ميتشل يعلن في إسرائيل صعوبة مهمته.. وتقارير عن نفاد صبر أوباما

ليبرمان يستقبله بتقرير يقول: التسوية الدائمة غير واقعية

اطفال فلسطينيون في القدس المحتلة يراقبون تحركات رجال شرطة اسرائيليين في حي راس العمود التي تخضع لاجراءات امنية مشددة امس (رويترز)
TT

«منذ توليت مهمتي كمبعوث خاص للرئيس باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، تلقيت الكثير من النصائح. لا أحد من الناصحين قال لي إن مهمتي ستكون سهلة. وأنا أعرف أنها مهمة صعبة جدا..»، بهذه الكلمات استهل السناتور جورج ميتشل لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، أمس. وأضاف مقربون منه أنه ليس متفائلا بأن يستطيع الخروج من هذه الجولة بنتائج ملموسة تتيح استئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول التسوية الدائمة، خصوصا اثر الموقف الإسرائيلي الرافض لتجميد الاستيطان والرافض حتى لفكرة التسوية الدائمة للصراع، والتي اعتبرتها الخارجية الإسرائيلية «فكرة غير واقعية في هذا الوقت». ورأى هؤلاء المقربون أن الموعد الذي حدده الرئيس أوباما (منتصف الشهر الجاري) لوزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، وللمبعوث ميتشل، كي يقدما تقريرا حول استئناف المفاوضات، قد يمدد لفترة أخرى. لأن الأمور تحتاج إلى المزيد من البحث. وأضافوا أن الرئيس أوباما، عيل صبره من العقبات التي تعترض طريق المفاوضات. ويرى من الضروري أن يبدأ الطرفان جلسات التفاوض حول القضايا الأساسية في أقرب وقت ممكن ومن دون أي شروط مسبقة، لأن تسوية هذه القضايا هي التي تحل المشاكل الأخرى. فإذا انتهيت من مسألة الحدود تحل قضية الاستيطان وهكذا..

وقال ميتشل نفسه، قبيل دخوله إلى مقر رؤساء إسرائيل، إن تدهور الأوضاع في القدس والمنطقة، لن يؤدي إلى عرقلة مهمته، «بل بالعكس، فهذه الأحداث تعطي دفعة قوية للرغبة في استئناف المفاوضات». وأكد ميتشل، في خطاب موجه للإسرائيليين، أن الرئيس أوباما يريد لإسرائيل أن تعيش بسلام مع جيرانها الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وسائر العرب. ولوحظ أن تقريرا داخليا من وزارة الخارجية الإسرائيلية، تسرب إلى الصحافة، أمس، بعد ساعات من وصول ميتشل إلى تل أبيب، وفيه تحديد «مبادئ السياسة الخارجية الجديدة للحكومة». وتبدو هذه المبادئ صفعة للمبعوث ميتشل وأهداف زيارته. ففيها وقف حازم ضد استئناف مفاوضات السلام الدائمة. وتأكيد «أن من يفكر في نجاح المفاوضات حول تسوية دائمة في هذا الوقت، هو واهم وغير واقعي. ومن الخطأ تحديد مدة سنتين أو أكثر أو أقل لإنجاز هذه المفاوضات. فقد دلت التجربة على أن كل تحديد وقت كهذا نتيجته الفشل». وعزت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا الفشل إلى «الفلسطينيين». وفي تفسير لهذه الفقرة في التقرير، قال الوزير أفيغدور ليبرمان، خلال مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أمس، انه «لا توجد قيادة فلسطينية يمكن اعتبارها شريكا لإسرائيل في عملية السلام. فالقيادات السابقة برئاسة ياسر عرفات، لم تكن معنية بالسلام الحقيقي ولذلك رفضت فكرة إنهاء الصراع. والقيادة الحالية ليست قوية ولا تستطيع أن تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، بسبب التمزق الداخلي. ولذلك فإن المفاوضات حول تسوية دائمة هي مضيعة للوقت ودافع لليأس والفشل».

من جهة ثانية، أقدم عدد من قادة حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، وفي مقدمتهم النائبان داني دنون وتسيبي حوتيبيلي، على تنظيم نشاط رفضي كبير في نفس ساعة وصول ميتشل إلى إسرائيل، الليلة قبل الماضية. فقد جمعوا نحو ثلاثة آلاف شخص من نشطائهم في الفروع، داخل مستوطنة قرب نابلس. وهاجموا الرئيس الأميركي. وقال النائب دنون، في كلمته، «نحن نعرف أنه لا يوجد لنا شريك في عملية السلام في الطرف الفلسطيني والضغوط التي تمارسها علينا تلحق الضرر بنا. فمع كل الاحترام لشخصيتك الكاريزماتية، هنا ليس هوليوود (مدينة نجوم السينما الأميركيين والعالميين)».

وكان ميتشل قد التقى أمس الرئيس شيمعون بيريس، الذي قال إن استئناف المفاوضات هو أمر حتمي لا غنى عنه. فهذا هو الوقت المناسب للعمل. كما التقى وزيري الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والدفاع، إيهود باراك. وقبل اللقاء مع باراك، زار القنصلية الأميركية في القدس والتقى الجنرال كيث دايتون المنسق الأمني الأميركي في الأراضي الفلسطينية، حيث اطلع منه على تقرير حول أوضاع المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية والى أي مدى تتعاون معه إسرائيل في تخفيف معاناة المواطنين الفلسطينيين من الحواجز العسكرية وغير العسكرية.

وسيلتقي ميتشل اليوم مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن).