تشكيك فلسطيني في نجاح ميتشل في مهمته وغضب أميركي من التحريض على أوباما في إسرائيل

رغم تفاؤل تل أبيب إزاء إمكانية استئناف المفاوضات قريبا.. وعرضها بوادر حسن نية

TT

على الرغم من التشاؤم الفلسطيني وحتى الأميركي من نجاح مهمة جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، فإن الإسرائيليين مصرون على بث روح التفاؤل. وفي ختام لقاءات ميتشل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل أن يتوجه إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، قالوا إن هناك إمكانية واقعية جدا للتوصل إلى اتفاق حول استئناف المفاوضات حول التسوية الدائمة في غضون أسابيع قليلة بل وربما في نهاية الشهر الجاري.

ويتحدث الإسرائيليون عن الصيغة التي ستتيح استئناف تلك المفاوضات فيقولون إن إسرائيل ستقدم للفلسطينيين حزمة من القضايا التي كانوا طلبوها في الماضي، مقابل التنازل عن شرط تجميد الاستيطان بالكامل. وتتضمن هذه الحزمة، حسب صحيفة «هآرتس»، ما يلي:

أولا: تقليص البناء في المستوطنات طوال الشهور التسعة القادمة إلى الحد الأدنى، بحيث يستكمل البناء في الوحدات السكنية التي توجد تعاقدات موقعة بين حكومة إسرائيل وشركات المقاولة بشأنها (2500 وحدة في الضفة الغربية و3000 في القدس)، وتنفذ مشروعات البناء في 455 وحدة جديدة مقررة. ويقول الإسرائيليون في هذا الشأن إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجعت عن مطلبها بتجميد كامل للبناء الاستيطاني بعد أن أدركت أنه «مطلب غير واقعي في دولة تحترم اتفاقياتها الاقتصادية»، مع أن أوساطا مقربة من ميتشل أكدت من جديد أن الموقف الأميركي يصر على اعتبار الاستيطان غير شرعي. ولكنهم يريدون الانتقال إلى القضايا الكبرى الأساسية مثل الحدود، فإذا تم ترسيم حدود الدولة الفلسطينية تصبح قضية الاستيطان محلولة. ثانيا: تتجاوب إسرائيل مع طلب الفلسطينيين إتاحة تشغيل شبكة اتصالات ثانية لصالح الشركة الوطنية للاتصالات التي تملك قطر بمعظم أسهمها التي فازت بالعطاء لتشغيلها، وإعطاءهم موجات إضافية للإذاعة وشبكة اللاسلكي عموما.

ثالثا: إزالة المزيد من الحواجز العسكرية في الضفة الغربية وتقديم المزيد من التسهيلات لحرية التنقل داخل بلدات الضفة.

رابعا: تراجع إسرائيل عن اعتراضاتها على إقامة مدينة فلسطينية جديدة قرب رام الله، وهي الاعتراضات التي تعرقل حتى الآن بناء المدينة.

ويرى الإسرائيليون أن هذه الحزمة ستساعد أبو مازن على التخلي عن شروطه لاستئناف المفاوضات. لكن الأمر لم يلقَ تصديقا فلسطينيا وينتظر الجميع نتائج لقاء ميتشل مع الرئيس عباس في هذا الشأن.

وكان ميتشل قد التقى أمس نتنياهو، إلا أن الطرفين امتنعا عن الإدلاء بأي تصريح حول مضمون اللقاء وما أسفر عنه من نتائج. كذلك لم تُنشر معلومات عن نتائج اللقاء بين ميتشل ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي وضع خطوطا عريضة لمبادئ السياسة الخارجية الإسرائيلية الجديدة قال فيه إن التسوية الدائمة في هذه الحقبة غير واقعية ويجب الاهتمام بتسوية مرحلية فقط.

وصرح وزير الدفاع إيهود باراك، الذي كان التقى ميتشل أول من أمس، أنه لا توجد أي عقبة مستحيلة أمام نجاح المفاوضات وكل المشكلات قابلة للحل.

ومع نشر النبأ أمس عن فوز الرئيس الأميركي أوباما بجائزة نوبل للسلام تفاءل الإسرائيليون خيرا، وقالوا إنهم يتوقعون أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الالتزام لدى الرئيس أوباما في السعي إلى تسوية للصراع الشرق أوسطي.

والجدير بالذكر أن الإدارة الأميركية أبلغت نتنياهو، بواسطة ميتشل، أنها مستاءة، بل غاضبة جدا من التحريض على شخص الرئيس أوباما في إسرائيل من عدة أوساط يمينية، بعضها تنتمي إلى حزب الليكود الحاكم. وقالت إن هذا التحريض لا ينسجم مع الجهود التي يبذلها أوباما لتعزيز أمن إسرائيل وتقويتها في وجه التحديات والعمل على أن تعيش الدولة العبرية بسلام مع جميع جيرانها، بدلا من أن يسقط أبناؤها في الحروب.