لقي 49 شخصا على الأقل مصرعهم أمس، وجرح 107 آخرون، بعد تفجير انتحاري في سوق مكتظة وسط مدينة بيشاور، وفقا لما أعلنه مسؤول حكومي. وقال ميان افتخار حسين، وزير الإعلام المحلي لولاية بيشاور، «إن مجلس الحكم في الولاية كان منعقدا على بعد مئات الأمتار فقط من سوق خيبر عندما انفجرت القنبلة». وقد تطايرت جثث القتلى في الشارع، وتظهر لقطات مصورة بثتها قناة جيو حطام السيارات والمباني، في حين اكتظت عنابر مستشفى «ليدي ريدنغ» بالجرحى بمن فيهم الأطفال. وفي غضون عامين قتل نحو 2200 شخص في موجة الاعتداءات غير المسبوقة التي يشهدها البلد في سائر أرجائه، التي ينسب الجزء الأكبر منها إلى انتحاريي حركة طالبان. وقال وزير الصحة في الحكومة المحلية ظاهر علي شاه للصحافيين «إن أكثر من 42 شخصا قتلوا وجرح أكثر من 100» في الاعتداء. وقال قائد وحدة تفكيك المتفجرات في شرطة بيشاور، شفقت مالك، للصحافيين في مكان الحادث «إنه اعتداء انتحاري». وهو الاعتداء السادس من نوعه في غضون أربعة أشهر، الذي تشهده بيشاور، عاصمة ولاية الحدود الشمالية الغربية، غير البعيدة عن المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان، التي شن فيها الجيش أخيراً حملة واسعة النطاق ضد مسلحي طالبان وحلفائهم من المقاتلين الأجانب. وبلغت الحصيلة الإجمالية لهذه الاعتداءات الستة، وخمسة منها انتحارية، 67 قتيلا حتى الساعة، وقد تبنت غالبيتها حركة طالبان المؤيدة لـ«القاعدة» والمعادية لحكومة إسلام آباد والجيش، اللذين تتهمهما بمؤازرة واشنطن في حربها على الإرهاب الجارية منذ 2001. وأكد الحصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية الطبيب محبوب علي، المسؤول عن مستشفى «لايدي ريدينغ هوسبيتال» أكبر مستشفيات المدينة. وقد نجم الانفجار عن شاحنة مفخخة تحمل قنبلة موقوتة، وفقا لتلفزيون جيو. وقال وزير الإعلام في الحكومة الإقليمية للولاية، ميان افتخار حسين، إن الأنباء التي وصلته تشير إلى مقتل 40 وإصابة أكثر من مائة في هذا التفجير. إلى ذلك قالت الشرطة إن متشددين باكستانيين أغاروا على مستودع للشاحنات تنقل المؤن والإمدادات إلى القوات الغربية في أفغانستان اليوم الجمعة «أمس» فأشعلوا النار في عدة مركبات.
وتقول وزارة الدفاع الأميركية إن الجيش الأميركي يرسل 75 في المائة من الإمدادات للحرب الأفغانية عبر أراضي باكستان أو أجوائها ومن ذلك 40 في المائة من الوقود لقواته. وفي هجوم أمس هاجم نحو 30 مسلحا مستودعا في ضواحي مدينة بيشاور تحت جنح الظلام. وقال حارس في المستودع، طلب ألا ينشر اسمه:«أطلق المتشددون النار أولا ثم أشعلوا النار في ناقلتي صهريج للوقود وأربع شاحنات محملة بمركبات عسكرية».