الصومال: الأمم المتحدة تدرس نقل مكاتبها من نيروبي إلى مقديشو دعما لحكومة شريف

البحرية الفرنسية تحبط هجوما للقراصنة الصوماليين شمال جزر سيشل

أحد أفراد البحرية الفرنسية ينزل صوماليا مشتبها بالقرصنة من إحدى الفرقاطات في ميناء مومباسا بكينيا (أ.ب)
TT

أفاد مصدر حكومي صومالي لـ«الشرق الأوسط» بأن الأمم المتحدة تدرس حاليا نقل مكاتبها من العاصمة الكينية نيروبي إلى العاصمة الصومالية مقديشو، دعما لحكومة الرئيس شيخ أحمد شيخ شريف.

وقام وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة يقوده «جريجوري ستار» نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأمن والسلام، بزيارة مفاجئة للعاصمة مقديشو، وبرفقته عدد كبير من ممثلي منظمات الأمم المتحدة، وأجرى وفد الأمم المتحدة مباحثات مع رئيس الوزراء الصومالي «عمر شرماركي». وقال عبد القادر ولايو المتحدث باسم الحكومة الصومالية «إن وفد الأمم المتحدة بحث مع المسؤولين الصوماليين آخر الوضع الأمني والإنساني في البلاد، وأيضا إمكانية نقل مكاتب الأمم المتحدة من نيروبي إلى العاصمة مقديشو، كبادرة دعم للحكومة الصومالية.

وأضاف ولايو أن الحكومة الصومالية تولي اهتماما كبيرا لموضوع انتقال مكاتب الأمم المتحدة إلى داخل الصومال، وقال إن الملف الأمني تم تناوله بشكل عميق، وإن جولات أخرى من المحادثات بين الحكومة الصومالية والأمم المتحدة ستجرى في نيروبي خلال الأسابيع القادمة لوضع الترتيبات النهائية لانتقال مكاتب الأمم المتحدة إلى داخل الصومال بشكل نهائي. وتوجد جميع المكاتب الرئيسة لمنظمات الأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي منذ سنوات بسبب الوضع الأمني المتقلب في الصومال وبالذات العاصمة مقديشو، وكانت هناك دعوات متكررة من الحكومة الصومالية لنقلها إلى العاصمة مقديشو لمباشرة أعمالها من داخل البلاد.

في هذه الأثناء، يسود التوتر مدينة «جاريسا» بشمال كينيا الذي تقطنه أغلبية صومالية، بعد الكشف عن فضيحة تجنيد لمئات من الشبان الصوماليين سرا على يد القوات الكينية للقتال في الصومال. ويعتقد أن أكثر من 300 من الشبان الصوماليين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاما تم تجنيدهم سرا في مدينة «جاريسا» وتلقوا تدريبات في معسكر تابع للقوات الكينية في مدينة ممباسا الساحلية بشرق كينيا. ونفى حاكم إقليم شمال شرقي كينيا «جيمس أولي سيريان» هذه المعلومات، ووصفها بأنها مجرد إشاعة، وقال «سمعت هذه الشائعات، وأعتقد أن هذا جاء نتيجة لعملية النقل الجارية في الإقليم للاجئين الصوماليين من مخيم (داداب) إلى مخيم كاكوما».. لكنه أضاف أنه سيتم التحقيق بشأن هذه المعلومات. وتأتي هذه الأنباء بشأن تجنيد الشبان الصوماليين في شمال كينيا للقتال في الصومال بعد أيام من تحذير الولايات المتحدة من أن الشبان الصوماليين في الإقليم العاطلين عن العمل قد يتعرضون للتجنيد من قبل الجماعات الإسلامية المسلحة في الصومال.

