قرار نهائي بشأن الأمر. وفي مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية الأميركية قال جونز «من الناحية المثالية من الأفضل أن تقديم النصيحة العسكرية من خلال التسلسل القيادي». وقال غيتس الذي كان يتحدث إلى جانب وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بجامعة جورج واشنطن مساء يوم الاثنين الماضي، للحاضرين، إنه يتفق مع مكريستال في تقييمه للوضع في أفغانستان بأنه «خطير وأخذ في التدهور»، لكن ينبغي أن تسدى النصيحة لأوباما خلف الأبواب المغلقة. من جهة أخرى وجه المنتقدون الجمهوريون سهامهم إلى أوباما، حيث تساءلوا حول مدى عزمه وإصراره في أفغانستان وبطء رده على طلب غيتس بإرسال المزيد من الجنود. وردت كلينتون على ذلك قائلة إن البيت الأبيض يحتاج إلى التوصل إلى إستراتيجية متأنية وتجنب اتخاذ «قرار متسرع». يذكر أن حصيلة القتلى الأميركيين في العام الماضي كانت هي الأعلى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2001 الأمر الذي أضعف التأييد الشعبي لها. ولم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي «الناتو» من هزيمة متمردي طالبان الذين صعدوا من هجماتهم عبر الحدود انطلاقا من باكستان. وكان أوباما قد أمر بعد فترة قصيرة من توليه منصبه بإرسال 21 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان مما رفع حجم الوجود الأميركي إلى أكثر من 60 ألف جندي. غير أن غيتس لم يذكر ما إذا كان يؤيد إرسال المزيد من القوات، لكنه اعترف بأن التقاعس عن إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان في الفترة السابقة أتاح لطالبان العودة إلى القتال. وقال غيتس «بسبب عدم قدرتنا وبصراحة عدم قدرة حلفائنا على حشد عدد كاف من القوات في أفغانستان، فإن طالبان تملك بالتأكيد قوة الدفاع الآن».