مصر: وفاة شقيق أبو زهري سببها المرض.. وحماس: قتل تحت التعذيب

اعتقل بالعريش بعد دخوله بشكل غير شرعي في أبريل الماضي

TT

بينما يتهم سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حركة حماس السلطات المصرية بقتل شقيقه تحت التعذيب في أحد سجونها، أكد مصدر أمني مصري أن يوسف أبو زهري توفي في مستشفى سجن برج العرب (غرب الإسكندرية)، وأن جثمانه سلم إلى ذويه.

وقال المصدر «إن الوفاة طبيعية نتيجة تكالب الأمراض المزمنة عليه في محبسه»، مشيرا إلى أنه كان مصابا قبل دخوله السجن بالقلب وارتفاع في وظائف الكلى وارتفاع نسبة الصفراء واليوريا بالدم وتدهورت حالته الصحية بعد ذلك، حيث ظهرت على وجهه وعينيه علامات إصابته بالصفراء، كما ظهرت عليه علامات الضعف والوهن، فتم إدخاله مستشفى السجن يوم 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة، وبقي به حتى وافته المنية أمس».

وأضاف المصدر أنه تم إرفاق الجثمان لذويه بتقرير طبي وشهادات طبية حول حالته حين دخل المستشفى، شاملة الفحوصات والتحاليل التي أجريت له وكذلك شهادة وفاة محررة من إدارة السجن.

وقالت مصادر أمنية مصرية بشمال سيناء إن يوسف أبو زهري، كان محتجزا لدى السلطات المصرية منذ 27 أبريل (نيسان) الماضي للتحقيق معه في أسباب دخوله إلى مصر بطريقة غير شرعية.

وأوضحت المصادر أن اعتقاله تم بعد تلقي أجهزة الأمن المصرية معلومات من بعض ضباط حركة فتح الذين فروا إلى الأراضي المصرية بعد سيطرة حماس على غزة تفيد رؤيته داخل مدينة العريش، وأضافت: «أن أبو زهري كان بمفرده وقت ضبطه يختبئ داخل إحدى الشقق خلف قسم شرطة العريش».

ولم تفصح المصادر عن اعترافات أبو زهري الخاصة بأسباب دخوله متسللا إلى الأراضي المصرية عبر أحد الأنفاق حتى وفاته. ونقلت أجهزة الأمن أبو زهري من العريش إلى القاهرة بعد يوم واحد من اعتقاله لاستكمال استجوابه.

ولم تستجب السلطات المصرية للمطالبات العديدة من قبل الكثير من قيادات حماس خلال زياراتهم المتكررة للقاهرة، للإفراج عن يوسف أبو زهري.

وأكد سامي أبو زهري نبأ وفاة شقيقه، 38 عاما، نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له في السجون المصرية. ونقلت «فلسطين اليوم» عنه القول «إن شقيقه أصيب بنزيف حاد نتيجة التعذيب الذي تعرض له بالسجون المصرية خلال الأسبوعين الماضيين، ورفضت مصلحة السجون المصرية نقله إلى المستشفى إلا بعد أن تدهورت حالته الصحية».

وتابع، تم نقل شقيقي يوسف إلى مستشفى جامعة الإسكندرية، وأدخل إلى الاستقبال وقامت الطواقم الطبية بعملية إسعاف أولية له، ورفضت الطواقم الطبية إبقاءه في المستشفى رغم أن النزيف لم يتوقف، ومن ثم أعيد إلى السجن إلى أن أعلن عن وفاته يوم أمس.

ونعت حماس يوسف حمدان أبو زهري، واستنكرت في بيانٍ «حادثة القتل تحت التعذيب بحق الشهيد المجاهد يوسف حمدان أبو زهري»، واعتبرتها «خطوة خطيرة تحتاج إلى وقفة جادة وتحمُّل المسؤولية»، مطالبة المسؤولين المصريين بالتحقيق في الحادثة وكشف ملابساتها ومحاسبة المتسبِّبين باستشهاد الشهيد يوسف أبو زهري.

وقالت الحركة في بيانها: «في حادثة خطيرة وغريبة من نوعها فوجئت حماس كما كل أبناء شعبنا الفلسطيني باستشهاد الأخ المجاهد يوسف حمدان أبو زهري شقيق الأخ الدكتور سامي أبو زهري ومرافقه الشخصي، وذلك إثر اعتقاله في أحد السجون المصرية وتعرُّضه للتعذيب الجسدي الذي أدَّى إلى نزيف داخلي استمر أسبوعين حتى فاضت روح الشهيد يوسف داخل سجنه».

وأضافت: «قمنا بالاتصال بالمسؤولين في مصر عدة مرات خلال فترة اعتقاله من أجل استنقاذ حياته، وطالبناهم بنقله إلى أحد المستشفيات لعلاجه، ولكن دون جدوى، وكان الشهيد قد استغاث بأهله من خلال اتصال قصير من داخل سجنه ناشدهم فيه الاتصال بالمسؤولين المصريين لإنقاذ حياته».

وطالبت الحركة القيادة المصرية بالإفراج فورا عن المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم القائد أيمن نوفل، قبل أن يقضوا في السجون في حوادث تعذيب مماثل، لا سيما أن القلق بات يساور الجميع أكثر على حياة كل معتقلي الشعب الفلسطيني في سجون مصر. ودعت منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية إلى تحمُّل مسؤولياتها وفضح الجريمة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتحقيق وتقديم المجرمين إلى العدالة.