تعرضت الولايات المتحدة في مؤتمر بانكوك للبيئة إلى انتقادات واسعة من جانب العديد من الدول النامية، ووصفتها جارتها، المكسيك، بأنها تحولت إلى حجر عثرة أمام جهود السعي للتوصل لاتفاقية عالمية صارمة للمناخ بحلول ديسمبر( كانون الاول) المقبل.
ووجهت دول نامية وجماعات معنية بالبيئة انتقادات إلى الولايات المتحدة في المحادثات التي تجرى بالعاصمة التايلاندية لأنها لم تضع على الطاولة هدفا محددا لتقليل الانبعاثات قبل عام 2020 وركزت بدلا من ذلك على هدف لعام 2050.
وتشعر الدول النامية بالقلق أيضا من موقف واشنطن القائل بأن أي معاهدة جديدة للمناخ يجب أن تحدد خطوات محلية ملزمة من الناحية القانونية لتقليل الانبعاثات كأساس للجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وقال فرناندو توديلا رئيس الوفد المكسيكي في محادثات المناخ ببانكوك في مقابلة مع وكالة«رويترز»: أعتقد أنهم في وضع غير مريح لأنهم لا يستطيعون وضع أي أرقام على الطاولة ما لم تكن اجراءات الكونجرس أكثر وضوحا». وأضاف «يتحولون بصورة متزايدة الى حجر عثرة أمام المفاوضات والأمر يتوقف عليهم لتغيير هذه الفكرة واظهار الزعامة الحقيقية التي نتوقعها منهم».
ويهدف مشروع قانون للمناخ وضع مسودته الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الاميركي الى تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 20 في المائة عن مستوياتها عام 2005 وذلك بحلول عام 2020. لكن ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما تقول انه من غير المرجح أن يوقع على المشروع قبل مؤتمر كبير يعقد في ديسمبر(كانون الاول) في كوبنهاغن بهدف التوصل لمعاهدة جديدة للمناخ.
ويساوي الهدف الذي يتضمنه مشروع قرار مجلس الشيوخ تقليلا بنسبة سبعة في المائة عن مستويات عام 1990، وذلك بحلول عام 2020 أي أن النسبة أقل بكثير من أهداف تقليل تتراوح بين 25 و40 في المائة تقول لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة ودول نامية انه يجب على الدول الغنية تحقيقها لتجنب أي تغير خطير في المناخ.
وتشارك وفود من نحو 180 دولة في المحادثات ببانكوك سعيا لتضييق الاختلافات حول المشاركة في تحمل مسؤولية ابطاء تغير المناخ من خلال اتفاقية تحل محل بروتوكول كيوتو اعتبارا من عام 2013.
وتلزم كيوتو 37 دولة غنية فقط ليس من بينها الولايات المتحدة بأهداف تتعلق بتقليل الانبعاثات في الفترة بين عامي 2008 و2012. ومحادثات بانكوك هي أحدث جولة كبيرة للمفاوضات قبل مؤتمر كوبنهاغن المقرر في الفترة من 7 الى 18 ديسمبر (كانون الأول).