مرشح «الأصالة والمعاصرة» لمجلس المستشارين: حظوظي وافرة للفوز.. وأحزاب من الغالبية الحكومية تدعمني

محمد الشيخ بيد الله لـ«الشرق الأوسط»: حزبنا مستمر في المعارضة.. ونعمل في أفق 2012

محمد الشيخ بيد الله
TT

قال محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام للحزب الأصالة والمعاصرة المغربي (معارضة برلمانية)، والمرشح لرئاسة مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، إن حزب الحركة الشعبية (مشارك في الحكومة) أعلن رسميا دعمه لترشيحه بالإضافة إلى الاتحاد الدستوري (معارضة برلمانية). وأشار بيد الله إلى أن حزب الاستقلال، متزعم الائتلاف الحكومي، لم يقدم حتى الآن (صباح أمس) مرشحا للمنصب، وبالتالي لم يتضح بعد موقفه من هذه الانتخابات، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على بعض أحزاب المعارضة. وأكد بيد الله، في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» أن حظوظ فوزه برئاسة مجلس المستشارين قوية. يشار إلى أن بيد الله سيتنافس مع المعطي بن قدور، الرئيس الحالي للمجلس، في الاقتراع الذي سيجري اليوم. وقلل بيد الله من احتمالات فوز بن قدور، الذي قال إنه «أخ وصديق»، مستندا في ذلك على موقف الغالبية الحكومية، التي لم تكن تساند حتى صباح أمس أي مرشح».

وزاد بيد الله قائلا «عندما تحدد الغالبية موقفها بكيفية حاسمة يمكن بعدها القيام بقراءة دقيقة ومتأنية لحظوظ المتنافسين أما الآن (أمس) ليس هناك أي موقف للغالبية الحكومية إزاء مساندة بن قدور. وردا على سؤال حول ما إذا كان حزب الأصالة والمعاصرة سيستمر في المعارضة، قال بيد الله «طبعا سنستمر في المعارضة، وأعلن الحزب ذلك مرارا وتكرارا لأننا لا نهرول للحصول على مقاعد حكومية».

وأضاف بيد الله «نحن معارضة مواطنة ومسؤولة ووطنية»، مشيرا إلى أن الحزب قرر انسجاما مع انتقاله إلى المعارضة تجميد وضعية وزير التعليم أحمد اخشيشن، الذي استمر عضوا في الحكومة الحالية.

وقال بيد الله إن أسباب انتقال الحزب إلى موقع المعارضة تعود بالأساس إلى تبينه مشروعا مجتمعيا متكاملا يريد الحزب بنيانه على أعمدة ثابثة وقوية ومنسجمة مع خطابه من خلال الاشتغال بجدية ورصانة مع الأجيال الصاعدة.

وأضاف قائلا: «لذلك نحن نعمل في أفق 2012 من أجل بناء وتثبيت صرح الحزب في الساحة السياسية الوطنية ونقوم بذلك بتأن».

وأشار بيد الله إلى أن الحزب يهدف إلى «خلق سجال حول العمل السياسي وصناعة الثقة في المستقبل انطلاقا من ثقافتنا الإسلامية والعربية التي تدعو إلى صناعة الأمل وتجفيف منابع اليأس، وهذا يتطلب قبل كل شيء التأني والحكمة والتبصر وسبر أغوار المجتمع لتحريك عدة فئات ما زالت تشكك في العمل السياسي، وتعزف عن الانتخابات». وأكد بيد الله بصفة قاطعة أن الحزب لا يفكر حاليا في العودة إلى الحكومة.

وأقر بيد الله أن هناك عزوفا عن الانتخابات في المغرب نظرا لعدم قيام الأحزاب السياسية بوظيفتها في الإجابة عن أسئلة محورية وبالأخص عن سؤال «ما هو المجتمع الذي يريد أن يشارك الحزب في بنائه؟». ومضى يقول «هذا السؤال لا يمكن أن تكون لديه 34 جوابا، هي عدد الأحزاب في بلدنا. وأعتقد أن هذا السؤال ممكن أن تكون لديه ثلاث أو أربع أجوبة، وبالتالي عندما تم تحريك المشهد السياسي بأفكارنا في الأشهر الماضية تراءى للجميع أننا نبحث عن تأهيل جديد لهذا المشهد بالاعتماد على التراكمات التاريخية التي عرفتها بلادنا».

وذكر بيد الله أن تقليص عدد الأحزاب لا يأتي من قيادات هذه الأحزاب بل يأتي من دينامية المجتمع والتحولات المجتمعية التي قطعا تفرض على السياسيين أن يختاروا أسهل الطرق للإجابة عن الأسئلة التي تطرح على الصعيد الوطني ومنها طبعا الأسلوب المجتمعي». ومضى بيد الله يقول «نحن نريد أن نشارك في تحصين وبناء المشروع المجتمعي الديمقراطي الذي يقوده العاهل المغربي الملك محمد السادس».

ونفى بيد الله نفيا قاطعا ما يتردد حول دعم الإدارة لحزب الأصالة والمعاصرة، وقال في هذا الصدد «نحن استقبلنا منذ تأسيسنا سهام وعدة قذائف حارقة من بينها هذا الادعاء». وأردف قائلا «هذا كلام يريد أن ينال من مصداقية الحزب، ونأينا بأنفسنا عن المشاركة في هذه الحروب الجانبية لأن لدينا ما هو أهم من هذه الاتهامات، نحن نبحث عن حلول للمشاكل والتحديات الحقيقية التي يعرفها الشباب المغربي مثل إشكالية العمل والتنمية المستدامة، والمشاركة الواعية في الاستحقاقات الانتخابية، وبناء مغرب الغد، وإعادة الثقة للناخبين».

وفي رد على سؤال حول ما إذا كان حزب الأصالة والمعاصرة تأسس للحد من نفوذ الإسلاميين، قال بيد الله «نحن مسلمون ندافع عن الإسلام والمذهب المالكي الذي يلتف حول إمارة المؤمنين، التي تحطمت في وجهها جميع الأطماع، والتي مكنتنا أن نعيش ونتعايش مع مختلف الديانات والشعوب».

وزاد قائلا «لدينا خلاف حول المشروع المجتمعي الذي يريد الفاعلون بناءه، ونريد أن يكون هناك إفصاح بوضوح تام عن المشاريع التي يريد كل فاعل سياسي عرضها على الرأي الوطني. وفي هذا الإطار طبعا لدينا بعض الأفكار تختلف عن بعض الأحزاب السياسية التي لديها مرجعية إسلامية وبالأخص حزب العدالة والتنمية. ونريد جميعا أن نحترم المقدسات المشتركة، وهي الله والوطن والملك. ونرفض أن يستقوي البعض بهذه المقدسات، أي الاستقواء بالإسلام، وتخدير مئات العاطلين ببعض الأفكار».

وقال بيد الله أيضا «نحن مسلمون ونرفض محاولة تغليط البسطاء لدغدغة مشاعرهم الدينية لأننا نعتبر أن هذا الخطاب يحمل في طياته بذور الفتنة في المستقبل، وبالتالي نحن ضد استعمال الدين بهذه الطريقة، وقد فشلت عدة قوى على الصعيد الإقليمي في استعمال المقدس المشترك في العمل السياسي، وتولدت عن ذلك عدة فتن».