عون يواصل إشاعة أجواء التفاؤل عن لقائه الأخير بالحريري

لبنان: جنبلاط لا يشارك في حكومة أكثرية ويصفها بـ«المغامرة»

TT

أعلن رئيس «اللقاء الديمقراطي» اللبناني النائب وليد جنبلاط أنه ضد دعوات تشكيل حكومة أكثرية ولا يمكن أن يشارك في حكومة كهذه «لأننا لا نستطيع أن نغامر في حكومة أكثرية»، وقال في حديث أدلى به أمس لقناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»: «أنا جزء من الأكثرية. تمايزت عن (14 آذار)، ولكن لن أشارك في حكومة أكثرية»، مشيرا إلى أن لقاءه الأخير مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله «كان إيجابيا للغاية وأعاد بناء الثقة وأعاد الأمور إلى ما كانت إليه قبل القطيعة» التي وصفها بـ«المشؤومة» والتي «حدثت نتيجة تراكمات أحداث 2005 إلى 2008»، وقال: «أصررت على أن يكون معي ابني تيمور كي يدخل على السياسية اللبنانية والعربية والإسلامية من الباب العريض ومن الثابت الأساسي وهو فلسطين». وأكد أنه مرتاح ولن يفصح عن كل ما جرى لأن «هناك خصوصيات معينة من أجل تثبيت جو الثقة لن أتحدث عنها عبر الإعلام».

وتواصلت أمس الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري مع القيادات المعنية وسط أجواء من التكتم الشديد على مجرياتها، فيما واصل المقربون من رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون إشاعة أجواء من التفاؤل عن مجريات لقائه الأخير مع الحريري.

وقال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب إن لقاء عون والحريري «ثبت أمورا لم تكن ثابتة من قبل»، مشيرا إلى أن عامل الثقة بين عون والحريري أصبح وطيدا ويسمح بإجراء حوار، مؤكدا أنه كان هناك «توافق سياسي على مواضيع مهمة كان ثمة خلاف حولها في الماضي، قسم منه سياسي، وقسم آخر اقتصادي واجتماعي». وقال: «دخلنا مرحلة تفاصيل تأليف حكومة الوحدة الوطنية ولم يحدث أي سوء تفاهم على التفاصيل. وحسب المعلومات هناك توافق على الحقائب ونحن في انتظار رد الحريري الذي يتعلق باقتراح سيقدمه لعون يتعلق بالحقائب حتى يبادر عون بإعطاء رأيه في الوزراء الذين يمكن أن يشغلوا هذه الحقائب المقترحة من الرئيس المكلف».

واعتبر عضو الكتلة نفسها النائب الدكتور يوسف خليل أن اللقاء الإيجابي بين رئيس التكتل والرئيس المكلف «خطا خطوات جريئة باتجاه التعجيل في تأليف الحكومة»، متوقعا «ولادتها في القريب العاجل ومباشرة عملها فورا بعد حصولها على ثقة المجلس النيابي». ورأى أن «الحوار البنّاء والفاعل أوصل إلى التوافق والتفاهم والتلاقي على قواسم مشتركة وأعاد وصل جسور الثقة»، مؤكدا «عدم وجود غالب ومغلوب في لبنان، لأن الانتصار والغلبة يجب أن يكونا لحقوق اللبنانيين وحريتهم».

وأمل «التوصل إلى تأليف حكومة من وزراء متزنين يلقى تأييدهم صدى إيجابيا لدى الموالاة والمعارضة في آن واحد، ولا يرغبون في نقل الخلاف السياسي إلى داخل مجلس الوزراء، ولا يمثلون اتجاهات متشددة».

وتمنى وزير الزراعة إلياس سكاف المتحالف مع عون أن «تذلل العقبات أمام تأليف الحكومة الجديدة لأن التحديات الداخلية والإقليمية كثيرة وخطيرة»، وأشاد بالقمة السعودية ـ السورية التي جمعت الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد، وقال إن «هذه القمة بما تختزن من علاقات تاريخية بين سورية والمملكة ستكون لها آثارها الإيجابية، ليس على لبنان فحسب، بل على كل العالم العربي. فعندما يحضن الملك عبد الله بما لديه من حكمة وخبرة الرئيس بشار الأسد الذي أثبت كفاءة وجدارة في إدارة الملفات الإقليمية، فإن ذلك سيؤدي، من دون شك، إلى وضع أسس بناء جبهة عربية واعية للأخطار ومدركة للمخططات المشبوهة وقادرة على الفعل في مواجهة الأزمات».

ورحّبت كتلة «المستقبل» بما صدر عن «اجتماع القمة السعودية ـ السورية في دمشق، وخصوصا ما يتعلق بتعزيز استقرار لبنان»، مشيرة إلى أن «هذه القمة تسهم في تحقيق نتائج إيجابية على المستوى العربي». ورأت أن «المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري مع جميع الفرقاء في الأكثرية والأقلية منطلقة من اقتناعه بضرورة التأليف تحت مظلة الدستور والنظام الديمقراطي واحترام نتيجة الانتخابات». ورأى عضو تكتل «لبنان أوّلا» النائب عاطف مجلاني أن «لقاء الحريري ـ عون، هو مشهد يعكس مشهد الأكثرية والأقلية لأن العماد عون يمثل الأقلية والشيخ سعد هو من يؤلف الحكومة ويمثل الأكثرية، وهو ليس اجتماعا ثنائيا». و نفى معرفته «أي معلومة حول ما عرض من حقائب على العماد عون في الاجتماع»، لافتا إلى أنه «لا يمكن لفريق الأقلية أن تكون بين يديه وزارة المالية التي يجب أن تكون أقرب وزارة إلى رئيس مجلس الوزراء»، وإلى أن «وزارة الاتصالات دخلت في المداورة التي تم الاتفاق عليها».

وفي الإطار نفسه اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا أن «ما سربه بعض النواب حول إعطاء بعض الحقائب لفريق معين هو إرباك لا تسهيل»، مشددا على أنه «من المستحيل إسناد هذه الحقائب إلى فريق واحد من أي جهة كان، من المعارضة أو من الموالاة». ورأى أن ما صدر عن عون «جيد ومريح، ولكن لا يمكننا التفاؤل»، قائلا: «إذا كانت المعطيات متوافرة فإن تشكيل الحكومة يأخذ 48 ساعة لا أشهرا».

وقالت مصادر بارزة في تيار «المستقبل» الذي يرأسه الرئيس المكلف سعد الحريري لـ«الشرق الأوسط» إن الأجواء إيجابية بشكل عام، مشيرة إلى أن تقدما جزئيا في مجال الحقائب والأسماء قد سجل مع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، مشيرة إلى أن من شروط اكتمال هذا التقدم هو الوصول إلى رزمة إجمالية يوافق عليها جميع الأطراف المشاركة في الحكومة.

وأشارت هذه المصادر إلى أن هذه الرزمة تحتاج إلى مزيد من الاتصالات، مشيرة إلى أن الرئيس الحريري سوف يستكمل اتصالاته مع حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وبقية حلفائه. مشيرة إلى أن الحريري مصر على اتباع أسلوب التكتم الشديد من أجل الوصول إلى الغاية المنشودة.