القبض على إسلاميَّين في فرنسا أحدهما مهندس في مركز البحوث النووية في جنيف

معلومات تؤكد أنهما رصدا أهدافا فرنسية نُقلت إلى القاعدة

TT

كشفت المصادر الأمنية الفرنسية أمس جزئيا النقاب عن هوية الشخصين اللذين تم توقيفهما صباح الخميس في مدينة فيين الواقعة في منطقة الإيزير (وسط شرق فرنسا) خلال عملية نفذتها إدارة المخابرات الداخلية وبنتيجتها تم القبض على أخوين فرنسيين من أصل جزائري يظن أنهما ينتميان إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

وأهمية العملية المذكورة أن أحد الشقيقين وعمره 32 عاما، كان يعمل باحثا في مركز البحوث النووية في جنيف القائم قريبا من الحدود الفرنسية وهو تابع للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية. ويشار إلى الأخوين الموقوفين اللذين لم تكشف السلطات عن كامل هويتهما بالحرف(هـ) وتم توقيفهما بناء على مذكرة صادرة عن قاضي التحقيق المتخصص في الشؤون الإرهابية كريستوف تيسيه في أول من سبتمبر (أيلول) الماضي.

وبحسب معلومات نقلها موقع صحيفة «لو فيغارو» عن مصادر على صلة وثيقة بالملف، فإن الأخ الكبير كان يخضع لرقابة المخابرات منذ عام ونصف إذ وقع في شباك خلية محاربة الإرهاب بمناسبة التحقيق الذي قامت به حول ما يسمى «الخلايا الأفغانية». وتفيد المعلومات المتوافرة أن الأخوين «الإسلاميين» كانا على اتصال بمنظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وقد عمدا إلى جمع معلومات عن أهداف يمكن لمنظمة القاعدة أن تهاجمها.

ويختلف تقويم «درجة التحضير» التي توصل إليها الأخوان خصوصا الأخ الأكبر الذي يحمل درجة مهندس ويتحلى بمستوى تعليمي وتقني مرتفع مما مكنه من العمل في مركز البحوث النووية في جنيف. وفيما تقول أوساط أمنية إن النية «الإرهابية» لم ترافقها أعمال محسوسة تدل على الرغبة في تنفيذها ذهبت «لو فيغارو» للتأكيد أن المهندس المذكور قام بإعداد لائحة لمواقع يمكن مهاجمتها كما كان على تواصل عبر الإنترنت مع أشخاص معروفين بقربهم من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لأجل هذا الغرض. ويؤكد الموقع المذكور أن رجال الأمن أخذوا من منزل المتهمين جهازَي كمبيوتر وأقراصا مدمجة ومفاتيح USB تعود إلى المختبر الفني. وتأمل الأجهزة المعنية أن تساعد هذه الأجهزة على كشف الجهات التي كانت على تواصل مع الأخوين وتوفير معلومات إضافية عن نياتهما.

وتعتبر الأجهزة المعنية أن المستوى العلمي للأخوين خصوصا للأخ الأكبر يختلف تماما عن الصورة النمطية للإسلاميين الذين تم القبض عليهم في ضواحي المدن الكبرى بالنظر إلى مستواهما العلمي وعمل أحدهما في مؤسسة أبحاث نووية.