دعوات لخبراء وأكاديميين لإشراك القطاع الخاص في برامج إثراء المحتوى العربي للشبكة العنكبوتية

على خلفية مبادرة خادم الحرمين الشريفين حول المدخل الثقافي العربي

TT

أوصى خبراء وأكاديميون عرب بإشراك القطاع الخاص في برامج وخطط إثراء المحتوى العربي على صفحات الشبكة العنكبوتية، وإيجاد آليات ومعايير لمتابعة وإدارة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمحتوى العربي على الانترنت.

وكشفت جلسة النقاش الختامية للندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية، التي اختتمت أعمالها في العاصمة السعودية الرياض أمس، عن توجه لإيجاد محركات بحث عربية على الإنترنت، من خلال تطوير محركات البحث القائمة، وتقديمها لأكبر شريحة من المستخدمين العرب لشبكة الإنترنت.

وطالب المشاركون في الندوة أمس بانفتاح أكبر على المجتمع العربي، لجميع الخطط والبرامج الوطنية التي تهدف لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت، بهدف إحداث تكتل عربي في هذا الجانب معتبرين مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالمبادرة المؤهلة لتنفيذ المدخل الثقافي العربي في محتوى الإنترنت.

ونادى أحد المجتمعين خلال مداخلته بتعاون أكبر من قبل مختلف الجهات والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص في الدول العربية لتفعيل الحركة اللغوية العربية على صفحات الإنترنت وتشجيع عملية إثراء المحتوى العربي، على كل الأصعدة وفي المجالات العلمية والثقافية والصحية والإعلامية، وغيرها من المجالات المختلفة، بجانب التركيز على ربط اللغة العربية باللغات الأخرى مع الحفاظ على خصائصها.

وأكد المشاركون على أهمية دعم المبدعين من خلال تشجيعهم ليس فقط بتزويد المحتوى العربي بأعمالهم، بل دعمهم في إنشاء مواقع وصفحات متنوعة ذات قيم مضافة ومتطورة على شبكة الإنترنت، إضافة إلى الاهتمام بتطوير الألعاب الإلكترونية الذهنية باللغة العربية لمستخدمي الشبكة العنكبوتية من الأطفال، والتركيز على مجال التعليم الترفيهي.

وكانت الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية التي اختتمت أمس بعد 3 أيام من الأعمال المتواصلة، قد تضمنت العديد من أوراق العمل قدمها عدد من المتحدثين والخبراء المختصين في مجال الحاسب واللغويات، إضافة إلى تكريم الفائزين في مسابقة إثراء المحتوى العربي التي نظمتها مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي بالتعاون مع شركة «غوغل» عبر موقع «غوغل نول». ودعا الدكتور عبد الرحمن الحاج رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، الباحثين العرب إلى الالتفات إلى النظريات العربية في تحليل اللغة والاهتمام بها، مشيرا الى أن لهذا المشروع علاقة بالحاسوبيات واللسانية خاصة وهو ميدان سيغطي مساحة كبيرة من الاهتمامات العلمية ويتطلب اللجوء إلى نظرية خاصة بالعربية.

من جهته عرض الدكتور عبد الملك السلمان من جامعة الملك سعود، خلال أعمال الندوة رؤية مستقبلية لمنظومة صناعة المحتوى العربية، شملت مهام الاقتناء والإعداد والرقمنة وتعزيز المحتوى بالقيمة المضافة، وكيفية حماية حقوق موردي المحتوى ومستهلكيه، ومقدما نظرة أشمل للمحتوى الرقمي المولد بشريا وآليا، وركز على كيفية لحاق العرب بتكنولوجيا «الويب الدلالي» وما يتطلبه من نظم ذكية لمعالجة اللغة العربية آليا.

الدكتور أمين قلق منسق البرامج العلمية في المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم، عرض تجربة علمية مثيرة ترمي إلى تشجيع العاملين في حقل المعالجة الآلية للغة العربية، حيث قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالاتصال بعدد من الجهات العلمية، من داخل وخارج المنطقة العربية التي تعمل على تطوير محلِّل صرفي للغة العربية، ثم نظمَّت اجتماعا لتمكين الباحثين من عرض محللاتهم الصرفية في مجمع اللغة العربية بدمشق، وبعد ذلك وزعت عليهم أمثلةٌ لاختبار هذه المحللات، وعيِّنت لجنة تحكيم لاختيار أجود هذه المحلِّلات.

وقال الدكتور محمد القاسم مستشار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات والمشرف على أمانة الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات إن جائزة التميز الرقمي ودعم المحتوى العربي، التي وضعتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات قبل نحو 4 سنوات، لمواقع الإنترنت ذات المحتوى العربي، كانت تهدف لتكثيف الوجود العربي على الشبكة العالمية للمعلومات، وتحقيقا لأهداف الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة لتشجيع المبادرات التي تسهم في إثراء المحتوى العربي الرقمي، ونشر الوعي بأهمية وجود مواقع متميزة باللغة العربية لخدمة المجتمع.