وتحدث بعض الشبان الذين تم تسجليهم للمشاركة في عملية التجنيد، لبعض وسائل الإعلام، وذكروا أنهم حصلوا على وعود برواتب عالية (600 دولار أميركي شهريا)، وأن «عمليات التسجيل كانت تتم بشكل سري». ونفت السلطات الكينية في الإقليم ضلوعها في عملية تجنيد الشبان للقتال في الصومال؛ لكن وزيرة الدفاع الكينية قالت «إنها تلقت معلومات تفيد بأن الجماعات الصومالية المتمردة قد بدأت في تجنيد الشبان على نطاق واسع داخل مخيمات اللاجئين في شمال شرقي كينيا». وأفاد مصدر في الحكومة الصومالية لـ«الشرق الأوسط» بأن كينيا قامت بتدريب نحو 500 جندي لصالح الحكومة الصومالية، وشوهد أفراد هؤلاء الجنود في المنطقة الحدودية بين البلدين في الأيام الأخيرة وهم يرتدون الزي العسكري، لكنهم لم يعبروا إلى داخل الأراضي الصومالية.

وفي المياه الصومالية، أحبطت القوات البحرية الفرنسية الموجودة هناك هجوما شنه قراصنة صوماليون، لاختطاف سفينة صيد فرنسية بالقرب من جزر سيشل، ووقع الحادث على مسافة تبعد 350 كيلومترا إلى الشمال من جزر سيشل، ولم تقع أي إصابات خلال عملية تبادل لإطلاق النار بين القرصنة وقوات البحرية الفرنسية، وفر القراصنة بعدها نحو الشاطئ الصومالي.

وهاجم القراصنة الصوماليون منذ بداية هذا العام نحو 174 سفينة، ونجحوا في اختطاف 49 منها، وهناك مخاوف من تصاعد هجمات القراصنة بسبب هدوء الرياح الموسمية التي كانت قد أدت إلى انخفاض هجماتهم خلال الشهرين الماضيين.

من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون قياديا في الحزب الإسلامي الصومالي المعارض الذي يتزعمه الشيخ حسن طاهر أويس، وقد هاجم المسلحون سيارة القيادي في الحزب «أحمد أداوا» المعروف بـ«أحمد طالبان» في منطقة «عيلاشا» بغرب العاصمة مقديشو التي يسيطر عليها الحزب الإسلامي، وأطلقوا عليه الرصاص، مما أدى إلى مقتله و2 من مرافقيه، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث، كما أن الحزب الإسلامي لم يوجه أصابع الاتهام إلى جهة محددة.

ويعد أحمد أداوا ثاني قيادي بالحزب الإسلامي يتم اغتياله على يد مسلحين مجهولين خلال أسبوعين، وكانت ميليشيات مسلحة قد قتلت معلم آدم عبد السلام مسؤول الدعوة والتعبئة في الحزب الإسلامي في مدينة بلدوين (350 كم إلى الشمال من العاصمة) الأسبوع الماضي.

وفي العاصمة مقديشو، ألقى مجهولون منشورات تحمل تهديدات للعاملين في مستشفى «المدينة» بجنوب العاصمة، وكذلك المنظمات الخيرية التي تدعم هذا المستشفي، وحذرت المنشورات التي ألقيت خارج المستشفى كلا من الصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر القطري، وكذلك البنك الإسلامي للتنمية، من الاستمرار في العمل أو دعم هذا المستشفى الذي وصفته المنشورات بأنه قاعدة عسكرية للحكومة الصومالية. ودعا المنشور المنظمات الداعمة للمستشفى لوقف دعمها عنه وإلا فسيتم اعتبارها طرفا في الحرب. ومستشفى المدينة هو أكبر مستشفيات العاصمة، وكان تابعا للشرطة الصومالية، إلا أنه يستقبل حاليا جرحى الحرب في العاصمة.

وتعرضت كثير من المنظمات الإنسانية العاملة في الصومال في الفترة الخيرة لتهديدات متكررة من جماعات مجهولة، مما اضطر عددا كبيرا منها إلى سحب موظفيها من جنوب الصومال، كما تعرض موظفوها الأجانب والمحليون للقتل والاختطاف، ويوجد نحو عشرة من موظفي وكالات الغوث مختطفين في مناطق مختلفة من جنوب الصومال من قبل جماعات تطالب بدفع فداليا مالية مقابل إطلاق سراحهم.