الأسد يتصل بسليمان ويبلغه أن الملف اللبناني احتل حيزا مهما في محادثاته مع خادم الحرمين

بري «يؤشر» لإمكان ولادة الحكومة اللبنانية خلال الأسبوعين المقبلين بتعيين جلسة برلمانية في 20 من الشهر الحالي

الرئيس اللبناني ميشال سليمان يستقبل وفدا من مؤسسة «يازا» التي تروّج للتوعية من حوادث السير (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

بدأت الانطباعات الإيجابية تتواتر إلى القيادات السياسية اللبنانية بالاتصال المباشر وعبر الموفدين وبالواسطة، عن «النتائج اللبنانية» للقمة السعودية ـ السورية التي انعقدت في دمشق هذا الأسبوع، من دون أن يتضح بعد مدى التأثير الذي ستلقيه هذه القمة على ملف تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثر نتيجة الخلافات بين المعارضة والموالاة على الحصص والحقائب.

وفيما تلقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس اتصالا من الرئيس السوري بشار الأسد أطلعه خلاله على أجواء لقاء القمة والمحادثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في دمشق، نشطت حركة اتصالات على خط العاصمة السورية التي شهدت زيارات تردد أن موفدين من حركة «أمل» و«حزب الله» قاموا بها إلى العاصمة السورية من أجل متابعة ما تم التوصل إليه في القمة.

وأبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري «الشرق الأوسط» بأنه «مستمر في صومه عن الكلام في انتظار اتضاح الصورة»، لكن مقربين منه ذكروا لـ«الشرق الأوسط» أنه تلقى انطباعات إيجابية من اتصال أجراه به سليمان، مشيرة إلى أن بري لن يتحدث مباشرة، لكنه يعطي بدوره إشارات أولاها تعيينه جلسة لمجلس النواب في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري للدلالة على ضرورة تأليف الحكومة قبل ذلك التاريخ من أجل حضورها الجلسة. وشددت المصادر على أن بري لا يزال مقتنعا بأن التفاهم السعودي ـ السوري من شأنه أن ينعكس إيجابا على الوضع اللبناني.

وقال بيان رسمي لبناني أمس إن الأسد أبلغ نظيره اللبناني بأن «المحادثات كانت بنّاءة وتناولت، إضافة إلى العلاقات الثنائية السورية ـ السعودية، الشؤون العربية والإقليمية. وقد احتل لبنان حيزا مهما من هذه المحادثات». وأعرب الرئيس السوري عن «اهتمامه واهتمام الملك عبد الله ومتابعتهما لمجريات تطور الأمور على الساحة اللبنانية، وحرصهما على قوته ومناعته ووحدته من خلال قيام حكومة وحدة وطنية تعكس تفاهم اللبنانيين وتضمن توافقهم الذي يوفر انطلاقة جيدة لعمل الحكومة، ويضع حدا لأي محاولة تعكير سياسي أو أمني على الساحة»، مجددًا دعمه «للرئيس سليمان ودوره التوافقي والجامع الذي يقوم به على الساحة».

وشكر سليمان للرئيس السوري اتصاله والموقف الذي تم التعبير عنه تجاه لبنان، مشيرا إلى أن «هذه القمة تشكل حافزا عمليا لتوسيع دائرة التفاهم بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات التي تحفل بها المرحلة المقبلة بموقف موحد ومتضامن»، مؤكدا أن «التضامن العربي هو حجر الزاوية في سياسة لبنان تجاه أشقائه العرب».

وبقيت القمة محط اهتمام فوق العادة من قبل القيادات السياسية، فرأى رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة أن «البعض يحاول أن ينال من الأمن ومن نتائج القمة السعودية ـ السورية وما أسفرت عنه من عمل لتعزيز التضامن العربي»، مشيرا إلى أن «لبنان هو من أكثر المستفيدين من عودة العلاقات الطيبة بين الدول العربية»، ومؤكدا في الوقت عينه «دعم لبنان للجهود التي تبذل في هذا الإطار».

وأبدى الرئيس الأسبق للحكومة نجيب ميقاتي ارتياحه إلى «المسار الذي تسلكه العلاقات العربية ـ العربية في ضوء زيارة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لسورية واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد والتزامهما بمواصلة الجهود من أجل تعزيز العمل العربي المشترك وبناء تضامن عربي متين، لخدمة المصالح والقضايا العربية والإسلامية». وقال: «لا يخفى على أحد مدى ارتباط الوضع اللبناني بالوضع في المنطقة ككل وتأثره، سلبا وإيجابا، بمسار التطورات والعلاقات بين دول المنطقة. لكن هذا الأمر لا يعني أن نستنكف عن القيام بدورنا وواجبنا، وأن نوكل إلى الآخرين المهمات المطلوبة منا، وفي مقدمتها تفعيل القواسم المشتركة بين بعضنا البعض، وتشكيل حكومة جديدة تتولى معالجة الشؤون الوطنية والاقتصادية والمالية والمعيشية كافة».