السلطة والحركة تتبادلان أقذع الشتائم والاتهامات

أبو مازن: قادة حماس هربوا بسيارات الإسعاف لسيناء خلال الحرب * برهوم: تصريحات عباس غوغائية وهابطة وتؤكد تورطه في فضيحة غولدستون

شرطيان من حماس يقتادان شخصا يرتدي قناعا يمثل شخص ابو مازن وذلك خلال محاكمة صورية، بسبب دوره في تأجيل مناقشة تقرير غولدستون، امس (أ ب)
TT

تبادلت السلطة الفلسطينية وحركة حماس الشتائم والسباب بشكل غير مسبوق. فقد اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في خطاب في مدينة جنين، قيادات حركة حماس بالهرب في سيارات الإسعاف إلى سيناء خلال الحرب الإسرائيلية التي حملها المسؤولية المباشرة عنها، وسخر من مقاومتها متسائلا: «أين هي المقاومة وأين هي الممانعة؟»، متهما إياها بقتل وضرب أي شخص يحاول أن يقاوم، «بحجة التهدئة التي وقعوها والتي أعلنوها مع حكومة إسرائيل، ومن ثم يتحدثون عن المقاومة».

في المقابل ردت حماس بالقول إن أبو مازن المنتهية ولايته «نزع برقع الحياء وأسرف في الكذب وتجاوز الحدود الدنيا لسفَلة القوم في خطابه الذي ألقاه اليوم في جنين». ووصفت تصريحاته بالهابطة.

وجاء هجوم أبو مازن بعد يوم من تلقيه الورقة المصرية المعدلة التي تقترح التوقيع على الاتفاق من دون لقاء، وتأجيل الاحتفال إلى وقت لاحق. وعلى الرغم من هذا الهجوم، قال أبو مازن، من مدينة جنين التي زارها لأول مرة منذ توليه رئاسة السلطة، إن السلطة ليس لديها تحفظات على المصالحة التي تقودها مصر. وأضاف: «همنا الكبير والأعظم هو استعادة وحدتنا الوطنية، هو إنهاء الانقلاب الأسود الذي وقع في قطاع غزة، وإنهاء الإمارة الظلامية التي يحاولون أن يبنوها هناك على أنقاض الشعب وأنقاض أبنائنا. لكن لن نسمح لهم بذلك، نحن طلاب وحدة وطنية وسنبقى طلاب وحدة وطنية».

وتابع: «قالت مصر تعالوا إلى المصالحة، وأنا متأكد أنهم غدا وبعد غد سيخترعون أي سبب وأي وسيلة وأي ذريعة من أجل ألا يذهبوا، لأنهم مرتاحون بإمارتهم الظلامية، مرتاحون بأنهم أسسوا هذه الإمارة وجلسوا فيها باسم حركة الإخوان المسلمين العالمية، وليكن ما يكن بعد ذلك، لأنهم باعتقادهم وصلوا إلى ما يريدون. ونحن نقول لهم ونقول للعالم إن هذا الانقلاب يجب أن ينتهي، بأي وسيلة باستثناء القوة، نحن لن نستعمل القوة، بل بالحديث والمفاوضات. ليست شيمتنا أن نطلق النار على أهلنا ولن نقبل إطلاق النار على أهلنا، ونحن بدأنا المقاومة عندما كانوا.. ويعلم الله أينما كانوا».

وحمل عباس حماس مسؤولية الحرب الأخيرة على القطاع بشكل مباشر بقوله إن السلطة أبلغت حماس بنية إسرائيل شن هجوم وطلبت منها تجنيب الفلسطينيين هذه الحرب لكن حماس رفضت. وقال: «اتصلنا بحماس وقلنا لهم نرجوكم أن تجنبوا بلدنا مجزرة قادمة على يد الجيش الإسرائيلي نطالبكم أن تمددوا التهدئة، ولكن لم نجد تجاوبا، واتصلنا بقيادتهم بدمشق واتصلنا بالسوريين لإقناعهم بأنهم مقبلون على معركة لا جدوى منها، ولكنهم رفضوا، وكان ما كان».

وأضاف: «عندما حصل العدوان، قالوا لو ذهبت غزة ومحقت لا يهم، المهم أن تبقى حماس موجودة، وهذا ما قاله (إسماعيل) هنية و(خالد) مشعل: لا يهمنا ما يحصل. ثم قال مشعل أكثر من هذا أن ما يجري في غزة شيء بسيط لا يؤثر علينا، ثم خرجوا للقول إن الحركة بعافية وبخير».

واتهم عباس قيادة حماس بالاختباء «في الأقبية خلال العملية الإسرائيلية الأخيرة في القطاع والهرب إلى سيناء بسيارات الإسعاف، وتركت شعبها يُذبح».

وسخر أبو مازن من تبني حماس نهج المقاومة، قائلا: «هم يقولون: نحن قاومنا ونحن نقاوم، ولا أدري أين هي المقاومة وأين هي الممانعة؟، واليوم يقتلون ويضربون أي شخص يحاول أن يقاوم، بحجة التهدئة التي وقعوها والتي أعلنوها مع حكومة إسرائيل، ومن ثم يتحدثون عن المقاومة».

ووصف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في تصريح لـ«المركز الفلسطيني للإعلام» تصريحات عباس «بالغوغائية والهابطة وتؤكد تورطه شخصيا في (فضيحة غولدستون)؛ حيث ركز في حديثه على تجريم المقاومة وتبرئة الاحتلال من جرائمه في غزة». وأكد أن هدفها الوحيد حرف مسار الإعلام والرأي العام العالمي عن العار الذي لحق بعباس جراء ارتكابه جريمة غولدستون وخيانة دماء الشهداء، باتجاه حماس وتشويه مواقفها، مؤكدا أن حركته «لن تنزلق إلى مهاترات عباس. وسنبقى على عهدنا مع شعبنا في تحقيق أهدافه وصون حقوقه وتحقيق الوحدة وتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية».

وقال أسامة حمدان ممثل حماس في لبنان في تصريحات تلفزيونية إن «خطاب عباس يعبر عن مستوى سوقي، ويحمل الأكاذيب والافتراءات التي لا أصل لها، وبدلا من أن يصب جام هجومه على الاحتلال الذي ينفذ مشاريعه الاستيطانية ويواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ويقتل الأطفال والنساء ويمارس مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى وتهجير الفلسطينيين؛ انتقد المقاومة عبر سلسلة من الأكاذيب والافتراءات».

ولفت حمدان إلى أن «قيادات الحركة كانت في الصفوف الأولى للمقاومة خلال الحرب». وقال حمدان إن «أبو مازن سقط في مستنقع الأكاذيب»، مطالبا الجانب المصري بالرد على تلك «الاتهامات، وأن يكون له موقف من أكاذيب عباس».