باكستان: مقتل 41 بتفجير في وادي سوات.. وطالبان تتبنى الهجوم على المقر العام للجيش

إسلام آباد تقصف متشددين بوزيرستان وتعلن عن قرب شن هجوم بري

TT

صرح مسؤولون باكستانيون أن 41 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وجرح العشرات في تفجير انتحاري وقع أمس بشمال غربي البلاد. ووقع التفجير بالقرب من سوق مزدحم في حي ألبوري بمنطقة شانجالا الجبلية في إقليم الحدود الشمالية الغربية. وقال نائب في المجلس التشريعي المحلي لقناة «جيو» الإخبارية الباكستانية، التي اكتفت بتعريفه بفضل الله: «وفقا للمعلومات التي وصلتني، فقد قتل 41 شخصا بينهم أربعة جنود فضلا عن جرح 40 آخرين».

وأوضح فضل الله أن قوات الجيش كانت هي هدف الانفجار ، إلا أنه لا يستبعد أن يكون مركز شرطة قريب هو الهدف. إلى ذلك أعلنت حركة طالبان الباكستانية أمس، مسؤوليتها عن هجوم السبت على مقر الجيش بالقرب من إسلام آباد الذي أسفر عن مقتل 19 شخصا على الأقل بعد احتجاز رهائن ليوم كامل، حسب ما أفاد متحدث باسم الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية.

وصرح عزام طارق، المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان باكستان «نعلن مسؤوليتنا عن الهجوم على المقر العام. وقد نفذ فرع البنجاب التابع لنا ذلك الهجوم». وقال عبر الهاتف من مكان مجهول «لدينا القدرات على ضرب أي مكان في باكستان... ونستطيع أن نستهدف العديد من الأماكن المهمة الأخرى». وقتل ثمانية مسلحين وثمانية جنود وثلاثة رهائن في الهجوم الذي استهدف السبت قلب المؤسسة العسكرية في مدينة روالبندي وتلته عملية احتجاز رهائن. وفي بيشاور (باكستان) أعلن مسؤولون أمنيون وحكوميون أمس، أن مقاتلات باكستانية قصفت معاقل طالبان في منطقة القبائل الواقعة شمال غربي البلاد والخارجة عن سيطرة الحكومة ما أدى إلى مقتل 31 مشتبها به من الناشطين. وتأتي هذه الضربة الجوية بعد هجوم جريء تلاه احتجاز رهائن في مقر قيادة الجيش قرب إسلام آباد، أدى إلى سقوط 19 قتيلا في نهاية الأسبوع، بينما يستعد الجيش لشن هجوم في المنطقة القبلية على الحدود مع أفغانستان. وقال مسؤول الحكومة المحلية، مناسب خان، لوكالة الصحافة الفرنسية «إن مقاتلات قصفت مختلف مخابئ طالبان في إقليم ماموند في باجور»، في إشارة إلى إقليم شمال العاصمة الإقليمية بيشاور. وأضاف «أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن 12 ناشطا على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون بجروح في الضربات الجوية»، مشيراً إلى أن مخابئ طالبان في أعلى الجبال وتحت الأرض استهدفت من قبل الطائرات الحربية. وقال خان «إن قوات ميدانية تستخدم أيضا المدفعية لقصف مواقع ناشطين في منطقة ماموند». وأكد مسؤول في الاستخبارات في خار، أبرز مدينة في باجور حصول الضربات الجوية وحصيلة القتلى. وقصفت المقاتلات أيضا معاقل طالبان في جنوب وزيرستان، المنطقة القبلية الخاضعة لشبه حكم ذاتي ويعتقد أنها هدف عملية مقبلة ضد شبكة طالبان باكستان المرتبطة بـ«القاعدة». وقال سيد شهاب علي شاه، أبرز مسؤول إداري في المنطقة لوكالة الصحافة الفرنسية «إن مقاتلات باكستان قصفت مخابئ في بلدتي ماكين ولادا». وقال مسؤول أمني في وانا، أبرز بلدة في وزيرستان، «لدينا تقارير تشير إلى أن 19 ناشطا على الأقل قتلوا في ماكين ولادا». وأعلن الجيش أنه حقق نجاحا في هجومه ضد معاقل طالبان في وقت سابق هذه السنة في وادي سوات، لكن موجة الهجمات في الأسبوع الماضي أظهرت أن التهديد الإسلامي لم يتبدد بعد. ويقول مسؤولون عسكريون وحكوميون منذ أشهر إن عملية كبرى أصبحت وشيكة في منطقة القبائل الباكستانية، لكنها لم تحدد موعدا لذلك. وتضغط واشنطن على إسلام آباد للقضاء على معاقل المقاتلين، وهي تشتبه باستخدام المتطرفين المنطقة القبلية قاعدة للتخطيط لهجمات على الغرب واستهداف القوات الأجنبية في أفغانستان. وكتبت صحيفة دايلي تايمز المحلية في افتتاحية «أن شريحة واسعة من الأسرة الدولية تضم الولايات المتحدة والهند والصين، تريد من باكستان أن تهاجم (معاقل) طالبان في جنوب وزيرستان». وتابعت «من المرجح على ما يبدو أن يسرع هذا الهجوم (على مقر الجيش) العملية ويمكننا أن نتوقع بدء تحرك القوات على الأرض بحلول نهاية هذا الشهر»، مرجحة بدء الهجوم قبل حلول موسم الشتاء. من جهتها أوردت صحيفة ذي نيوز الناطقة بالانجليزية في افتتاحية أن «الوقت حان لشن هجوم حاسم على معقل حركة طالبان باكستان. فقد اثبت التنظيم حتى الآن أنه لم يضعف إطلاقا.. بل إنه رد في الواقع بشن ضربة انتقامية». غير أن بعض المحللين حذروا من أن عملية عسكرية في وزيرستان ستكون أصعب من إخراج المقاتلين من وادي سوات، نظرا إلى تحصن عناصر طالبان في هذه المنطقة الوعرة وإمكانية عبورهم الحدود الأفغانية بسهولة.