الأمير خالد بن سلطان يؤكد في قاعدة فرنسية أهمية التدريبات المشتركة

قال إن ولي العهد السعودي اجتاز مرحلة العلاج إلى النقاهة

الأمير خالد بن سلطان خلال زيارته للبعثة الجوية السعودية في قاعدة ديجون العسكرية («الشرق الأوسط»)
TT

قال الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع السعودي إن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز بصحة جيدة واجتاز مرحلة العلاج الطبي إلى مرحلة النقاهة, ونوه الأمير خالد العزيز بالتدريبات المشتركة التي ما زالت جارية بين بعثة القوات الجوية السعودية وقوة جوية فرنسية في قاعدة ديجون الجوية العسكرية مشددا على رغبة السعودية في تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتعاون بينها وبين فرنسا في جميع الميادين. ولم يعلن مساعد وزير الدفاع السعودي عن أي عقود دفاعية إضافية مع فرنسا، غير أنه ترك الباب مفتوحا لمثل هذه التطورات في المستقبل وفقا لحاجات السعودية وأولوياتها.

وجاءت تصريحات الأمير خالد خلال الزيارة التفقدية التي قام بها أمس للبعثة الجوية السعودية في قاعدة ديجون العسكرية حيث تقوم منذ الأول من الشهر الجاري بتدريبات عسكرية مشتركة مع وحدات من سلاح الجو الفرنسي. وستبقى القوة السعودية التي تشارك في تدريب «الدرع الأخضر2» حتى التاسع عشر من الشهر الجاري حيث موعد عودتها إلى السعودية في رحلة مباشرة من ديجون إلى الطائف تدوم سبع ساعات ويتم خلالها تزويد الطائرات بالوقود في الجو. وتشارك ست طائرات قتالية سعودية من طراز «إف15» و14 طيارا والطواقم الفنية واللوجستية بكاملها.

ورُتب لمساعد وزير الدفاع احتفال على أرض قاعدة ديجون شارك فيه قائد أركان القوات الجوية الفرنسية الجنرال بالومروس وقائد القاعدة الجوية وعدد من كبار الضباط الفرنسيين فيما شارك من الجانب السعودي السفير محمد آل الشيخ والملحق العسكري اللواء السحيباني وقائد القوة الجوية الفريق عبد الرحمن الفيصل وضباط القوة الجوية. وفي الكلمة التي ألقاها في ضباط وأفراد القوة السعودية، نوه الأمير خالد بن عبد العزيز بالعلاقات السعودية ـ الفرنسية المتطورة في الميادين كافة، منوها بدورها العالمي الذي «لا يخفى على أحد». واعتبر مساعد وزير الدفاع أن تدريبات «الدرع الأخضر2» تبين «المستوى الرفيع» الذي وصلت إليه القوات الجوية السعودية والفائدة المنتظرة منها في جني الخبرات وتبادلها وتوثيق العلاقات مع القوات الفرنسية والارتقاء بمستوى القوات الجوية السعودية من أجل تنفيذ العمليات التكتيكية والاستراتيجية.

وشدد الأمير خالد على أهمية «تعزيز التعاون» مع فرنسا داعيا أفراد البعثة العسكرية السعودية إلى رفع كفاءاتهم والاستفادة القصوى من هذا النوع ممن التمارين.

والجدير بالذكر أن القوات الجوية في البلدين قامت بتدريبات «الدرع الأخضر1» العام الماضي في السعودية. ويبحث الفريقان التحضير للتمرين الثالث العام القادم ولكن في منطقة أخرى في السعودية غير خميس مشيط حيث حصل التدريب الأول.

وأول من أمس، زار وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران مساعد وزير الدفاع في منزله في باريس. ويُنتظر أن يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة رسمية إلى السعودية في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم حيث سيوقع الطرفان بروتوكولا للتعاون في الميدان النووي السلمي. وسبق للرئيس الفرنسي أن زار السعودية مرتين منذ انتخابه عام 2007.

وفي حديثه للصحافة، لم يستبعد مساعد وزير الدفاع توقيع عقود دفاعية جديدة بين باريس والرياض منوها برغبة السعودية بتعزيز التعاون العسكري والدفاعي مع فرنسا. غير أنه لم يشر إلى أمور محددة بل إنه ربط ما قد يحصل في المستقبل بـ«أولويات المملكة». وقال الأمير خالد ردا على سؤال حول إمكانية أن تشتري السعودية طائرات «رافال» الفرنسية المقاتلة: «عندما تكون حاجة للدولة السعودية، عندها يمكن أن نناقش الأمر مع الفرنسيين. التعاون مستمر ونحن نأخذ ما تحتاج إليه القوات المسلحة حسب الأولويات التي عندنا».

وتسعى باريس منذ سنوات إلى تصدير طائرة «رافال» المقاتلة، بما في ذلك إلى دول خليجية، غير أنها حتى الآن لم تنجح في ذلك. والأمل الوحيد المتوافر لها هو في البرازيل التي زارها الرئيس ساركوزي في الأسابيع الأخيرة.وشدد الأمير خالد على أهمية التدريبات المشتركة مشيرا إلى أن السعودية هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط وقارة آسيا الذي يحرك طائراته مع كل ما يحتاج إليه إلى البلد الذي تجري فيه التمارين الجوية. وأعرب مساعد وزير الدفاع عن أمله في استمرا هذه التمارين في المستقبل. ونوه المسؤول السعودي بالعلاقات القائمة بين فرنسا والسعودية في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية والصناعية والدفاعية، وبتاريخ التعاون المشترك بين البلدين في الميدان الدفاعي ورغبة البلدين في تطويره.

وقال المقدم خالد الحربي، ركن عمليات تمرين «الدرع الأخضر2» الذي قاد سرب الطائرات السعودية في رحلته من الطائف إلى ديجون إن هذا التمرين «من أفضل التمارين» التي شارك فيها مشيدا بالاستقبال الجيد للبعثة السعودية والطيارين السعوديين وبالعلاقة الحميمية التي قامت بين الجانبين لدرجة أنهم أخذوا يدعون السعوديين إلى بيوتهم. ووصف الضابط السعودي أداء طائرات «إف15» بالجيد. أما الصعوبات التي عانى منها الطيارون فتتمثل في الأجواء المختلفة عن الأجواء السعودية والشرق أوسطية وفي كثافة الطيران المدني مما يجبر الطيارين العسكريين على البحث عن الطرق التي تسهل لهم الطيران.