إيران تقدم روايات متضاربة حول هوية «الحاج شهرام».. والأمم المتحدة تؤكد إثارة متقي للموضوع

الخارجية الأميركية تنفي امتلاكها معلومات حول المختفين الإيرانيين * البنتاغون: القنبلة الخارقة للتحصينات شبه جاهزة وتحتوي على 2.4 طن من المتفجرات

TT

فيما أكدت الأمم المتحدة والسلطات الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أثار مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قضية اختفاء واعتقال 4 إيرانيين بينهم نائب وزير الدفاع الإيراني علي رضا أصغري والباحث النووي في هيئة الطاقة الذرية الإيرانية شهرام أميري، وهي المعلومات التي كشفتها «الشرق الأوسط» في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، نفت طهران أن تكون إثارة تلك القضية مع الأمين العام للأمم المتحدة مرتبطة بالملف النووي الإيراني. ويأتي ذلك وسط تضارب الروايات من إيران حول تحديد هوية شهرام أميري الذي اختفى خلال العمرة في السعودية في يونيو (حزيران) الماضي، ففيما نفى المسؤولون الرسميون الإيرانيون أن يكون شهرام أميري «عالما نوويا»، أشارت مواقع إيرانية نقلا عن عائلته وزوجته إلى انه باحث نووي في جامعة «مالك عشتار» متخصص في الاستخدام الطبي للطاقة النووية، بينما أشار موقع «جانا نيوز» المحافظ المقرب من الاستخبارات الإيرانية إلى أن أميري عالم نووي عمل في منشأة «قم» السرية لتخصيب اليورانيوم التي تم الكشف عنها في سبتمبر (أيلول) الماضي. وعندما سئل متقي أول من أمس في مؤتمره الصحافي حول ما إذا كان أميري عضوا بهيئة الطاقة النووية الإيرانية رد قائلا بشكل غامض من دون أن يؤكد أو ينفي: «هناك تقارير وردت في وسائل الإعلام الأجنبية. ونحن نتعامل مع الحالة بوصفه مواطنا إيرانيا»، قائلا: «نعتقد أن أميركا ضالعة في اختفاء الحاج شهرام أميري». أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقوي فقال في مؤتمر صحافي قبل 4 أيام إن أميري ليس عالما نوويا، وذلك ردا على سؤال حول ما ذكرته صحيفة «الشرق الأوسط»، غير أن قشقوي أكد أن وزير الخارجية الإيراني رفع قضية اختفاء واعتقال 4 إيرانيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، موضحا في الوقت ذاته أن رفع الشكوى لا علاقة له بالملف النووي الإيراني وذلك بحسب ما ذكرت وكالة «ايرنا» للأنباء.

إلا أن موقع «جانا نيوز» المحافظ المقرب من الاستخبارات الإيرانية أكد ما نشرته «الشرق الأوسط» من أن أميري عالم نووي إيراني. وأضاف الموقع الإيراني أن أميري عندما سافر لأداء العمرة «كان ذلك بهدف اللجوء السياسي»، كاشفا أيضا انه عمل في منشأة «قم» التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال قمة العشرين في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وكان لافتا أن موقع «جانا نيوز» ذكر الخبر في إطار «الحملة ضد المشروع النووي الإيراني»، والجهود المبذولة لعرقلته. كما ذكرت قناة «برس تي في» الإيرانية الرسمية أن أميري يعمل باحثا في جامعة «مالك عشتار» وهي جامعة خاصة تتبع الحرس الثوري وتقوم بأبحاث تكلفها بها مؤسسات عسكرية وأمنية إيرانية. ونقلت «برس تي في» عن زوجته قولها إن اتصالاته بالعائلة توقفت في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي.

