تشيكيا تشترط استثناء ميثاق أساسي في معاهدة لشبونة للتوقيع عليها

بولندا تُصدّق عليها اليوم في احتفال في وارسو بحضور القيادات الأوروبية

TT

اشترطت تشيكيا أمس عدم الانضمام إلى ميثاق للحقوق الأساسية، مرفق بمعاهدة لشبونة لإصلاح الاتحاد الأوروبي، كشرط للتوقيع على المعاهدة، بحسب ما قال يرزي بوزيك، رئيس البرلمان الأوروبي أمس. ولم تنضم بريطانيا وبولندا لميثاق الحقوق، الأمر الذي يعني استثناءهما من تطبيق بعض حقوق العمال.

وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه السويد، الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، أن الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي يوقع اليوم على إقرار المصادقة نهائيا على معاهدة لشبونة. وأشار بيان صادر عن الرئاسة في بروكسل، أن احتفالا بهذه المناسبة سيقام في العاصمة وارسو، يشارك فيه رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو، ورئيس البرلمان الأوروبي جيرسي بوزيك، ورئيس وزراء السويد فريدريك راينفلدت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي.

ومن وجهة نظر العديد من المراقبين في بروكسل، تمثل هذه الخطوة من جانب وارسو، عامل ضغط جديدا على تشيكيا، للتسريع بالمصادقة على المعاهدة؛ حتى تصبح جاهزة للدخول حيز التنفيذ، بعد أن نجحت في استفتاء شعبي في ايرلندا.

وكانت الرئاسة السويدية للاتحاد قد أعلنت عن أملها في سرعة تحقيق ذلك للبدء في المشاورات، التي من المفترض أن تجريها الرئاسة حول الشخصية الأوروبية المناسبة لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي، والشخصية الأخرى المكلفة بالعلاقات الخارجية. وسبق أن طالبت المؤسسات الاتحادية الأوروبية في بروكسل بضرورة أن تقوم تشيكيا بتسريع المصادقة على المعاهدة، نظراً لتأثير ذلك على مستقبل سير عمل المؤسسات الأوروبية ومصالح المواطنين في المجموعة الأوروبية الموحدة.

وجاء ذلك، عقب انتهاء الاجتماع الرباعي، الذي ضم كلا من رئيس المفوضية الأوروبية، ورئيس البرلمان الأوروبي، ورئيس الوزراء السويدي، ورئيس الوزراء التشيكي يان فيشر، الذي شارك عبر الفيديو. وقدم الأخير تطمينات لمديري المؤسسات الأوروبية بأن رئيس البلاد فاسلاف كلاوس سوف يوقع على المعاهدة، فور صدور حكم المحكمة الدستورية التشيكية بشأن مطابقتها للتشريعات الوطنية.

وطمأن فيشر أوروبا بشأن مساندة بلاده للمعاهدة، معيداً إلى الأذهان الجهد الذي بذلته براغ إبان رئاستها للاتحاد بداية العام الحالي، في تأمين ضمانات ساهمت في موافقة أيرلندا على معاهدة لشبونة الأسبوع الماضي. وخلال المؤتمر الصحافي الثلاثي المشترك، أكد باروسو على ضرورة أن تتم عملية المصادقة على معاهدة لشبونة من قبل كافة الدول الأعضاء في الاتحاد قبل نهاية الشهر الحالي. وقال: «الوضع الآن غامض، أريد أن أعرف على أي أساس سأشكل المفوضية الجديدة، فكل شيء متوقف على مصادقة التشيك وبولندا». أما رئيس وزراء السويد، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، فقد شدد على ضرورة أن تتم العملية «في أسرع وقت ممكن»؛ ليتمكن من البدء في مشاوراته لتسمية رئيس الاتحاد والممثل الأعلى للسياسة الخارجية، الذي سيكون في الوقت نفسه نائب رئيس المفوضية.

أما رئيس البرلمان الأوروبي بوزيك، فقد نفى نية بروكسل ممارسة أي ضغط على براغ لدفعها إلى إتمام المصادقة على معاهدة لشبونة. وشدد بوزيك على احترام الاتحاد الأوروبي لعمل واستقلالية قرار المحكمة الدستورية في التشيك، إلا أنه أردف قائلاً: «لكننا نريد أن نشرح له المزيد حول فوائد لشبونة للاتحاد ولمواطنيه، فالمسألة ليست ضغطاً بقدر ما هي تشاور».