عضو في البنك الاتحادي الألماني يثير جدلا.. بعد تصريحات معادية للمهاجرين المسلمين

لاقت تأييدا من النازيين الجدد واستنكارا من المسؤولين في البنك

TT

تسبب هجوم لمسؤول بالبنك الاتحاد الألماني على الأتراك والعرب الذين يعيشون في البلاد، بجدل كبير في ألمانيا وأعاد تسليط الضوء على تضاؤل التسامح العرقي واندماج الأجانب في ألمانيا. وقوبلت تصريحات تيلو سارازين، وهو عضو مجلس إدارة البنك الاتحادي الألماني، بانتقادات من البنك، لكنها لاقت إشادات من نازيين جدد ولفتت انتباه آلاف الألمان إلى اتخاذ موقف عام من القضية.

ودعا سارازين في مقابلة نشرت الأسبوع الماضي بمجلة «لتر انترناشيونال» الثقافية، بحسب ما نقلت وكالة رويترز أمس، إلى إجراءات صارمة ضد الهجرة وقال إن كثيرين من المسلمين يعيشون عالة على ألمانيا. وقال: «لست بحاجة لقبول من يعيشون عالة على الدولة وينبذون هذا البلد.. ودائما ما ينجبون فتيات صغاراً يرتدين الحجاب. وهذا الأمر ينطبق على 70 في المائة من الأتراك و90 في المائة من العرب في برلين». وأضاف: «يغزو الأتراك ألمانيا كما فعل مواطنو كوسوفو في الإقليم.. من خلال معدل مواليد أعلى». وذكر أن «الطريق الذي نمشي فيه يعني أن نصيب الصفوة الفكرية في المجتمع، يتناقص لأسباب لها علاقة بتركيبة السكان». ودعا بعض أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى طرد سارازين من الحزب بينما قال البنك الاتحادي الألماني إنه يجب أن يستقيل. وقال سباستيان ايداتي، رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس النواب «بوندستاج» والعضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إنه يجب على سارازين الاستقالة وشبه آراءه بالتفكير النازي. وأضاف: «ستثار مشكلة أكبر إذا جعلنا الأمر يمر وعدنا لأعمالنا المعتادة. سيعطي هذا التصرف تشجيعا أكبر للأشخاص لترديد هذه الأقوال. إننا نتحدث عن أيديولوجية اشتراكية قومية محضة هنا».

وقال ممثلو ادعاء في برلين إن اتهاما وجه إلى سارازين يشمل التحريض على الكراهية العرقية. وقال متحدث إن ممثلين للادعاء ينظرون في الاتهام، لكنه رفض التصريح بالشخص الذي وجه الاتهام. ويحتدم الجدل العام في البلاد حيث يؤيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي سارازين ويحث الحكومة على تعيينه في منصب مفوض البلاد الخاص بالأجانب.

ويصل عدد الأشخاص من أصل تركي في ألمانيا إلى نحو ثلاثة ملايين، كما يبلغ عدد من هم من أصل عربي نحو 280 ألف شخص بين 82 مليون نسمة هو تعداد السكان في البلاد. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «كولنر شتات أنتسايجر»، أن ثلث المشاركين فيه يؤيدون سارازين. وقالت نسبة 43 في المائة إن تصريحاته «مبالغ فيها في بعض الحالات، لكنه على حق في الكثير من الأمور». وأوضح استطلاع آخر أجرته صحيفة «دي فيلت»، أن أكثر من ثلثي المشاركين فيه يرون أن الانتقادات التي تعرض لها سارازين غير مبررة. وقال فريد تيمور، وهو عالم أحياء ألماني من برلين ومن أصل تركي يبلغ من العمر 40 عاما، إنه لم يسمع تصريحات أكثر تمييزا من تلك التي أدلى بها سارازين، الذي عرض في ما بعد تقديم اعتذار لائق. وأضاف: «لا أتوقع حتى سماعها من النازيين الجدد». وقال: «كل ما تفعله هذه التصريحات هو وضع الناس في مواجهة بعضهم بعضا، فهي لا تخدم الاندماج. وتشويه سمعة النساء بهذه الطريقة يثير الضحك، فهو هجوم على المستقبل».

وتقول أبحاث حكومية إن تصريحات سارازين لا ترسم صورة حقيقية للوضع في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، التي تعتمد بشكل متزايد على المهاجرين بسبب زيادة أعداد كبار السن وتراجع معدل المواليد. وقالت دراسة أجرتها العام الحالي وزارة الداخلية الألمانية، حول المسلمين في البلاد، إن حالة الاندماج «أكثر ايجابية مما يفترض في أغلب الأحيان». وأضافت أن 70 في المائة من المسلمات لم يرتدين الحجاب قط. وسارازين عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي ليسار الوسط، وقضى معظم الأعوام العشرة الأخيرة في منصب وزير المالية في برلين، كما أنه أثار جدلا في الماضي بسبب تصريحاته اللاذعة، لكنه لم يركز من قبل، قط، بهذه العلانية على مسألة العرق.

ودافعت بعض الصحف عن سارازين وقالت إن طبيعة بعض التصريحات المثيرة للشقاق لا تنفي ما له من تأملات أخرى حول الاندماج الاجتماعي والاقتصادي. وانهالت التعليقات على الصحف والمدونات حول تصريحات سارازين. وأظهر موقع صحيفة «بيلد» على شبكة الإنترنت مئات التعليقات التي تؤيد سارازين.