السعودية وسورية تدعوان للإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية والتصدي لتهويد القدس.. وتدعمان الحكومة اليمنية

خادم الحرمين الشريفين يعقد جلسة مباحثات ختامية مع الرئيس الأسد قبل عودته إلى الرياض

خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأسد خلال جلسة المباحثات الختامية في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز زيارة رسمية لسورية وصفت بـ«التاريخية» استمرت يومين، واستكمل قبل مغادرته العاصمة دمشق في وقت لاحق أمس مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، حيث عقدا جلسة مباحثات ختامية في قصر الشعب، تناولت جملة من الموضوعات والمستجدات التي تهم الجانبين، وكان لقاء ثالث جمع الزعيمين مساء أول من أمس في مقر إقامة خادم الحرمين الشريفين، استعرضا خلاله عددا من الملفات، سبقه حفل عشاء تكريمي أقامه الرئيس الأسد لضيفه الملك عبد الله والوفد الرسمي المرافق له.

وفي ختام الزيارة صدر أمس بيان صحافي، أكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عقد والرئيس بشار الأسد اجتماعات مكثفة أثناء زيارته الرسمية للجمهورية العربية السورية الشقيقة، تم فيها استعراض شامل للعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين وسبل ترسيخها وتطويرها وكذلك للقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأضاف البيان أنه تم التأكيد على تعزيز العلاقات السياسية والثقافية والإعلامية بين البلدين، كما تم الاتفاق على ضرورة انعقاد اللجنة السعودية ـ السورية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة، وكذلك على تفعيل التعاون بينهما في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والجمركية والاستثمارية بالشكل الذي يسهم في تعزيز وتوثيق التعاون الثنائي بين البلدين وتحقيقا لآمال وتطلعات الشعبين الشقيقين، وفي هذا الخصوص تم الاتفاق على عقد منتدى لرجال الأعمال في البلدين وزيادة رأس مال الشركة السعودية السورية للاستثمار الصناعي والزراعي.

وأشار إلى أنه تم في المباحثات استعراض المستجدات حول القضية الفلسطينية خاصة الأوضاع المأساوية التي يتعرض لها الإخوة الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة تضافر الجهود الإسلامية والعربية لوقف الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، ورفع الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية الغاصبة عن المسجد الأقصى والتصدي للإجراءات الإسرائيلية الرامية لتهويد القدس الشريف.

وبالنسبة للشأن اللبناني، شدد البيان على أنه تم التأكيد على أهمية التوصل إلى كل ما من شأنه وحدة لبنان واستقراره من خلال تعزيز التوافق بين الأشقاء في لبنان والإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

فيما يتعلق بالشأن العراقي، أوضح البيان أن هناك اتفاقا كاملا على أهمية أمن واستقرار ووحدة وعروبة العراق وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وصولا إلى بناء عراق مستقل ومزدهر وآمن، كما تطرق البحث إلى الأوضاع في الجمهورية اليمنية «الشقيقة» حيث تم التأكيد على ضرورة دعم حكومة اليمن الشقيقة وتأييد جهودها لبسط الأمن والاستقرار في جميع أنحاء اليمن والقضاء على الفتن والقلاقل التي تهدد وحدته وسلامته.

وكان الرئيس بشار الأسد قد رافق خادم الحرمين الشريفين من مقر إقامته في قصر الشعب، في موكب رسمي إلى مطار دمشق الدولي، حيث غادر الملك عبد الله دمشق متوجها إلى الرياض، وفور وصولهما إلى ساحة المطار صافح الرئيس السوري أعضاء الوفد السعودي الرسمي المرافق، كما صافح خادم الحرمين الشريفين مودعيه: نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، والوزراء، والسفير عبد الله العيفان سفير السعودية لدى سورية، وعند سلم الطائرة ودع الرئيس الأسد الملك عبد الله بن عبد العزيز متمنيا له ولمرافقيه سفرا سعيدا.

وقد وصل خادم الحرمين الشريفين مساء أمس إلى الرياض قادما من دمشق، واستقبله عند وصوله مطار الملك خالد الدولي الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سعود بن خالد، والأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين وجمع من المواطنين، وقد وصل في معية خادم الحرمين الشريفين الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة وأعضاء الوفد الرسمي المرافق. وعلى هامش الزيارة، بحثت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا الحج عارف، مع وزير العمل السعودي غازي القصيبي التعاون الثنائي وآلية تنظيم العمالة والحفاظ على حقوقها، وتبادل الخبرات حول التخفيف من مشكلة البطالة، إضافة إلى استعراض أوضاع العاملين السوريين في المملكة العربية السعودية. كما بحث وزير الإعلام محسن بلال مع نظيره السعودي عبد العزيز خوجة مجالات التعاون بين وسائل الإعلام في البلدين والتنسيق في الإعلام الخارجي بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين ويخدم القضايا العربية.