العالم يهنئ أوباما.. ويحثه على بذل جهود إضافية لإرساء السلام

طالبان تستنكر وحماس تنتقد وتكرر مطالبتها بأفعال وليس أقوالا

TT

أثار اختيار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمنحه جائزة نوبل للسلام موجة عالمية من ردود الأفعال المهنئة وبعضها المعترضة، والتقى الجميع على دفع الرئيس الأميركي إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل إرساء السلام في العالم. وكانت الانتقادات المباشرة والواضحة لاختيار اوباما لمنحه الجائزة، قليلة جدا. وفي وقت هنأ فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوباما، معبرا عن أمله في أن يتحقق السلام في عهده، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) انه ما زال هناك الكثير الذي يتعين على الرئيس الأميركي تقديمه حتى يستحق الجائزة. وتمنى إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس، أن يكون فوز اوباما بالجائزة لها صدى في تغيير السياسة الأميركية تجاه الشعب الفلسطيني وصراعه مع الاحتلال الإسرائيلي وتجاه ما يجري في مدينة القدس. وأضاف هنية في تصريح للصحافيين عقب صلاة الجمعة أمس: «استمعنا إلى خطابات الرئيس الأميركي وقلنا في حينها اننا بحاجة إلى أفعال وليس إلى أقوال». وأضاف: «إذا لم يكن هناك تغيير جذري وحقيقي في السياسية الأميركية لجهة الإقرار بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني فأعتقد أن الجائزة التي فاز بها لا تقدم ولا تؤخر».

ومن بين المنددين القلائل بإعطاء الجائزة لاوباما، حركة طالبان الأفغانية، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من مكان مجهول: «لم نلحظ أي تغيير في الاستراتيجية باتجاه السلام. لم يفعل شيئا من اجل السلام في أفغانستان، لم يتخذ أي إجراء من اجل هذا الأمر أو من اجل جعل البلد أكثر استقرارا». وأضاف «نحن ندين منح جائزة نوبل للسلام إلى اوباما».

كذلك وجه نائب رئيس مجلس الدوما الروسي فلاديمير جيرينوفسكي انتقادا لاختيار اوباما لمنحه الجائزة، وقال بان القرار «اقرب إلى التزلف والنفاق»، مشيرا في ذات الوقت إلى خطأ اختيار رئيس لا يزال في سدة الحكم لمثل هذه الجائزة «نظرا لأنه ملزم بحكم منصبه بالدفاع عن السلام وبذل الجهود من اجل إقرار الأمن».

إلا أن الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف الذي سبق وفاز أيضا بجائزة نوبل للسلام، أعرب عن رضاه لفوز اوباما بهذه الجائزة، مشيرا إلى أن ما فعله اوباما خلال الفترة القليلة الماضية «مؤشر مهم نحو ما يمكن أن يفعله». وأعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عن أمله بـ«دفع عملية السلام قدما» مع اوباما اثر منح الأخير جائزة نوبل للسلام. كذلك هنأ الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز نظيره الأميركي مؤكدا أن هذا الفوز يعطي «أملا جديدا للإنسانية». وقال بيريز في برقية تهنئة إلى اوباما «لقد حملتم إلى الإنسانية جمعاء أملا جديدا (...) في ظل قيادتكم، أصبح السلام أولوية فعلا». وأضاف بيريز، الذي فاز بدوره بجائزة نوبل للسلام لعام 1994، إن «قلة قليلة من القادة نجحوا في تغيير ذهنية العالم في هكذا فترة قصيرة وبهذا الحجم».

في المقابل، أعلن احد مستشاري الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن منح الرئيس الأميركي جائزة نوبل للسلام يجب أن يحثه على إنهاء الظلم في العالم.

