الكشف عن خلية إرهابية صومالية تخطط لتفجير ملاعب مونديال 2010 في جنوب أفريقيا

كينيا تغلق حدودها مع الصومال بعد تهديد حركة الشباب بمهاجمتها.. وتوغل إثيوبي بوسط الصومال

TT

كشفت وكالة الاستخبارات ودائرة شرطة مكافحة الجرائم في جنوب أفريقيا بالتعاون مع عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية الـ«سي آي إيه» عن خلية إرهابية مقرها الصومال كانت تخطط لشن هجمات تفجيرية علي ملاعب مونديال 2010، الذي تستضيفه جنوب أفريقيا العام المقبل إلى جانب أهداف ومبانٍ أميركية هناك. ونقلت صحيفة «صنداي تريبيون» الواسعة الانتشار التي تصدر من جنوب أفريقيا في عددها الأخير عن مسؤولين رفيعي المستوى من وحدة مكافحة الإرهاب والجرائم أن «عناصر تلك الخلية التي تم الكشف عنها مرتبطة بخلايا (القاعدة) في الصومال الذين لهم صلة بتنظيم القاعدة في أفغانستان»، على حد قولهم.

وذكر المسؤولون الأمنيون أيضا أنه تم اعتراض اتصالات ومكالمات بين عناصر تلك الخلية الموجودين في مدينة خايليتشا بمقاطعة كيب، وبين مجموعة أخرى مقرها في الصومال. وأوضحت المكالمة أن الخلية تخطط لتفجير الملاعب التي ستقام فيها مباريات كأس العالم لعام 2010 في جنوب أفريقيا، إضافة إلى أهداف أميركية أخرى.

ورفضت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات الجنوب أفريقية، لورنا دانيلز، التعليق على هذه المعلومات، لكنها هددت باتخاذ جميع التدابير للحيلولة دون حدوث أي هجمات إرهابية في جنوب أفريقيا في أثناء فترة إجراء مباريات كأس العالم. كما أن مسؤول جهاز الاستخبارات في جنوب أفريقيا رفض الإدلاء بتفاصيل إضافية حول هذا الموضوع، وقال: «هذه معلومات سرية، وإذا قمنا بنشر تفاصيلها فإن ذلك سيؤثر بالفعل على التحقيقات الجارية». لكن قائد الشرطة في جنوب أفريقيا، بيكى سيلى، قال إن أجهزة المخابرات كانت تتابع هذا الأمر بشكل قوي، وأضاف: «المعلومات لدينا هي أن هناك صلة تربط بين عناصر القاعدة في أفغانستان وباكستان والصومال»، مشيرا إلى أن «الأمر الجديد في هذه القضية هو أن خلية صومالية معادية للولايات المتحدة تشكلت بالفعل في موزامبيق». وذكر أن أجهزته اعترضت مكالمة هاتفية لهؤلاء العناصر الإرهابيين الذين كانوا يخطون للتحرك بشكل جماعي من موزامبيق إلى جنوب أفريقيا عام 2010 لمهاجمة ملاعب كأس العالم. وأوضح أن جنوب أفريقيا ليست الهدف المباشر، «لكن إذا كانت هي في مرمى النيران فإن ذلك سوف يكون أمرا مؤسفا».

ويرى المسؤولون الأمنيون أنه على الرغم من أن المكالمات التي تم اعتراضها كانت قد كشفت عن خطط لشن هجمات تفجيرية على مصالح أميركية، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك المصالح الأميركية تشمل الزيارة المحتملة للرئيس الأميركي باراك أوباما لجنوب أفريقيا للمشاركة في الافتتاح الرسمي لمونديال كأس العالم 2010.

من جهته قلل ريغ ماكهنود كبير موظفي الاتصالات للجنة المنظمة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا من هذه المخاوف الأمنية، وقال: «إن أمن هذا الحدث (كأس العالم لـ2010) يتم توفيره من قبل دولة جنوب أفريقيا». وذكر المسؤولون الأمنيون للصحيفة الجنوب أفريقية أنه عندما تمت متابعة تطورات هذه الخلية قادت التحقيقات إلى أن المجموعة قامت برمي شرائح هواتفها التي كانت تستخدمها لإخفاء وطمس تحركاتها وآثارها. وكانت واشنطن قد أغلقت سفارتها في جنوب أفريقيا لعدة أيام على الرغم من أنه تم إعادة فتحها. ورفضت شارون هدسون، المتحدثة باسم السفارة الأميركية، التعليق على العلاقة بين إغلاق السفارة والكشف عن هذه الخلية، وقالت: «لا نعلق على المسائل الاستخباراتية».

وقالت ناطقة باسم الخارجية الاميركية في واشنطن انه ليس لدى الخارجية علم بهذه التقارير، وانه على حد علمها فان السفارة في جنوب افريقيا تعمل بشكل طبيعي.

على صعيد آخر أغلقت كينيا صباح أمس حدودها مع الصومال بعد تهديد حركة الشباب الصومالية بمهاجمة كينيا إذا لم توقف الأخيرة عملية تدريب المليشيات القبلية لمقاتلة الجماعات الإسلامية بجنوب الصومال في المناطق المتاخمة للحدود الكينية، وأفادت مصادر محلية في البلدات الكينية الواقعة على الحدود، مثل مانطيرا ووجير وبلد حواء، وصول حشود كبيرة من القوات الكينية، وبدأت القوات الكينية بتحركات عسكرية في المناطق الحدودية صباح اليوم، حيث رفضت أن يعبر الطلاب واللاجئون الصوماليون الحدود، وكانوا يعبرون الحدود يوميا من الصومال إلى كينيا.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب التهديدات القوية التي أطلقها القيادي من حركة الشباب الشيخ محمد داود جاراني، حاكم إقليم جيدو بجنوب غربي الصومال المتاخم للحدود الكينية، وكان جاراني قد هدد بمهاجمة كينيا قائلا: «لدينا مصادر استخباراتية أكدت بالفعل أن كينيا تقوم بتدريب مليشيات قبلية، وتقديم معدات عسكرية لها في ثلاث مناطق في كينيا، ويجري حاليا إعداد تلك المليشيات لتهجم على مواقع مستقرة يسيطر عليها المجاهدون. وأقول لكينيا إننا سنفعل كل ما بوسعنا للحيلولة دون أن يحدث ذلك، وسوف نهاجم أهدافا في كينيا إذا لم تتوقفوا عن هذه التحركات والهجوم علينا».

من جهة أخرى توغلت وحدات جديدة من الجيش الإثيوبي وشاحنات عسكرية في إقليم هيران، وتمركزت بالقرب من مدينة بلدوين (340 كم شمال العاصمة مقديشو) التي يسيطر عليها المقاتلون الإسلاميون، وأفاد شهود عيان في المنطقة بوصول القوات الإثيوبية في البلدات والقرى القريبة من بلدوين. وشهدت بلدوين والمناطق الحدودية القريبة منها خلال الأشهر الأخيرة معارك كر وفر بين قوات الحكومة الصومالية التي تدعمها قوات إثيوبية وبين مقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة، ويعتقد أن هذا التوغل الإثيوبي الجديد يهدف إلى دعم القوات الحكومية في المنطقة لتتمكن من الاستيلاء على مدينة بلدوين مجددا، التي يسيطر عليها المقاتلون الإسلاميون.