نائب خامنئي بالحرس الثوري: إيران «ستدمر قلب» إسرائيل لو تعرضت لهجوم

هيلاري كلينتون تبحث ملف إيران وأفغانستان خلال جولة أوروبية

إيرانيون يتظاهرون في شوارع طهران بعد صلاة الجمعة أمس احتجاجا على السياسات الإسرائيلية في القدس الشرقية (إ.ب.أ)
TT

قال مسؤول في الحرس الثوري الإيراني في تصريحات نُشرت أمس أن بلاده «ستدمر قلب» إسرائيل إذا ما هاجمت الدولة العبرية أو الولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن مجتبي ذو النور قوله: «حتى لو ضرب صاروخ أميركي أو صهيوني بلادنا فقبل أن يستقر الغبار ستدمر الصواريخ الإيرانية قلب إسرائيل». وذو النور هو نائب ممثل الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في الحرس الثوري. وكان مسؤولون إيرانيون قالوا في ما سبق إن إيران سترد في حال وقوع أي هجوم إسرائيلي أو أميركي عليها. وفي وقت سابق من العام قال قائد كبير إن الصواريخ الإيرانية يمكنها الوصول إلى مواقع نووية إسرائيلية. ويُعتقد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط. ولا تستبعد إسرائيل اللجوء إلى الخيار العسكري إذا ما فشلت الدبلوماسية في إنهاء نزاع حول طموحات إيران النووية مرددة بذلك السياسة الأميركية على الرغم من انخراط واشنطن في محاولة لحل القضية عبر المحادثات المباشرة مع طهران.

ويشتبه الغرب في أن الجمهورية الإسلامية تسعى سرا إلى تطوير أسلحة نووية وهو ما تنفيه إيران. ونقلت الوكالة عن ذو النور قوله في مدينة قم: «لا يمكن أن يجازف النظام الصهيوني أو الولايات المتحدة بمهاجمة إيران» مستشهدا بالتقدم العسكري والتكنولوجي الذي حققته إيران.

وخلال محادثات جرت في جنيف في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) اتفقت إيران والقوى العالمية الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) على دخول خبراء الأمم المتحدة منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم تم الكشف عنها مؤخرا في جنوب طهران. ووصفت إيران والقوى الغربية المحادثات بأنها بنّاءة وتمثل خطوة إلى الأمام. ومع ذلك برز التوتر الكامن قبل الاجتماع عندما أجرت إيران تجارب لصواريخ يمكن أن يصل مداها إلى إسرائيل وقواعد أميركية في منطقة الخليج.

وستهيمن إيران وأفغانستان على محادثات تجريها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ضمن جولة لها الأسبوع المقبل تشمل بريطانيا وروسيا ويمكن أيضا أن تحرز تقدما بشأن المعاهدة الجديدة لخفض الأسلحة النووية مع موسكو. وغادرت كلينتون أمس أميركا في جولة أوروبية تشمل زيارة لسويسرا لحضور احتفال بتوقيع اتفاق بين تركيا وأرمينيا وزيارة لدبلن وبلفاست لدعم السلام في أيرلندا الشمالية. وستكون أهم المحطات في روسيا. وقالت كلينتون التي سعت إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الأميركية مع الكرملين أنها تشجعت بدور موسكو في المحادثات مع بريطانيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا لكبح الطموحات النووية الإيرانية. وصرحت للصحافيين: «التعاون الذي رأيناه من شركائنا الروس في إطار محادثات إيران مشجع للغاية». وأضافت أن طهران ستكون محورا للمحادثات الأسبوع المقبل. وأردفت: «سنبحث بالتأكيد الخيارات التي يجب علينا استكشافها للمضي قدما مما كان اجتماعا إيجابيا ولكن غير حاسم في جنيف». وتمانع روسيا بصورة تقليدية فرض عقوبات على طهران.

وستضم محادثات كلينتون مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والرئيس ديمتري ميدفيديف عدة قضايا أخرى. ويعتقد محللون أن القرار الأميركي الأخير بتعليق خطط لنشر درع صاروخية في أوروبا سيساعد البلدين على التعاون في مجموعة من القضايا. وقال ستيفن بيفر الخبير في الشؤون الروسية في معهد بروكينغز بواشنطن لـ«رويترز»: «تُفتح الآن صفحة جديدة في العلاقات... لا يزال هناك الكثير من القضايا الصعبة في العلاقات الأميركية الروسية لكن في هذه المرحلة لدينا بعض الإيجابيات لم تكن هناك في أواخر 2008 إلا أنه ما زال هناك الكثير من الأمور الشائكة». وقال مسؤول في الخارجية الأميركية أن كلينتون ستثير قضيتَي حقوق الإنسان في روسيا والعلاقات مع جورجيا التي خاضت موسكو معها حربا لمدة خمسة أيام العام الماضي. واعترفت روسيا بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين باعتبارهما دولتين مستقلتين.

كما ستحث وزيرة الخارجية الأميركية على الحصول على مزيد من المساعدة في أفغانستان بعد أن سمحت روسيا مؤخرا للولايات المتحدة بنقل أسلحة ومعدات وأفراد جوا عبر أراضيها إلى أفغانستان حيث بلغ التمرد أعلى مستوياته في الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات. كما تأمل في دفع المحادثات للاستبدال بمعاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية التي تنتهي في الخامس من ديسمبر (كانون الأول). وقبل أن تتوجه إلى روسيا ستتوقف كلينتون التي لعب زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون دورا كبيرا في دفع عملية السلام في أيرلندا الشمالية في بلفاست ودبلن. وقال المسؤول في وزارة الخارجية إن الزيارة ـ وهي الأولى لكلينتون منذ توليها منصبها ـ تعكس التزام السيدة الأولى السابقة تجاه حل القضايا المتبقية المتعلقة بعملية السلام في أيرلندا الشمالية. كما ستجتمع كلينتون مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في لندن لبحث مسألتَي أفغانستان وإيران وتؤكد مجددا لبعض البريطانيين القلقين قوة «العلاقات الخاصة» بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وأبلغ فيل غوردون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الصحافيين: «ستؤكد هذه المشاورات على قوة العلاقات البريطانية الأميركية واستمرار التعاون رفيع المستوى الذي نتمتع به كصديقين وحليفين».