من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه «سعيد جدا» بفوز اوباما بجائزة نوبل للسلام معربا عن أمله في أن يسهم ذلك في دفع جهود السلام في الشرق الأوسط. وأضاف موسى في تصريح هاتفي من ليبيا لوكالة الصحافة الفرنسية «انه تعبير عن اقتناع العالم بما تحدث عنه (اوباما) في خطته سواء فيما يتعلق بنزع السلاح النووي في العالم أو تدخله للوصول لحل عاجل للمشاكل العالمية بما فيها الصراع العربي الإسرائيل»". وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تهنئة إلى الرئيس الأميركي هنأه فيها بحصوله على جائزة نوبل، وكذلك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وفي سورية، قال رئيس تحرير صحيفة «الثورة» السورية الحكومية أسعد عبود لوكالة الانباء الالمانية «هذه جائزة للمستقبل المنتظر من الرئيس أوباما معظم شعوب العالم الفقير والعالم النامي والبلاد التي فيها حروب تنتظر من أوباما مزيدا من الحراك تجاه السلام ولا سيما منطقتنا العربية». بدوره، اعتبر رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية وضاح عبدربه أن أوباما يستحقها نظرا لشجاعته وخاصة فيما يخص قراره باغلاق معتقل غوانتانامو وقراره الشجاع بسحب جيشه من العراق. وقال سليمان حداد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب السوري، في تصريحات للوكالة نفسها، إن أوباما لديه نوايا حسنة للسلام لكن النوايا المقرونة بفعل على أرض الواقع أهم بكثير.

كذلك هنأ الرئيس السابق لجمهورية جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، الرئيس الأميركي، داعيا الأخير إلى استخدام هذا التكريم في محاربة الفقر. وقالت مؤسسة نيلسون مانديلا في بيان صدر نيابة عن رمز مناهضة العنصرية، إنها «ترحب بمنح جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس باراك أوباما». وأضافت: «نحن نثق في أن هذه الجائزة ستقوي التزامه باعتباره رئيس أكبر دولة في العالم، للاستمرار في تعزيز السلام والقضاء على الفقر».

وأشاد رئيس الوزراء الهندي بمنح أوباما الجائزة وقال خلال مؤتمر صحافي في مدينة حيدر أباد: «أود أن أرسل تهنئتي القلبية لفخامة الرئيس»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الهندية الآسيوية. وانضمت اليابان لقائمة المهنئين، ونقلت وكالة الأنباء اليابانية كيودو عن رئيس حكومة اليابان يوكيو هاتوياما قوله إن سماع خبر فوز أوباما بالجائزة «شيء سار حقا» وإنه يعتزم تهنئته. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروفومي هيرانو: «نحن نشاطر الرئيس أوباما هدفه (بشأن نزع الأسلحة النووية) ونقدر ريادته جيدا».

واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أن هذه الجائزة تشكل «تشجيعا» لجميع من يأملون بعالم أكثر أمانا. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن اوباما «يجسد روحية جديدة من الحوار»، فيما رأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو أن المكافأة التي نالها الرئيس الأميركي تشكل «تشجيعا» على العمل من اجل السلام.

وقالت ميركل إنها «تشجيع للرئيس ولنا جميعا»، فيما اعتبر ثاباتيرو أن الجائزة «دعم للرئيس ليحقق نجاحات في السعي إلى السلام».

وقالت المعارضة الاويغورية (الأقلية المسلمة في الصين) ربيعة قدير إن «على (اوباما) أن يقوم بشيء» بعد نيله الجائزة، مشددة على أن الآمال ازدادت بان يقوم الرئيس الأميركي بـ«الدفاع عن الشعوب المقهورة». كذلك، طالب الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان اوباما بـ«القيام بأفعال». وفيما يستعد اوباما لتبني استراتيجية جديدة في أفغانستان، اعتبر نظيره الأفغاني حميد كرزاي انه «الشخص المناسب» لتلقي الجائزة. أما الفاتيكان فأعلن أن هذه الجائزة هي مكافأة لـ«نزع السلاح النووي» و«السلام في العالم». وأشاد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بفوز اوباما بالجائزة، كما أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بجهود اوباما «الاستثنائية (...) لمصلحة تعزيز الدبلوماسية والتعاون الدولي». أما رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون فلم يدل بآي تصريح، واكتفى مكتبه الإعلامي بالقول انه تم توجيه التهاني إلى الرئيس الأميركي.