انطلاق الموسم الثاني من فعاليات «البصرة عاصمة للثقافة العراقية»

مثقفون لـ«الشرق الأوسط»: الفعاليات جعجعة بلا طحين

TT

في توصيف لها على أنها «جعجعة بلا طحين»، بدأت أمس فعاليات الموسم الثاني والأخير من «البصرة عاصمة للثقافة العراقية» للعام الحالي، التي تقيمها وزارة الثقافة، بمشاركة عدد من الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني التي تعنى بالفن والأدب والتراث والآثار.

وقال حسين السوداني، مدير البيت الثقافي بالمحافظة، لـ«الشرق الأوسط» إن الموسم الثاني للفعاليات «سيستمر حتى نهاية العام الحالي بعد أن شهدت الأشهر التي بدأت من أبريل (نيسان) الماضي تنفيذ القسم الأول منها». وأضاف «تتضمن الفعاليات إقامة مهرجانات للشعر والمسرح ومعارض للفنون التشكيلية وعروض لفرقة البصرة للفنون الشعبية وحفلات موسيقية وفعاليات لدار ثقافة الأطفال وإسهامات ثقافية لجامعة البصرة».

وأوضح السوداني أن «الفعاليات تشمل أيضا وضع اللمسات الأخيرة لصرح القصر الثقافي والمتمثلة في إعادة تأهيل وإعمار دار الأوبرا وإنشاء مكتبة مركزية حديثة وإقامة مركز للوثائق والموروث الشعبي والمباشرة بتنظيم متحف المدينة في القصور الرئاسية بدعم وإشراف من متحف اللوفر البريطاني».

ويرى مثقفو البصرة في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» أن الفعاليات الثقافية هي مهرجانات عابرة يمكن إقامتها من دون اعتبار البصرة عاصمة للثقافة العراقية، لعدم توافر بنى تحتية للثقافة الحقيقية المتمثلة في وجود مسارح وقاعات عرض للفنون التشكيلية ودور سينما ومراكز ثقافية، وكل الذي أعلن عنه هو مشاريع مستقبلية يمكن أن تنتهي هذا العام وتكون طي النسيان. وقال طالب عبد العزيز (أديب وكاتب) إن الثقافة والمثقف «يقفان في آخر طابور اهتمامات الحكومتين المحلية والمركزية لعدم قدرتهما على توفير الخدمات وتطوير المدينة التي ما إن تحل بها كارثة حتى تلحقها أخرى، إلى درجة أن معظم القوى السياسية اعتبرتها مدينة منكوبة».

وأكد كاظم الحجاج (شاعر معروف) أن البصرة «عاصمة للثقافة العربية منذ العصور الإسلامية الأولي وإلى يومنا هذا وأنجبت من المبدعين ما يشار إليهم بالبنان في مختلف العصور، وأن ما يقام حاليا هو عبارة عن (جعجعة بلا طحين)».

وتساءل حسن ظافر (قاص): «كيف يمكن أن نسمي البصرة عاصمة للثقافة العراقية للعام الحالي الذي شارف على الانتهاء ولا يزال بهو الإدارة المحلية الذي يمثل أكبر قاعة للمسرح والفنون الشعبية مقرا مهملا للحراسات من الجنود، وقاعة سينما السياب لا تزال مقرا لمجلس المحافظة، والمركز الثقافي للجامعة وقاعة اتحاد الأدباء بيوتا للعشوائية، ونقابة الفنانين دائرة لانضباط الشرطة، ومتحف التاريخ الطبيعي لا يزال خربا، والمثقفون من المبدعين يعيشون في عوز بانتظار المنح والسلف التي يتم الإعلان عن صرفها منذ ثلاثة أعوام دون نتيجة؟».