كلينتون: الوقت لم يحن بعد لفرض عقوبات على إيران.. لكننا لن ننتظر إلى ما لا نهاية

لافروف: في رأينا العقوبات والتهديدات والضغوط في الوضع الراهن غير مجدية

رئيس مكتب أحمدي نجاد رحيم مشائي يقرأ في كتاب باراك أوباما (أ.ف.ب)
TT

اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن الوقت لم يحن بعد لفرض عقوبات على إيران بشأن ملفها النووي في وقت لا تزال روسيا تتحفظ على فرض ضغوط على طهران.

وأعلنت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك عقدته في موسكو مع نظيرها الروسي: «نعتقد أنه من الأهمية بمكان المضي على طريق الدبلوماسية والعمل على إنجاحها».

وقالت «قد لا تنجح.. لقد فكرنا على الدوام في إمكانية فرض عقوبات»، مضيفة: «لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد». وكانت كلينتون أعلنت الأحد أن «المجتمع الدولي لن ينتظر إلى ما لا نهاية» لكي تفصح طهران عن طبيعة برنامجها النووي المثير للجدل.

وإذ أشارت كلينتون إلى خطورة صناعة الأسلحة الباليستية في إيران قالت إن موضوع فرض العقوبات ضد طهران يظل واردا وإن لم يكن قد تقرر بعد لكنها أشارت إلى أن واشنطن تظل متمسكة بخيار الحلول الدبلوماسية. من جهته أعلن لافروف بوضوح أن موسكو تتحفظ حتى الساعة على فكرة فرض عقوبات (على طهران) وإن كان الرئيس الروسي أعلن في سبتمبر (أيلول) أن العقوبات «لا مفر منها» في بعض الأحيان. وقال لافروف «برأينا فإن العقوبات والتهديدات والضغوط في الوضع الراهن غير مجدية». وأشار إلى أن «هناك أوضاعا تكون فيها (العقوبات) لا مفر منها حين يتم استنفاد بقية الوسائل». معتبرا أن «الوضع بالنسبة لإيران لا يزال بعيدا عن ذلك».

وأكدت كلينتون أنها لم تأت إلى موسكو لطلب التزامات من روسيا، ولا سيما في ما يتعلق بالعقوبات، مشددة على «التعاون التام» الذي تبديه موسكو في هذا الملف. وقالت كلينتون «لم نطلب شيئا اليوم. لقد قمنا بمراجعة الوضع». وقبيل زيارة كلينتون، أكد مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته أن وزيرة الخارجية الأميركية ستطلب توضيحات حول «الشكل المحدد للضغوط التي ستكون روسيا مستعدة لممارستها» في حال «لم تف إيران بالتزاماتها».

وتعهدت إيران في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) بإخضاع موقعها النووي الجديد لتخصيب اليورانيوم لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تم الاتفاق على إطلاق مباحثات حول إمكانية تخصيب اليورانيوم خارج إيران، مما يقلل من مخاطر تطوير برنامج نووي عسكري.

ويأتي ذلك فيما قال مدير مكتب رئيس الجمهورية الإيراني اسفنديار رحيم مشائي «هناك نظرة متشائمة حيال الولايات المتحدة في إيران بسبب الماضي. نشعر أن تغيرا بدأ لكن علينا الانتظار لمعرفة مدى جديته»، موضحا أن الولايات المتحدة أظهرت مؤشرات إيجابية في حوارها مع إيران إلا أنه يجب انتظار اللقاء المقبل حول الملف النووي لمعرفة جدية موقفهم. وكان مشائي استقال من منصبه السابق كنائب أول للرئيس الإيراني في يونيو (حزيران) الماضي إثر انتقادات لاذعة وجهها إليه مقربوه المحافظون لإدلائه بتصريحات اعتبرت تقربا من إسرائيل.

وأضاف مشائي أن «خوض الولايات المتحدة المفاوضات يمكن تفسيره تطورا إيجابيا لكن علينا انتظار اللقاء المقبل لمعرفة ما إذا كانوا جادين».

وأعلن مدير مكتب أحمدي نجاد «نأمل في التوصل إلى تفاهم أكبر حول النقاط المشتركة» خلال اللقاء المقبل. واستؤنفت المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بين طهران ومجموعة 5+1 (الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا) في الأول من أكتوبر في جنيف بعد توقفها لنحو 15 شهرا. وفي لقاء جنيف أجرت إيران والولايات المتحدة محادثاتهما الثنائية الأولى منذ 30 عاما.

ومن المقرر عقد لقاء جديد في فيينا في 19 أكتوبر يجمع إيران وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا. واعتبر مشائي أن الموضوع النووي شكل «فرصة جيدة» لواشنطن لإظهار «نزاهتها حيال إيران».

وأضاف النائب الأول السابق للرئيس الإيراني «شاهد العالم أجمع أن الأميركيين أظهروا اهتماما أكبر وقاموا بتفعيل مشاركتهم (في محادثات جنيف). كان الأمر واضحا ونحن نأمل متابعة المسار نفسه».

وتابع مشائي أن واشنطن أدركت أن إيران هي «أهم دولة في أهم منطقة في العالم»، مشددا على أن «ما من حل مناسب (لمشاكل المنطقة) من دون إيران». كما أوضح موقفه من إسرائيل، رافضا انتقادات خصومه الذين هاجموه لقوله إن إيران «صديقة للشعب الإسرائيلي»، مؤكدا التزامه الموقف الرسمي الإيراني. وأعلن مشائي أن «إسرائيل كيان غير شرعي (...) إذا أرادوا إيجاد دولة لليهود فليفعلوا ذلك في مكان آخر».

وحول جائزة نوبل للسلام التي نالها الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد مشائي أن كثيرين في إيران ودول أخرى يعتقدون أن الأمر «دعاية».

وقال مشائي إن «أوباما في كتابه (جرأة الامل) يؤكد أنهم لا يعطون جوائز لمن يقول الحقيقة، مظهرا نسخة من الكتاب مترجمة إلى الفارسية».