كلينتون تحث آيرلندا الشمالية على إكمال عملية السلام

دعت كرزاي إلى إقامة «علاقة جديدة» مع الأفغان وتجري مباحثات في موسكو اليوم

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لدى زيارتها بلفاست أمس بين بيتر روبنسون من الحزب الوحدوي الديمقراطي الموالي لبريطانيا (يسار) ومارتين مكجينيس نائب الوزير الأول من حزب شين فين (أ.ب)
TT

حثت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، آيرلندا الشمالية أمس، على المضي قدما في الخطوات النهائية لعملية السلام في دعم لقضية طالما ساندتها واشنطن وعائلة كلينتون. وقالت كلينتون التي ساعد زوجها الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، في التوسط في اتفاق أنهى عقودا من العنف في آيرلندا الشمالية، إن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ستبذل ما بوسعها لدفع عملية السلام قدما. وأضافت بعد اجتماع مع أكبر زعيمين في بلفاست: «أنا هنا اليوم كي أبعث برسالة قوية مفادها أن إدارة أوباما والولايات المتحدة ملتزمتان بدعمكم فيما تواصلون رحلتكم. وجاءت زيارة كلينتون بعد أسبوع فقط من زيارة قام بها رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، إلى آيرلندا الشمالية في محاولة لإعطاء دفعة جديدة لعملية السلام. وبينما تتمتع آيرلندا الشمالية بسلام نسبي منذ أن أنهى اتفاق وقع عام 1998 حملة الجيش الجمهوري الآيرلندي ضد الحكم البريطاني، بقيت مشكلات سياسية عالقة. وتعرض التوازن الهش داخل الجهاز التنفيذي لتقاسم السلطة في بلفاست الذي يضم مقاتلي الجيش الجمهوري الآيرلندي السابقين والزعماء الموالين لبريطانيا لاختبار بفعل التوتر حول توقيت نقل مهام الشرطة والقضاء من وستمنستر. وكان مارتين مكجينيس، نائب الوزير الأول من حزب شين فين، يريد نقل السلطات لبلفاست منذ عدة أشهر، لكن الوزير الأول، بيتر روبنسون، من الحزب الوحدوي الديمقراطي الموالي لبريطانيا، يسعى للتوصل لاتفاق بشأن التمويل. واجتمعت كلينتون مع مكجينيس وروبنسون قبل أن تلقي خطابا نادرا أمام برلمان آيرلندا الشمالية. ودعت كلينتون أمس الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، إلى إقامة «علاقة جديدة» مع الشعب الأفغاني والحكومات الغربية إذا تبين فوزه في الانتخابات الرئاسية المطعون في نتيجتها، التي جرت في 20 أغسطس (آب). وصرحت كلينتون لإذاعة «بي.بي.سي4» خلال زيارة إلى لندن «نقول بوضوح إنه إذا تبين من نتائج تلك الانتخابات أنه انتخب يجب عندها أن تقوم علاقة جديدة بينه وبين الشعب الأفغاني وحكومته وحكومات الدول الأخرى مثل حكومتكم وحكومتي». وأضافت «أننا بوضوح نتوقع أكثر من ذلك. وأننا نتطلع كثيرا للنتائج النهائية للانتخابات». وجاءت تصريحات الوزيرة ردا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية المطعون فيها التي جرت في العشرين من أغسطس (آب) في أفغانستان، والتي يتوقع إعلان نتائجها هذا الأسبوع. وأقر موفد الأمم المتحدة الخاص إلى أفغانستان، كاي ايدي، الأحد، لأول مرة أن «عمليات تزوير كبيرة» شابت الانتخابات الرئاسية الأفغانية. وتفيد النتائج المؤقتة أن كرزاي متقدم بحصوله على 6.54% من الأصوات مقابل أقل من 8.27% لمنافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله. وشددت هيلاري كلينتون على «التقدم» الذي أحرزته أفغانستان في عهد كرزاي، وقالت «إن كرزاي كان مفيدا جدا في كثير من المجالات. إننا غالبا ما ننسى التقدم الذي تحقق في أفغانستان». وبدأت وزيرة الخارجية الأميركية السبت جولة أوروبية قادتها إلى زوريخ ثم لندن على أن تنتقل إلى دبلن وبلفاست. وذكرت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» أن المسؤولة الأميركية رفيعة المستوى من المقرر أن تلتقي اليوم الرئيس الروسي، ديميتري ميدفيديف، ووزير الخارجية، سيرجي لافروف، ومسؤولين روس آخرين. وأضافت الوكالة أن لافروف وكلينتون من المتوقع أن يناقشا معاهدة جديدة لتحل مكان معاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية لعام 1991 (ستارت1) التي ينتهي العمل بها في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ونقلت الوكالة عن أندريه نيستيرينكو، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية قوله إن لافروف وكلينتون باعتبارهما منسقي اللجنة الرئاسية الروسية الأميركية، يعتزمان مناقشة «ملامح بناء الخطة وفعاليتها». وستتطرق محادثات كلينتون في موسكو أيضا إلى الوضع في أفغانستان والبرنامج النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط.