علي صالح: التطرف لا يقل خطرا عن الإلحاد.. و«القاعدة» و«الجهاد» جهلة

مصدر عسكري: مقتل 21 حوثيا في معارك جديدة

جنود يمنيون يدققون في هويات النازحين عند نقطة تفتيش في شمال اليمن (إ.ب.أ)
TT

قال الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، إن الغلو والتطرف لا يقلان خطرا عن الإلحاد، فهما يضران بالإسلام.

أكد ذلك في لقاء بعلماء الدين من الدول الإسلامية الذين يشاركون في ملتقى الإسلام والسياحة بصنعاء. وقال الرئيس اليمني إن «(القاعدة) و(الجهاد) جهلة وجهادهم واجب لأنهم سرطان في جسم الأمة الإسلامية، وهم ضد الإسلام وأجهل الناس به، ودعا الدعاة والعلماء والمرشدين والخطباء إلى تحبيب الناس في الدين الإسلامي، وأن لا يتبنوا مبدأ الكراهية وغرس الأحقاد بين المسلمين. وأشار إلى أن المتطرفين يتابعون مواقع الإنترنت ويتعلمون فيها كيف يفجرون أنفسهم ويفجرون الآخرين، والإسلام لم يأت بهذا، الإسلام دين الهداية والرحمة لأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الإسلام خلق فينا الشجاعة والشهامة والأدب والأخلاق الحميدة، ولم يأمرنا بأن نكون متكارهين متنافرين، الإسلام دين الرحمة والمحبة».

وقال إنه لا يوجد نص شرعي يقول بقتل النفس، «وأن تحمل الحزام الناسف وتفخخ السيارات، هذا هو الضلال بعينه، وهذا هو المرض، وهذا هو الجهل والحقد، ولا علاقة للإسلام بهؤلاء المتطرفين، فهم جهلة فاشلون يدعون أنهم متعلمون وهم في هذا كاذبون، لأن من يتفقه في الدين لا يمكنه أن يقتل النفس التي حرم الله قتلها، أو يقطع الطريق، أو يلبس الحزام الناسف، ثم يفجر نفسه ويقتل الأبرياء من الناس».

وأشار الرئيس علي صالح إلى أن ما يجري في باكستان والعراق والصومال وفي شمال اليمن في صعدة، محنة يمر بها العالم الإسلامي، وهنا يتعين على علماء الدين أن ينصحوا الأمة بالوسطية، والابتعاد عن التطرف والغلو، لأن التطرف أوصل الأمة الإسلامية إلى ما وصلت إليه من محن وكوارث، ودور العلماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما يجري من تفجيرات بالأحزمة الناسفة في باكستان، وانتحار في الفنادق، وتدمير لمؤسسات الدولة، وقتل للناس في العراق، وما يحدث في الصومال من حروب وما يجري عندنا، في شمال الوطن، في صعدة، هذا كله يحدث نتيجة للتطرف، فالمتطرفون لا يعرفون حقيقة الإسلام، ولا بد أن يقتدي الناس بالعلماء باعتبارهم القدوة، وهذا لا يعني أن نصلي وراء العلماء ونسمع ما يقولون من خطب وإرشاد وحسب، بل لا بد أن نعمل بما يقولون، على أساس من الكتاب والسنة، حجة المسلمين فيما بينهم. وأكد أن «الخلافات الراهنة بين المسلمين من الأمور الطارئة لا علاقة لها بالإسلام، خلافات مذهبية سياسية تؤدي إلى الفرقة بين المسلمين. وعلى صعيد الحرب في صعدة قال مصدر عسكري إن الوحدات العسكرية قتلت 21 عنصرا من الحوثيين في مواجهات في عمليات تسلل إلى مواقع الجيش قام بها المسلحون في عدة مواقع من محاور القتال والحرب الدائرة في هذه المحافظة وفي حرف سفيان منذ أكثر من شهرين. وقال المصدر ذاته، في بيان رسمي في هذا الشأن، إن قوات الجيش دمرت أوكارا وتحصينات أقامها الحوثيون في مديرية المهاذير، بما في ذلك مخزن للسلاح، وسمع دوي الانفجارات في نفس المخزن وسيطر الجيش على مزرعة سنان في محور صعدة، حيث كان الحوثيون يتمركزون فيها، وتقدمت قوات الجيش باتجاه المزرعة المعروفة بمزرعة أبو كرش، ودمروا عددا من التحصينات في المنطقة وتمكن الجيش من بسط سيطرته على الخط الذي يقع إلى الشمال الشرقي من بيت هتيش. وقال البيان إن قوات الجيش دمرت حصن نوفان، ولقي في هذه العملية 13 من المسلحين مصرعهم في نفس المكان، فيما قتل من الحوثيين عنصران اثنان في قنص نفذه أفراد من القوات الحكومية. وقال الجيش إن 6 من المسلحين قتلوا في مواجهات مع المتمردين في قرية بجعة، ولقي عدد آخر نفس المصير عندما هاجم المتمردون المواقع العسكرية في قرية آل عقاب الواقعة على الطريق الذي يؤدي إلى جبل الصمع. وأكد المصدر العسكري تمكن القوات المسلحة من تأمين الطريق المعروف بطريق أملح العقيق ـ البقع، بعد أن نفذ المقاتلون من قوات الجيش هجوما خاطفا على مواقع الحوثيين في جسر المدار بمفرق العقيق، ودحر المسلحين من تلك المواقع، فيما قال وكيل أول وزارة الداخلية اليمني، اللواء محمد عبد الله القوسي، الموجود في صعدة منذ نشوب هذه الحرب، إن أجهزة الأمن اعتقلت 18 شخصا من عناصر التخريب والتمرد في محافظة صعدة، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن تقوم في الوقت الحالي بعمليات التحقيق مع هذا العدد من المضبوطين قبل أن تتم إحالتهم إلى القضاء للمحاكمة وفقا للقوانين النافذة في اليمن.