سلفيون في طرابلس يستغربون اتهام مصر بالتحريض ويربطون بين محاولة إضعاف الدور السني وتشكيل الحكومة

رفعت عيد لـ الشرق الاوسط : إما أن ينقذ المسؤولون الوضع أو أن البلد ذاهب نحو الفلتان

TT

يعترف سلفيون طرابلسيون بصعود نجم جماعات تكفيرية صغيرة في المدينة، لها توجهات غير واضحة بالنسبة لهم، لكنهم لا يرون من سند على الأرض، للاتهامات التي وجهت إلى مصر بالتدخل والتحريض. ويستغرب مصدر إسلامي طرابلسي قريب من المعارضة، اتهام الأجهزة المخابراتية المصرية بالتوترات الأمنية التي تكررت أخيرا في منطقة جبل محسن، ويرى أن «الوئام السوري ـ السعودي، في فترة تشكيل حكومة لبنانية جديدة ربما يغري علي عيد المحسوب على سورية بلعب دور أكبر في السياسة اللبنانية». رئيس «جمعية الدعوة والإحسان» في طرابلس، حسن الشهال، الذي كان قد وقع وثيقة تفاهم مع حزب الله بعد أحداث 7 مايو (أيار)، رغبة في درء الفتنة السنية ـ الشيعية، يستهجن بدوره اتهام مصر، ويقول: «هناك إسلاميون صدرت بحقهم مذكرات توقيف واختفوا كي لا يلقى القبض عليهم، لكن هذا لا يعني أن لهم صلة بما يحدث في جبل محسن من توترات، بل إن هؤلاء لا يريدون التجاوب مع الأجهزة الأمنية لأنهم يعرفون أن من يسجن لا يخرج ولا يحاكم، بل يقبع في السجن منتظرا قرارا سياسيا». ويعتقد الشهال أن «المصالحة التي جرت بين جبل محسن وباب التبانة، لم تتبعها معالجات اجتماعية لمكافحة الفقر، فلم يبن معمل أو ينظر في أمر الفقراء. وخروج مجانين يضربون قذيفة أو يرمون قنبلة، لا يعني أن ثمة من يحركهم أو أنهم يعبرون عن المدينة». ويربط الشهال بين اتهام مصر والتصعيد الأمني والشائعات التي تحاك حول طرابلس، كقاعدة سنية بما يحيط تشكيل الحكومة الجديدة من تعقيدات. ويضيف: «لا أستغرب أن تكون هناك محاولة لإضعاف الدور السني في لبنان، بينما يتعثر تشكيل الحكومة، وتبث دعاية حول محاولة اغتيال مفتي الجمهورية، لإثنائه عن المطالبة بمحاكمة الموقوفين الإسلاميين».

وكان رفعت عيد، نائب الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي، قد قال لـ«الشرق الأوسط» أمس أن مسألة وجود مخابرات مصرية تعبث بالوضع الأمني في طرابلس، معروفة للعديد من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، وسبق وناقشها معهم، «ومع هذا صدرت صيحات الاستهجان حين أخرجت ما أعرفه إلى العلن». وقال عيد: «اتهامنا ليس سياسيا، ولا يرتكز على تحليلات بل على معلومات لا أستطيع البوح بها الآن. وهناك عناصر تم القبض عليها وهي قيد التحقيق، وصار الأمر بذلك من مسؤولية الجيش. وما أستطيع أن أقوله إن التنفيذ والتخريب يتم بيد محلية ومن أناس مأجورين». وأضاف عيد: «ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها القبض على عملاء لمخابرات خارجية، فقد سبق أن تم اعتقال سريلانكيين وفلبينيين، تبين أنهم مندسون من جهات إسرائيلية. وأن نكشف بأن الساحة اللبنانية مخترقة بشكل كبير من عناصر مخابراتية ليس سرا نذيعه للمرة الأولى».

أما لماذا اتهام مصر الآن، فيجيب عيد: «نحن من يجب أن نسأل، لماذا الاهتمام المصري بلبنان، وإرسال موفدين في السنتين الأخيرتين، علما بأن مصر لم تكن تهتم قبل ذلك، بشكل مباشر بما يجري في لبنان؟ وأسأل أيضا ماذا كان يفعل ملحق عسكري في السفارة المصرية عند المشايخ، ولماذا يقوم بزيارات لهم».

وعن سبب الاهتمام البارز للنائب وليد جنبلاط بما يجري في جبل محسن وباب التبانة، واتصاله المتكرر به، قال عيد: «وليد جنبلاط صديق للوالد من أيام الدراسة، لكن هناك اهتمام رسمي على أعلى مستوى، لأنهم يعلمون جيدا أنهم إما أن ينقذوا الوضع، أو أن البلد ذاهب نحو الفلتان. وقد أخبرت كل من اتصلت بهم (كان قد أجرى اتصالا برئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب) أن عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم، وإلا سحبت يدي، وعندها حين تنزل القذائف علينا لا أضمن ما ستكون ردة فعل الشباب هنا. أنا لست الدولة، ولا أريد أن ألعب دورها، والجيش هو المسؤول. وعندي ملء الثقة بقائد الجيش كرجل وطني، وهو مهتم بالأمر. وطائرة الهليكوبتر لم تتوقف اليوم عن التحليق فوقنا، لمراقبة الوضع». وأضاف عيد: «أؤكد أن منطقة جبل محسن باتت موضع اهتمام الكثيرين، ليس محليا فقط بل من قبل مؤسسات دولية. ويبدو لشدة ما نرى من اهتمام، أن ما يجري في جبل محسن سيحدد وجه الشرق الأوسط. هم يظنون أنها منطقة رخوة، لكن سنثبت لهم أنها غير ذلك ولن يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم».