لقاء ليلي بين جنبلاط ونصر الله.. وحزب الله يرى أن للقمة السعودية ـ السورية «أهمية استثنائية»

الأسبوع المقبل يحدد اتجاهات أزمة تشكيل الحكومة

جنبلاط ونصر الله في صورة من الأرشيف خلال لقاء جمعهما في وقت سابق من العام الحالي (أ.ف.ب)
TT

يترقب اللبنانيون الترجمة العملية لنتائج القمة السعودية ـ السورية التي انعقدت في دمشق مطلع الأسبوع، فيما برز اللقاء الليلي الذي ضم رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والذي كانت القمة «طبقا رئيسيا» على جدول أعماله، إذ رحبا بأي «مبادرة لتشكيل الحكومة اللبنانية وآخرها الدعوات السورية ـ السعودية المشتركة لتجاوز الأزمة اللبنانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية». واتفقا على «ضرورة تذليل العقبات التي تحول دون قيام هذه الحكومة العتيدة في أسرع وقت». وكان حزب الله قد رحب في بيان أصدره بالقمة، من دون أن يربطها بالوضع اللبناني إلا من زاوية «المقاومة»، نافيا وجود «تأثيرات سلبية للتقارب السوري ـ السعودي على التقارب السوري ـ الإيراني». واعتبر أن القمة ترتدي «أهمية استثنائية» معربا عن الأمل في أن يكون لهذا التقارب أثر «إيجابي» على لبنان.

وفي حين طفت إلى الواجهة المواقف المشيدة بحصول اللقاء و«تداعياته» على لبنان، بدا أن التحفظ هو الأكثر واقعية في مواقف القيادات المعنية بملف تشكيل الحكومة، وفي مقدمهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي تابع اتصالاته مع القيادات المعنية بملف التشكيلة الحكومية أملا في تحقيق اختراقات تسمح له بإعلان تشكيلته في أقرب فرصة كما قالت مصادر متابعة لـ«الشرق الأوسط».

ورجحت المصادر أن يكون مطلع الأسبوع المقبل أساسيا في تحديد اتجاهات المرحلة المقبلة، مشيرة إلى مخاوف من تدخل «أطراف أخرى» في هذا الملف. وكان عقد مساء أول من أمس لقاء بين نصر الله وجنبلاط، حضره نجله تيمور والنائب أكرم شهيب بالإضافة إلى رئيس لجنة الارتباط في حزب الله وفيق صفا. وصدر عن المجتمعين بيان أشار إلى أنه جرى عرض للمستجدات على الساحتين الإقليمية والمحلية ولا سيما التهديدات الإسرائيلية للبنان والمنطقة، وكذلك المناورات الإسرائيلية ـ الأميركية المشتركة. وتلاقى الطرفان عند «إيجابية القمة السورية ـ السعودية»، ووصفاها بـ«اللقاء الكبير» مشددين على «أهمية الانفتاح العربي ـ العربي، وضرورة تكريسه حالة عامة لتجاوز الأزمات التي تمر بها أمتنا الإسلامية والعربية وأي بلد من بلدانها»، ورحبا بـ«أي مبادرة لتشكيل الحكومة اللبنانية وآخرها الدعوات السورية ـ السعودية المشتركة لتجاوز الأزمة اللبنانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية». واتفق الجانبان على ضرورة تذليل العقبات التي تحول دون قيام هذه الحكومة العتيدة في أسرع وقت. ورحب حزب الله في بيان أصدره «بانعقاد القمة السعودية ـ السورية وما صدر عنها من نتائج إيجابية لجهة تعزيز مسار تنقية الأجواء العربية ـ العربية والدفع بنهج التقارب العربي ـ العربي قدما نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بما يخدم قضايا العرب والمسلمين ويؤثر إيجابا على لبنان واللبنانيين». ورأى الحزب «في انعقاد القمة في هذا الوقت أهمية استثنائية؛ كونها تعيد الاعتبار للقضايا العربية في هذه المرحلة الحساسة سيما في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها عالمنا العربي والإسلامي وفي طليعتها استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد فلسطين ولبنان وتصاعد انتهاكات العدو الصهيوني لحرمة المسجد الأقصى». ودعا حزب الله إلى «بذل المزيد من الجهود في إطار العمل العربي المشترك خدمة لقضايا الأمة»، مؤكدا «أن الخيار الوحيد المتاح لمواجهة الأخطار والتهديدات الصهيونية هو تعزيز عوامل الوحدة والتضامن العربي ودعم خيارات الشعوب وحقوقها في مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض والمقدسات».

واعتبر مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي أن العلاقات السورية ـ الإيرانية تقوم على أسس ومبادئ ومصالح واضحة، مشيرا إلى أن التقارب السوري ـ السعودي لا يعني التباعد السوري ـ الإيراني. وأوضح الموسوي أن الجانب الإيراني مرتاح للتقارب السوري ـ السعودي مشيرا إلى الدور الذي من الممكن أن تلعبه سورية في تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران.

من جهة أخرى، نفى النائب هاني قبيسي (عضو كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري) المعلومات التي تم تداولها حول زيارة كل من النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل إلى سورية، لكنه قال إن «الواقع الإيجابي الذي كرسته القمة السعودية ـ السورية انعكس إيجابا على كل المواقف». ورأى أنه «إذا انعكس الواقع الإيجابي الذي كرسته قمة دمشق استقرارا في لبنان يصبح تشكيل الحكومة تحصيل حاصل»، مشددا على أن «لبنان بحاجة إلى موقف داعم لما صدر عن هذه القمة، وبحاجة إلى دولة ثالثة تدعم المواقف الإيجابية للدولتين التي ترعى الأمور اللبنانية». واعتبر أمين سر تكتل التغيير والإصلاح (الذي يرأسه النائب ميشال عون) النائب إبراهيم كنعان أن اللقاء الأخير بين العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري «لم يكن نهائيا وحاسما لأنه كان لدى الرئيس المكلف لقاءات ومشاورات أخرى مع باقي الكتل النيابية، وهذا اللقاء سيستكمل بلقاء آخر لم يحدد موعده بعد». ورأى أن «مسار التكليف الأول تمت عرقلته بضوء أحمر أميركي ـ مصري ـ سعودي، أما اليوم فهناك ضوء برتقالي يشير إلى إمكانية انطلاق الرئيس المكلف إلى السرايا بحكومة وحدة وطنية».