وزيرة خارجية موريتانيا لـ«الشرق الأوسط» : لن نضيع وقتنا في أزمة سياسية مفتعلة.. وأولويات الحكومة تحسين ظروف معيشة المواطن

الناهة بنت مكناس: واشنطن وعدت بتقديم كامل الدعم والتعاون لنواكشوط بعد الانتخابات الرئاسية

الناهة بنت مكناس
TT

أكدت الناهة بنت مكناس، وزيرة الخارجية الموريتانية، ورئيسة حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية، أن بلادها منفتحة على كل دول العالم على أساس الاحترام المتبادل. وقالت إن حكومة بلادها لا تتعامل مع الأزمات السياسية المفتعلة، وليس لديها وقت لتضيعه في المناقشات الجوفاء.

وأوضحت وزيرة الخارجية الموريتانية، أن الرئيس ولد محمد ولد عبد العزيز يرحب بكل من يرغب في الحوار من أجل بناء موريتانيا، مشيرة إلى أن الأولوية لتحسين مستوى معيشة الشعب الموريتاني.

وفي ما يلي نص الحوار.

* لماذا لم يلتئم البرلمان الموريتاني لترتيب أوضاعه بعد الانتخابات الرئاسية؟

ـ البرلمان القائم حاليا جاء عبر انتخابات ديمقراطية حقيقية تمت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2006، وبالتالي لا يوجد تغيير لأن هناك غالبية مساندة للرئيس ولد عبد العزيز. والغالبية في الديمقراطيات هي التي تحكم، وهناك أقلية تمارس حقها في المعارضة، لذلك لا مكان لحديث حول أي تعديلات تطرح هنا أو هناك.

*وماذا عن وضع مسعود ولد بلخير، الذي قاد حملة هجومية على الرئيس ولد عبد العزيز ومجلس الحكم، قبل وبعد الانتخابات الرئاسية؟

ـ لدينا جمعية وطنية ومجلس شيوخ. ومسعود ولد بلخير، رئيس للجمعية الوطنية، ولديه أربعة نواب من مجموع 95 لدى الغالبية. ولو تعاملنا معه من منطق ما لديه في المعارضة، فإنه لن يحصل على شيء، ولكننا قررنا إعطاءه رئاسة الجمعية الوطنية في إطار استيعاب كل القوى السياسية الموريتانية، وعدم تهميش المعارضة، من منطلق العمل الجماعي لبناء موريتانيا. إن الوضع في موريتانيا يسير إلى الأفضل سياسيا، وسوف يجتمع البرلمان الموريتاني في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

* ما هي أولويات الأجندة البرلمانية؟

ـ سوف يناقش البرلمان ويشرع لكل القضايا التي حدث بسببها انسداد سياسي وديمقراطي، طوال المرحلة الماضية، إضافة إلى وضع موازنة تتناسب ومشروع الرئيس ولد عبد العزيز لصالح الفقراء والشباب، وبناء البنى التحتية للانطلاق نحو التنمية الشاملة.

* وأين وصل الحوار الوطني الموريتاني؟ وهل من برنامج واضح في هذا الصدد؟ ـ الحوار قائم، والرئيس منفتح على كل من لديه رغبة في الحوار لمناقشة كل القضايا التي تخدم أمن واستقرار وتنمية الدولة.

* أقصد حوارا متضمنا للأجندة المختلف عليها منذ المرحلة الانتخابية؟ ـ كان من الممكن برمجة هذا النوع من الحوار لو كانت هناك حاليا أزمة في البلاد، مثلما كان الحال في السابق. فاليوم انتهت الأزمة السياسية، وحسمتها الانتخابات الرئاسية. أما إذا كانت الأزمة مفتعلة فليس لدينا وقت لنضيعه في المناقشات الجوفاء. إن ما يستحق الحوار والمناقشة، هو ما تقوم به الحكومة الموريتانية حاليا من طرح مشاريع استراتيجية من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطن باعتبار هذا الطرح هو الهدف الرئيسي في المرحلة الراهنة.

* أكد الرئيس ولد عبد العزيز أن أولوياته هي ترتيب البيت الداخلي.. فهل اقترب من تحقيق هذه المهمة؟ ـ نحن في موريتانيا نعطي أولوية للتعليم والصحة والبنى الأساسية باعتبار أن هذه القطاعات هي أساس تقدم البلاد. وحتى عندما ننتقل إلى مرحلة أخرى من الإصلاحات يكون الطريق معبدا لتحقيق طموحات الشعب الموريتاني.

* ماذا عن الدعم الخارجي لإنعاش الاقتصاد الموريتاني؟ ـ لدينا وعود من الأشقاء والأصدقاء، ونحن على ثقة بجديتهم في تنفيذ الوعد.

* هل تعتزمين القيام بجولات خارج البلاد لتوطيد العلاقات مع موريتانيا؟

ـ تلقيت دعوات من عدد من الدول، وسوف أقوم بتنفيذها قريبا. فالوضع في الداخل مرتبط بالسياسة الخارجية، وقد أعلن الرئيس ولد عبد العزيز في أكثر من مناسبة أنه منفتح على جميع دول العالم، ولكن على أساس الاحترام المتبادل.

* وماذا عن علاقات نواكشوط بواشنطن حاليا؟

ـ الإدارة الأميركية أعلنت تعاونها ودعمها لموريتانيا في كل المجالات، وبمنتهي الشفافية، ونحن نبادلها نفس الموقف.

* أما زالت هناك ضغوطات على موريتانيا لإقامة علاقة مع إسرائيل؟ ـ الأولوية هي تحسين الظروف المعيشية للشعب الموريتاني، ويليها القضايا السياسية.

* كان من المقرر عقد اجتماع للدول المانحة لتقديم مساعدات إلى موريتانيا بعد حل الأزمة السياسية. هل من جديد في هذا الصدد؟

ـ تحدثت حول هذا الشأن مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، وأكد أن هذا الاجتماع، سوف يلتئم قريبا، وأكد لي أيضا أن الدول المانحة ملتزمة بتعهداتها التي قطعتها على نفسها أثناء البحث عن حلول للأزمة. واليوم كل الفرص متاحة للتعاون مع جميع دول العالم.

* وماذا عن العلاقات مع السعودية؟ ـ نحن نعطي الأولوية في التعاون لكل الأشقاء العرب، وفي المقدمة السعودية، ونسعى لأن يشهد التعاون مراحل متقدمة خلال الفترة القادمة.

*بوصفك رئيسة حزب سياسي في موريتانيا. كيف كانت البداية؟

ـ الحزب الذي أرأسه هو الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم، الذي أسسه والدي (حمدي ولد مكناس) عندما كان وزيرا للخارجية عام 1968. وبعد ذلك، وجدت نفسي في بيئة سياسية ودبلوماسية تعلمت منها الكثير من الخبرات، إضافة إلى دراستي في جامعة فرنسية حيث حصلت على دراسات عليا في التجارة والأعمال، وتلا ذلك ممارستي للعمل السياسي والدبلوماسي.

* ماذا قدم حزبكم للمشهد السياسي في موريتانيا؟

ـ عنوان الحزب يقدم شرحا وافيا لخطه السياسي، بمعنى الاتحاد أي الوحدة خاصة أن في موريتانيا عربا وأفارقة، وبالتالي لا بد من تكريس الوحدة بينهما، ثم هناك الديمقراطية، والتي تعني العدالة والمساواة، وانطلاقا منها يتحقق التقدم للبلاد.