ونفي مسؤول بالخارجية الاميركية ان يكون لدى واشنطن اى معلومات حول شهرام اميري او على رضا اصغري الذي اختفى في تركيا 2006. وأوضح المسؤول لـ«الشرق الاوسط»: «ما نفهمه هو ان الحكومة الإيرانية تبحث عن شخصين مفقودين، وهما شهرام اميري وعلى رضا اصغري. ليس لدينا اى معلومات حول هاتين الحالتين». من ناحيتها أكدت المتحدثة باسم الأمم المتحدة ميشيل مونتاز أن «موضوع اختفاء 4 إيرانيين أثير خلال مباحثات وجها لوجه بين متقي وبان كي مون»، رافضة أن تدلي بمزيد من التفاصيل بحسب ما ذكرت وكالة «اسوشييتدبرس» الأميركية أمس. وكانت «أسوشييتدبرس» قد صححت أمس معلومات نسبت خطأ لـ«الشرق الأوسط» حول أن اردبيلي، الشخص الرابع الذي أثار متقي قضيته مع بان كي مون هو عالم نووي. ونشرت «اسوشييتدبرس» بعد اتصال مع «الشرق الأوسط» أن اردبيلي، وفقا لمصادر الصحيفة، رجل أعمال إيراني مرتبط بالحرس الثوري كان في جورجيا في موضوعات تتعلق بصفقات سلاح. كما نسبت صحيفة «سيدني مورننغ هيرالد» الاسترالية معلومات خطأ إلى «الشرق الأوسط» أن أميري «توجه للسعودية طلبا للحماية»، وهو ما لم تذكره الصحيفة في تغطيتها. وبحسب ما نشرت «الشرق الأوسط» قبل أسبوعين فإن متقي تقدم بطلب للأمم المتحدة للتحقيق في اختفاء كل من شهرام أميري، وعلي رضا أصغري النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني والمسؤول السابق البارز بالحرس الثوري الذي اختفى خلال زيارة إلى تركيا عام 2006، ورجل أعمال معروف باسم أردبيلي كان في جورجيا في مهمة شراء معدات عسكرية واعتقل هناك وما زال قيد التحقيق.

أما الشخصية الأخرى فهو الدبلوماسي الإيراني نصر الله طاجيك الذي أوقعه عنصران بـ«إف.بي.آي» عام 2006 في لندن عندما أقنعاه أنهما تاجرا سلاح واتفقا معه على بيعه معدات للرؤية الليلية بـ50 ألف دولار مما أدى إلى اعتقاله في لندن، وما زالت المحاكم البريطانية تنظر طلبا أميركيا لتسليمه لأميركا للمحاكمة.

إلى ذلك وفي تحذير ضمني لإيران، أعلن البنتاغون أن القنبلة التي تخترق التحصينات الضخمة والتي تصنعها الولايات المتحدة ستكون جاهزة في غضون أشهر، لتغدو السلاح الأهم في الترسانة الأميركية.

والقنبلة التي تزن نحو 13 طنا، أطلق عليها «مخترق العتاد الضخم» (موب) وتهدف إلى تدمير مواقع في عمق الأرض على غرار تلك التي تستعين بها كوريا الشمالية أو إيران لحماية أبحاثهما النووية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع جيف موريل للصحافيين ليل أول من أمس إن القنبلة «في طور التصنيع، ويتوقع أن نتمكن من نشرها في الأشهر المقبلة». وأعرب البنتاغون في أغسطس (آب) عن رغبته في تسريع صنع القنبلة وطلب من الكونغرس صرف الأموال اللازمة لتكون جاهزة قبل يوليو (تموز) 2010. وأقر الكونغرس هذا المبلغ بعد أن أعلن البنتاغون انه ابرم عقدا مع ماكدونالد داغلاس بقيمة 51.9 مليون دولار من أجل السماح بنقل القنبلة على متن طائرات بي ـ2.

وتحوي القنبلة نحو 2.4 طن من المتفجرات وترمي إلى «تدمير المنشآت المحصنة التي تستخدمها الدول المعادية لحماية أسلحة الدمار الشمال»، بحسب موريل الذي لم يرد مباشرة على سؤال عما إذا كان تسريع الإنتاج يأتي ردا على البرنامج النووي الإيراني. وتابع «لا أعتقد أن أحدا يستطيع التكهن بالأهداف المحتملة للقنبلة أو أي أمر آخر من هذه الطبيعة. المسألة ترمي فقط إلى امتلاك قدرة نعتبرها ضرورية نظرا إلى العالم الذي نحيا فيه». وأوضح «في الحقيقة، يسعى البعض في العالم الذي نعيش فيه إلى صنع أسلحة دمار شامل بصورة سرية». وغالبا ما تذكر القنبلة الأميركية على أنه سلاح محتمل من أجل تدمير الموقع النووي الإيراني تحت الأرض في ناتانز. وأقرت إيران في سبتمبر (أيلول) بوجود موقع آخر لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم.