كابل: مقتل 17 شخصا وإصابة العشرات في تفجير انتحاري خارج السفارة الهندية

اوباما يقترب من قرار إرسال تعزيزات إلى أفغانستان

TT

قالت وزارة الداخلية الأفغانية إن قنبلة كبيرة انفجرت خارج السفارة الهندية في وسط العاصمة الأفغانية أمس مما أسفر عن مقتل 17 وإصابة83 . وألحق الانفجار دمارا شديدا بمركز تسوق على الجهة المقابلة من مجمع السفارة المحصن بشدة مما أسفر عن تناثر الحطام في أنحاء الطريق الذي توجد به أيضا وزارة الداخلية الأفغانية. وقالت الهند إن سفارتها هي التي كانت مستهدفة بالهجوم لكن كل العاملين بها سالمون. وهرعت إلى مكان الحادث سيارات الإسعاف وسيارات أخرى لخدمات الطوارئ. وقال شرطي في مكان الحادث لـ«رويترز» إن القنبلة وضعت داخل سيارة لكن لم يكن بوسعه تحديد ما إذا كان الهجوم انتحاريا. وذكر عامل في مبنى مجاور: كنت مشغولا بعملي عندما وقع الانفجار. تحطمت النوافذ.. هرعت إلى خيمتي. وشهدت السفارة الهندية في يوليو (تموز) من العام الماضي أعنف هجوم في العاصمة خلال الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات عندما قتل انتحاري من طالبان بسيارة ملغومة 58 شخصا بينهم اثنان من كبار الدبلوماسيين الهنود وأصاب 141 آخرين. وقال فيشنو براكاش المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية في نيودلهي: «طبقا للتقارير التي تلقيناها فإن كل العاملين بالسفارة سالمون. لحقت بممتلكات السفارة بعض الخسائر. نحن نراقب الوضع عن كثب». وأضاف أن من السابق لأوانه تحديد الجهة المسؤولة عن الحادث. وقالت وكيلة وزارة الخارجية الهندية نيروباما راو إن السفارة كانت الهدف من التفجير. وأضافت راو : «أعتقد أن التفجير الانتحاري كان موجها للسفارة لأن الانتحاري وصل إلى السور الخارجي للسفارة بسيارة محملة بالمتفجرات ومن الواضح أن نيته كانت استهداف السفارة. ومضت راو تقول إن الانفجار مماثل في حجمه للهجوم الذي وقع عام 2008 لكن منذ ذلك الحين اتخذت إجراءات لتأمين السفارة وكانت هذه الإجراءات فعالة في حماية العاملين بالسفارة. واتهمت السلطات الهندية المخابرات الباكستانية بتدبير تفجير العام الماضي. وكان محمد عثمان شابور وهو موظف حكومي في طريقه للعمل عندما أصيب في الانفجار. وقال شابور لـ«رويترز» وهو يرقد في سريره بأحد المستشفيات في وسط كابل: كنت في طريقي إلى العمل. فجأة سمعت دويا قرب وزارة الداخلية. ألقى بي الانفجار من فوق دراجتي وفقدت الوعي. وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة في كابل أن تلفيات لحقت باثنين من سياراتها في الانفجار لكن تم التأكد من سلامة كل العاملين. وتصاعد العنف في أفغانستان إلى أسوأ مستويات خلال الحرب وبدأ مسلحو طالبان ينقلون هجماتهم إلى مناطق كانت آمنة في وقت سابق. إلى ذلك يتوقع أن يدخل الرئيس الأميركي باراك اوباما، ربما اعتبارا من اليوم، في صلب الإجراءات المتعلقة باتخاذ واحد من أهم قرارات رئاسته إرسال تعزيزات أميركية إلى أفغانستان أم لا. وقد بدأ اوباما مشاورات مكثفة بشأن وضع استراتيجية جديدة لأفغانستان أملاها احتدام الحرب في هذا البلد والتي دخلت الأربعاء عامها التاسع، لكن لا تلوح لها أي بوادر نهاية قريبة. إلا أن اوباما تعمد حتى الآن عدم الخوض في مسألة التعزيزات رغم أنها في قلب النقاش العام، معتبرا انه يتعين أولا الاتفاق على الاستراتيجية الجديدة وبعد ذلك فقط إرسال القوات اللازمة. وقد يعكف اوباما على مناقشة إرسال القوات «اعتبارا من اليوم» عندما يجتمع من جديد مع معاونيه كما قال المتحدث باسمه روبرت غيبس الذي أضاف أن ذلك يمكن أن يحدث الأسبوع المقبل عندما يترأس اوباما خامس وربما آخر اجتماع للأمن القومي في هذا الشأن. لكن غيبس شدد مجددا على أن الأمر قد يستغرق عدة أسابيع قبل أن يقرر اوباما ما إذا كان عليه اتخاذ قرار المجازفة بالتصعيد العسكري رغم معارضة الأميركيين المتنامية لنزاع قتل حتى الآن نحو 800 من أبنائهم. لكن المتحدث أشار إلى أن الاستراتيجية بدأت تتشكل، وقال «اعتقد بأننا نقترب من الهدف». ومن الإشارات الأخرى إلى تقدم النقاش حصول اوباما منذ الخميس الماضي على عنصر أساسي: طلبات خطية بإرسال قوات من قائده في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال الذي طلب، وفقا لتسريبات لم تلق أي نفي، حتى 40 ألف جندي إضافي. وقال وزير الدفاع روبرت غيتس، المودع لديه هذا الطلب، انه لن يسلمه إلى اوباما إلا بعد الانتهاء من إعادة بحث الاستراتيجية. ويخضع اوباما لضغوط متعارضة من أكثر من جهة. إذ يرى الجنرال ماكريستال أن البعثة الأفغانية قد تمنى بالفشل ما لم تحصل على تعزيزات في الأشهر الاثني عشر المقبلة. كما يرى خصومه الجمهوريون أن عليه الاستجابة سريعا لطلب الجنرال ماكريستال. في المقابل فإن أصدقاءه الديمقراطيين هم الأكثر ترددا في إرسال تعزيزات.