إسلام آباد: مقتل قيادي في حركة طالبان في وادي سوات

باكستان تسعى إلى التزام طويل الأجل من الولايات المتحدة

TT

اكد الجيش الباكستاني انه قتل امس قياديا كبيرا في حركة طالبان في وادي سوات شمال غرب البلاد، حيث يشن الجيش منذ الربيع هجوما واسع النطاق على المقاتلين الاسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال الجيش ان نزار احمد، واسمه الحركي غازي بابا، هو من بين 15 مطلوبا من بين ابرز القياديين في الحركة المتمردة التي يتزعمها مولانا فضل الله والتي نجحت صيف 2007 في فرض سيطرتها على هذا الوادي، الذي كان في ما مضى معلما سياحيا مهما في البلاد. ورصدت السلطات جائزة مقابل رأس هذا القيادي تزيد عن 80 الف يورو. واوضح الميجور مشتاق خان المتحدث المحلي باسم الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية ان نزار احمد قتل في تبادل لاطلاق النار مع الجيش الذي طوق منزله في ضاحية مينغورا، عاصمة اقليم سوات، لاعتقاله. ونجح الجيش الباكستاني في اعتقال او قتل العديد من قادة حركة طالبان التي يتزعمها فضل الله والتي تعلن ولاءها لتنظيم القاعدة، الا ان زعيم الحركة لا يزال متواريا عن الانظار.

وبعدما تفاوضت طويلا مع متمردي حركة طالبان، ووصل بها الامر حد القبول بمطلب طالبان تطبيق الشريعة الاسلامية في وادي سوات، اختارت اسلام اباد مؤخرا الحل العسكري ضد الحركة المتمردة وشنت عليها في ابريل نيسان هجوما واسعا، بضغط من واشنطن. وتؤكد الولايات المتحدة ان القاعدة اعادت تنظيم صفوفها وان الطالبان الافغان يتخذون من المناطق القبلية في شمال غرب باكستان المحاذية لافغانستان قواعد خلفية للهجمات التي يشنونها في افغانستان بدعم من طالبان باكستان. وكانت الحكومة الباكستانية اعلنت في يوليو (تموز) انها «طهرت» وادي سوات من طالبان، غير ان المتمردين ما زالوا يهاجمون القوات الباكستانية في هذا الوادي. الى ذلك حث وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الولايات المتحدة اول من امس على تقديم التزام طويل الاجل لبلاده ولافغانستان المجاورة والمنطقة، وذلك في الوقت الذي يراجع فيه الرئيس باراك اوباما استراتيجيته في افغانستان. ووجه قرشي هذا النداء في الوقت الذي تناقش فيه ادارة اوباما ما اذا كانت ترسل ما يصل الى 40 الف جندي اضافيين الى افغانستان او تقلص البعثة وتركز على ضرب خلايا القاعدة. واشار قرشي بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى القرار الاميركي بالتخلي بشكل فعلي عن افغانستان بعد انسحاب القوات السوفيتية في عام 1989 وحث واشنطن على ان تتعلم من اخطائها. وقال للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كلينتون «ما نبحث عنه هو التزام طويل الاجل. لماذا اقول ذلك.. لأنه لا بد من طمأنة شعوب المنطقة بأن الولايات المتحدة لديها رؤية بعيدة الامد ليس لافغانستان وباكستان فحسب وانما للمنطقة بأسرها». واضاف دون الاشارة الى تاريخ الولايات المتحدة في المنطقة «لا بد من تذكر تضارب الماضي وعلينا ان نعتمد على التعلم من اخطاء الماضي». وفي علامة على اهتمام واشنطن بباكستان وافق الكونغرس في 30 سبتمبر (ايلول) على زيادة حجم المساعدات غير العسكرية ثلاثة اضعاف حجمها الحالي للمساعدة في مكافحة التطرف في ذلك البلد المسلح نوويا. ويجيز هذا القانون تقديم 5ر1 مليار دولار سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة في اطار محاولة لبناء علاقة جديدة مع باكستان لا تركز الى حد كبير بعد الان على العلاقات العسكرية ولكن ايضا على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لباكستان.