باكستان: مقتل 11 في هجوم استهدف قيادة الجيش بـ«روالبندي»

6 مسلحين في «زي عسكري» يشنون هجوماً على نقطة أمنية أمامية.. وعملية بحث للقبض على عنصرين إرهابيين

جنود باكستانيون يتخذون مواقعهم خارج مقر قيادة اركان الجيش الباكستاني في روالبندي الذي تعرض لهجوم من قبل عناصر طالبان امس (رويترز)
TT

صرح مسؤولون أن مسلحي طالبان هاجموا أمس مقر القيادة العامة للجيش الباكستاني في روالبندي، حيث قتلوا ستة عسكريين، بينهم ضابطان كبيران. ويحتجز اثنان من منفذي الهجوم رهينتين.

ولقي أربعة من منفذي الهجوم، وأحد المارة، حتفهم أيضا في الهجوم، الذي يعد الأكثر جرأة من قبل المسلحين في باكستان، والذي يأتي بعد يوم من تفجير انتحاري خلف 52 قتيلا، وأصاب أكثر من 100 في بيشاور، عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية. وشن ستة مسلحين في زي عسكري، من شاحنة بيضاء هجوما على نقطة أمنية أمامية بالقرب من قاعدة الجيش على بعد 10 كيلومترات من قلب العاصمة إسلام آباد. وقتل المسلحون، أو أصابوا بجراح، عددا من أفراد الحراسة، ثم هاجموا النقطة الأمنية الثانية بالقرب من المقر، واستغرقت العملية الإرهابية نحو 50 دقيقة قبل أن يتم قتل المسلحين الأربعة. وقال المتحدث الميجور جنرال أطهر عباس «لقي ستة جنود وأربعة إرهابيين حتفهم، بينما أصيب خمسة من أفراد القوات، كان الإرهابيون مسلحين بالقنابل اليدوية والأسلحة الأوتوماتيكية». وقال مسؤول بالاستخبارات، طلب عدم ذكر اسمه، أن مسلحين اثنين، على الأقل، تمكنا من دخول مقر القيادة حيث يحتجزان اثنين من المسؤولين العسكريين داخل المبنى كرهائن. وأضاف المسؤول أن ضابطين، أحدهما برتبة بريجادير والآخر برتبة ليفتنانت كولونيل كانا بين القتلى. وأدان الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري الهجوم وتعهد «بأن مثل هذه العمليات الإرهابية لا يمكن أن تضعف الإرادة الوطنية على مكافحة تهديدات الإرهاب حتى يتم استئصاله تماما»، وذلك حسبما ذكرت وكالة «اسوشيتدبرس» الباكستانية.

ونفي متحدث عسكري ما تردد بان اثنين من منفذي الهجوم تمكنا من اقتحام مقر القيادة العامة للجيش الباكستاني. وقال عباس «هناك إرهابيان مطلقا السراح، ولكننا لسنا على يقين من الموقع الذي يختبئان فيه. ضرب الجيش طوقا امنيا حول المنطقة. عملية البحث جارية للقبض على العنصرين الإرهابيين». وكان المتحدث صرح في وقت سابق بأن «الموقف تحت السيطرة تماما، وان كل الإرهابيين الذين حاولوا اقتحام المبنى قتلوا». وقالت الشرطة في روالبندي، القريبة من العاصمة إسلام آباد، إن مدنيا لقي حتفه في إطلاق النار، الذي استمر لنحو 50 دقيقة. وكانت تقارير إعلامية ذكرت في وقت سابق أمس أن تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع بين قوات الجيش ومهاجمين مجهولي الهوية، حاولوا شن هجوم على مقر القيادة العامة للجيش الباكستاني.

وذكر شاهد عيان أن القتال اندلع عندما تم اعتراض سيارة عند موقع أمني بالقرب من قاعدة الجيش. وأوضح منصور أحمد: «فتح المهاجمون النار على الجنود من السيارة. قاموا بإلقاء العديد من القنابل اليدوية. كان لديهم أسلحة متقدمة». وسارعت القوى الأمنية إلى محاصرة المنطقة التي حلقت في أجوائها مروحيات مقاتلة، وفق مسؤولين في الشرطة. وقال مسؤول آخر في الجيش، إن المهاجمين كانوا ستة على الأقل، محملا طالبان الباكستانية المرتبطة بالقاعدة مسؤولية الهجوم. وتبنت طالبان الباكستانية الثلاثاء هجوما انتحاريا أسفر عن مقتل خمسة موظفين في الأمم المتحدة داخل مكاتبهم الاثنين في إسلام آباد، وفق ما أفاد متحدث باسم المتمردين.

وطالبان الباكستانية المرتبطة بالقاعدة هي المسؤول الأول عن سلسلة الاعتداءات التي أسفرت عن نحو 2150 قتيلا في باكستان خلال عامين. ويأتي الهجوم الأخير بعدما تعهد متمردو طالبان تكثيف اعتداءاتهم ردا على مقتل زعيمهم بيت الله محسود في هجوم صاروخي أميركي في أغسطس (آب) الماضي. وعرض التلفزيون لقطات مصورة لمروحيات تابعة للجيش تحلق فوق موقع الهجوم، وعلى متنها قناصة. كما وردت تقارير باتخاذ القوات الخاصة مواقع فوق المباني المجاورة. وأعلن متحدث قال انه ينتمي لحركة طالبان باكستان، وهي مظلة تضم أكثر من 12 مجموعة مسلحة، المسؤولية عن الهجوم في اتصال هاتفي مع قناة «جيو».

وتحتفظ حركة طالبان الباكستانية بقواعدها الرئيسية في منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية، التي تشهد حالة من الانفلات الأمني، كما أن لها وجودا في أنحاء باكستان من خلال العديد من المجموعات المتطرفة. وقال أشرف جواد قاضي، وهو رئيس سابق للاستخبارات العسكرية الباكستانية «المتمردون محاصرون بصفة خاصة في منطقة وزيرستان الجنوبية، ويبدو أن هذا الهجوم محاولة يائسة لتخفيف حدة الضغط عليهم». وتستعد القوات الباكستانية لشن هجوم كبير في وزيرستان الجنوبية المتاخمة لحدود أفغانستان. وأضاف قاضي «يحاول الإرهابيون الضغط على الحكومة لإرغامها على التفاوض معهم».