الإمارات: السجن 18 شهرا للبناني أميركي بتهم تتعلق بالإرهاب

قضى 14 شهرا بالسجن وسيبعد بعد انتهاء فترة محكوميته

TT

أصدرت أعلى محكمة إماراتية أمس، حكما بالسجن عاما ونصف العام، على رجل الأعمال الأميركي من أصل لبناني ناجي حمدان، وبالإضافة إلى عقوبة السجن قضت المحكمة بإبعاده عن البلاد بعد الانتهاء من تنفيذ العقوبة. ولم يحدد القاضي التهم التي تم بناء عليها هذا الحكم، لكن النيابة العامة وجهت للمتهم حمدان، في جلسة عقدت في الثالث والعشرين من أغسطس (آب) الماضي، تهما تتعلق بالمشاركة في أعمال إرهابية والترويج للإرهاب وتمويل منظمة إرهابية، كما اتهمته بـ«علاقات مباشرة مع جماعة أنصار السنة من خلال الاتصالات الإلكترونية» . وبعد أن قضى حمدان أربعة أشهر في السجن، ينتظر أن يتم إبعاده في مطلع العام المقبل، بعد أن يكون قد قضى كامل عقوبته التي أقرتها المحكمة وهي ثمانية عشر شهرا. ووفقا للقانون الإماراتي، فإن قضايا الإرهاب يتراوح الحكم فيها ما بين 10 إلى 15 عاما. ولن يكون في مقدور ناجي حمدان استئناف أو نقض الحكم، الذي أصدرته المحكمة الاتحادية العليا، والتي تعد أحكامها غير قابلة للطعن أو الاستئناف. وقال حمدان في تصريحات صحافية مقتضبة بعد النطق بالحكم إنه يشعر بخيبة الأمل لعدم تبرأته من قبل هيئة المحكمة. وكان حمدان قد أقر بالتهم الموجهة إليه بعد اعتقاله من قبل جهاز أمن الدولة في بادئ الأمر، قبل أن ينفي هذه التهم ويقول إنه أدلى بها تحت الإكراه. لكن المدعي العام الإماراتي يقول إن فريق التحقيق لديه نسخ من الرسائل الإلكترونية التي كتبها حمدان وتثبت تورطه في الاتهامات الموجهة إليه. وفقا لصحيفة «ذي ناشونال» الإماراتية اليومية التي تصدر باللغة الإنجليزية، فإن الجرائم المزعومة لم ترتكب في الإمارات، بل تم ربطها إلى أعمال عنف في العراق.

وناجي حمدان (43 عاما) واجه في محاكمته اتهامات تتعلق بالإرهاب في دولة الإمارات، وبعلاقات مع جماعة أنصار السنة، هو أحد الفصائل المتمردة الرئيسية المرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق. وناجي حمدان مواطن أميركي من أصل لبناني، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وكان يقيم في مدينة هاوثورن بولاية كاليفورنيا حيث أسس شركة لبيع قطع غيار السيارات. وفي عام 2006 ، وبعد إقامته عشرين عاما في الولايات المتحدة الأمريكية، قرر توسيع مجال عمل شركته ليمتد نشاطها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل أن يعتقل في منزله في الإمارات في 29 أغسطس (آب) 2008.  لا تتعلق الاتهامات الموجهة لناجي حمدان بارتباطه بـ«القاعدة» لأعمال قام بها خلال إقامته سنتين في الإمارات العربية المتحدة، بل تتعلق خلال إقامته قبل ذلك وتحديدا في فترة إقامته في الولايات المتحدة الأميركية.  ومثل ناجي حمدان للمرة الأولى أمام المحاكم الإماراتية في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، قبل أن يصدر حكم نهائي من المحكمة العليا في محاكمة جرت في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن حمدان، احتجز بمعزل عن العالم الخارجي، وفي حبس انفرادي حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2008. وقالت المنظمة، إن ناجي «ظل أثناء استجوابه معصوب العينين، وتعرض على نحو متكرر للكم والرفس في كافة أنحاء جسمه، حتى كان يفقد الوعي». وأضافت «زعم ناجي أن مستجوبيه طلبوا منه الاعتراف بأنه عضو في تنظيم القاعدة، وعندما رفض، ألقى به أحدهم أرضاً وراح آخر يضربه على باطن قدميه. وفي نهاية المطاف، وقّع إفادة كي يخلص من التعذيب، ووجهت إليه فيما بعد تهم تتصل بالإرهاب».