كبير حاخامات الأشكناز يحظر على اليهود دخول الحرم القدسي والصلاة فيه

مسؤولون كبار في الحركة الإسلامية: لا نريد انتفاضة بل تعايشا مشتركا وحماية الأقصى

TT

في أعقاب الأحداث التي دفعت إلى توتر شديد حول المسجد الأقصى المبارك، خرج رجال دين ومسؤولون كبار من المؤسسات الدينية والسياسية اليهودية والإسلامية، أمس، بدعوات لوقف التدهور ومنع تحويل الصراع في القدس إلى صراع ديني. وأفتى أكبر رجال الدين اليهود الاشكناز، الرباي يوسف شالوم اليشيف، بحظر دخول اليهود إلى باحة الأقصى. وقال الشيخ هاشم عبد الرحمن، من قادة الحركة الإسلامية في إسرائيل إن الحركة تريد الحفاظ على الأقصى ووقف الاعتداءات عليه وليس إعلان انتفاضة.

ومع أن هذه الأقوال ما زالت تصطدم بمعارضة المتطرفين من مختلف الأطراف، إلا أنها تعتبر بداية لتخفيف التوتر. وسيكون امتحانها الأول، اليوم، حيث ينتظر الجميع كيف ستمر الصلاة في الأقصى وكيف ستتعامل الشرطة الإسرائيلية مع مسألة حرية العبادة للمسلمين، وهل تضبط نفسها إزاء تصرفات فردية أم سترد بالقمع الذي يشعل اللهيب من جديد.

وكانت جماعات يهود متطرفة قد حاولت شرعنة صعود اليهود إلى باحات الأقصى لإقامة الصلوات فيها. وتوجه يهودا جليك، رئيس ما يسمى «منظمة حقوق الإنسان في جبل البيت (باحة الأقصى)»، وهي تنظيم يميني متطرف، إلى محكمة العدل العليا، أمس، مطالبا بإجبار الشرطة على التعامل مع اليهود والمسلمين بمساواة في باحة الأقصى، فإما أن يتاح لليهود أن يصلوا هناك كما يتاح للمسلمين وإما يحظر على المسلمين الصلاة فيه مثلما يحظر على اليهود.

من جهة ثانية نظمت مجموعة من اليهود المتطرفين حفلا في مستوطنة قرب أريحا، جنوب الضفة الغربية، بنت خلاله مجسما للهيكل اليهودي، الذي تدعو «لإعادة بنائه في مكانه الأصلي»، وتقصد في باحة المسجد الأقصى ومكان المسجد الأقصى.

ونشرت في الوقت نفسه أنباء عن التخطيط لاحتفال جديد تقيمه الحكومة الإسرائيلية قريبا، لافتتاح مجموعة من الأنفاق الجديدة التي حفرت تحت أسوار القدس والبلدة القديمة، على مقربة كبيرة من أرضية المسجد الأقصى. وهو يذكر بالاحتفال الذي أقامه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في فترة حكمه الأولى (1996 ـ 1999)، وأدى إلى انفجار معارك مسلحة بين قوات الشرطة الفلسطينية وبين الجيش الإسرائيلي وأدت إلى قتل مائة عنصر في الشرطة الفلسطينية و16 جنديا إسرائيليا. بالمقابل، كانت الحركة الإسلامية في إسرائيل قد دعت المسلمين إلى التدفق نحو المسجد الأقصى والاعتكاف فيه لصد الاعتداءات الإسرائيلية المتوقعة عليه والرد على الاعتداءات الإسرائيلية بحضور جماهيري واسع وبكسر الحصار، وتحويل اليوم، الجمعة، إلى «يوم غضب» لنصرة الأقصى. وقالت إن اعتقال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة، وإبعاده عن القدس 30 يوما، لن يفت من عضد الكفاح دفاعا عن الأقصى. وأكدت أن المعركة حول الأقصى ليست معركة قومية فحسب، بل معركة صراع ديني.

ورفض الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، هذا التوجه وحذر من تحويل الصراع إلى صراع ديني. وقال إن المسألة مسألة مجموعات من المتطرفين في الطرفين تحاول إشعال لهيب في المنطقة لأهداف سياسية بعيدة عن رسالة الديانات السماوية. وتوجه بيريس، أمس، إلى الحاخام اليشيف، الذي يعتبر أهم وآخر مرجعية لليهود الاشكناز (الغربيين) المتزمتين دينيا، لكي يعايده بمناسبة عيد العرش. ودعاه إلى إسماع صوته حول ما يجري في الأقصى حتى يدرك اليهود المتدينون حقيقة الموقف الديني. فرد الرباي اليشيف أن باحة الأقصى تقوم على ركام قدس أقداس اليهود، ولذلك فإن من المحظور على اليهود أن يصلوا إلى هناك «فعندما تطأ قدماك فوق هذا المكان المقدس تدنسه. وهذا حرام». وأضاف اليشيف أن هناك سببا آخر يجعله يفتي بحظر وجود اليهود في باحة الأقصى، وهي أن «اليهودية رسالة سلام، والصعود إلى باحة الأقصى يدخل اليهود في عراك وعداء مع الأمم، على عكس رسالة السلام». وفي الحركة الإسلامية في إسرائيل، علت أصوات انتقادية للشيخ رائد صلاح، تقول إن خطابه في الدفاع عن الأقصى شرعي ولكنه لا يوصل الرسالة بشكل واضح إلى المجتمع اليهودي في إسرائيل وإلى المجتمع الإنساني في العالم. وأنه بات يلحق أضرارا في الحركة الإسلامية ونشاطها العلني في إسرائيل، وبشكل خاص نشاطها دفاعا عن الأقصى. ويحتاج إلى لهجة جديدة أكثر اعتدالا. وكما قال الشيخ هاشم عبد الرحمن، رئيس بلدية أم الفحم السابق ومن أبرز شخصيات هذه الحركة «نحن لا نريد انتفاضة ولا عداء. نحن نريد فقط حماية الأقصى. وفي إسرائيل نحن ندعو للتعايش اليهودي ـ العربي المشترك». كما أكد نائب رئيس الحركة، الشيخ كمال خطيب، أن حركته لا تدعو إلى انتفاضة. إنما تريد حماية الأقصى فحسب.