الصحافة السورية: السعوديون في دمشق أهل الدار

الملك عبد الله يحيّي مستقبليه بعد وصوله إلى دمشق حيث كان في استقباله الرئيس بشار الأسد أمس (أ.ف.ب)
TT

أبرزت الصحافة السورية الرسمية والخاصة اهتماما خاصا بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد بن عبد العزيز إلى دمشق، واعتبرت صحيفة «الثورة» السورية أن الزيارة «الحدث» لم تولد في ساعة، بل هي «ثمرة جهد متواصل لتقوية الخط الذي حافظت عليه الدول العربية من أجل الفرصة الدائمة للعودة إلى الحوار».

وقالت «الثورة» في افتتاحيتها أمس، تحت عنوان «الزيارة المنتظرة»، إن «أفضل ما حافظت عليه الدول العربية، خلال حقبة ما بعد زلزال احتلال العراق وقدوم المارينز، هو خط يتيح العودة للتفاهم لم ينقطع»، وأضافت: « كل دنيانا العربية تنتظر» زيارة خادم الحرمين إلى سورية، ولا يخفى على أحد خصوصية هذا اللقاء بين اللقاءات العربية عموما.‏ وعبّرت الصحيفة عن الترحيب السوري الكبير بخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز وقالت إنه «كبير جدا، بحجم أملنا بلقاء الزعيمين الكبيرين رغم تعقيدات الحالة العربية وتشابكاتها وهمومها».

من جانبها قالت افتتاحية صحيفة «تشرين» إن الزيارة بمثابة «إطلاق مشروع استعادة التضامن العربي بشكل جدي وعميق وعلى قواعد صالحة يغلب عليها الصفة الموضوعية أكثر مما يغلب عليها البعد العاطفي على أهميته»، وإن ذلك يعكس «إدراك القيادتين أهمية وحاجة القضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين ـ الأقصى ـ القدس ـ والثبات على المبادئ». كما لفتت الصحيفة إلى وجود إدراك ووعي عربي عام بأن «لقاء الرياض ودمشق كان دائما في مصلحة الأمة وكانت نتائجه إيجابية على قضايا الأمة المختلفة، وأسهم على الدوام في صناعة الحاضنة العربية الكبرى التي ينخرط الجميع في كنفها ومناخها». وأضافت أن «التواصل بينهما يشكل عنوانا عريضا للتفاؤل وبناء الآمال»، معتبرة العلاقات السعودية ـ السورية إحدى أبرز وأقوى وأصلب ركائز «جسر العروبة الممتد من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي»، وأن «السعوديين اليوم يأتون إلى مدينتهم وعاصمتهم وبيوتهم وأهلهم وليس أي شيء آخر على الإطلاق»، مضيفة: «هم ليسوا ضيوفا، إنهم في دمشق قلب العروبة النابض، إنهم أهل الدار». ‏ صحيفة «الوطن» السورية الخاصة لفتت في افتتاحيتها إلى الاهتمام اللبناني الزائد بالعلاقات السورية ـ السعودية، ورغم عدم نكران أهمية انعكاسات هذه العلاقة على الشأن اللبناني فقد قالت الصحيفة إن زيارة الملك السعودي إلى سورية «ليست لبنانية العنوان، وهي ـ وإن تم ربطها بفعل الرغبة والتمني بتطورات لبنان ـ ذات أفق أوسع وخلفية أكثر عمقا».

وأشارت «الوطن» إلى أن «الهوة المتوسعة بين سورية والسعودية منذ أواخر عام 2004 (...) صنعت ما يفوق تأثير علاقة ثنائية بين بلدين على جيرتهما، وتبعا لانحدار العلاقة بين الرياض ودمشق تأثرت ملفات كبيرة»، ووصفت العلاقة بين البلدين بأنها «عمقها عربي، ومداها استراتيجي» وأنها «ليست مختصة بتشكيل حكومات ومجالس، واختيار حكام وبطانات، ثمة مشكلات مصيرية في العراق، ومع إسرائيل، وعلى المستوى العربي البيني، كما يجب تحليل العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية ورسم مسارها في ظل حكم الإدارة الجديدة، وبحث العلاقة مع إيران، والتدقيق في أزمة اليمن الحالية» واعتبرت «الوطن» عودة التنسيق السوري السعودي «علامة فارقة، وتطورا هاما في العلاقات العربية والإقليمية، وهي بلا شك عامل هام في امتصاص التوتر الإقليمي».