المعلم: العلاقات السورية ـ السعودية «دافئة» وغير الراضين عنها موجودون في لبنان وخارجه

أكد لـ«الشرق الأوسط» الانفتاح على علاقات استراتيجية «قوية» مع تركيا

TT

قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لـ «الشرق الأوسط» إن «العلاقات السورية ـ السعودية دافئة ومن لا يرضى عن عقد القمة السورية ـ السعودية.. موجود في لبنان وغير لبنان».

جاء تعليق المعلم ردا على ما يشاع في بعض وسائل الإعلام اللبنانية عن وجود فتور بالعلاقات السورية ـ السعودية بعد انعقاد القمة السورية السعودية، وعن موقف سورية من قرار تركيا إلغاء مناورات جوية مع إسرائيل. وقال المعلم إن سورية «تدعم وتشجع تركيا على مثل هذه الإجراءات بسبب استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة واستمرار احتلالها للأراضي العربية». وأضاف أن من الطبيعي أن ترحب سورية بهذا القرار لأنها، كجارة لتركية، تقلق من هذه المناورات «ومن الطبيعي أن تسر سورية لأن إسرائيل ما زالت تعتدي على الشعب الفلسطيني وعلى المسجد الأقصى وتواصل حصارها على غزة وتعيق عملية السلام».

أدلى المعلم بهذه التصريحات على هامش الاجتماع الأول لوزراء لمجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى السوري ـ التركي. وقال المعلم لـ «الشرق الأوسط» إن سورية منفتحة على علاقات استراتيجية قوية مع تركيا وأن الروابط بين البلدين قوية، انطلاقا من واقع الجغرافيا والتاريخ والروابط الاجتماعية.

وقد تناول الاجتماع الوزاري السوري ـ التركي الذي بدأ أعماله أمس، من جملة ما تناوله، موضوع التعاون السياسي والعسكري والأمني، حيث جرى بحث توسيع وتعزيز التعاون العسكري بينهما في إطار اتفاقية أضنة بين البلدين. وكانت كل من سورية وتركيا قد أجريا مناورات عسكرية مشتركة ومن المنتظر إجراء مناورة جديدة الجمعة المقبل.

كما بحث الاجتماع الذي حضره 11 وزيرا من كل جانب وترأس الجانب السوري فيه، معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن تركماني الذي تناول موضوع التعاون في مشروع نزع الألغام. وقد أفاد الوزير المعلم أن هذا المشروع كان مثار جدل في تركيا ومحط قلق من الجانب السوري، وذلك بسبب ما قيل عن قيام شركة إسرائيلية بإزالة هذه الألغام. وأكد الوزير المعلم أن الجانب التركي أبلغ الجانب السوري أن الجيش التركي سيقوم بعملية إزالة الألغام أي أنه لن يكون هناك تعاون مع إسرائيل. وبدأت صباح أمس الثلاثاء في مدينة حلب (شمال البلاد) فعاليات الاجتماع الوزاري الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي المشترك الذي أعلن عن تأسيسه خلال زيارة الرئيس بشار الأسد إلى اسطنبول الشهر الماضي. حيث ناقش الوزراء المعنيون من الجانبين آفاق التعاون بين البلدين والاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون التي سيتم توقيعها خلال انعقاد المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي السوري التركي برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين الشهر المقبل. وتضمن جدول أعمال الاجتماع بحث تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والنقل والطاقة والصحة والتعليم والبيئة والثقافة والسياحة والزراعة إضافة إلى المجالات الأمنية العسكرية. وبعد الاجتماع عقد وزيرا خارجية البلدين وليد المعلم وأحمد داوود أوغلو مؤتمرا صحافيا وذلك قبل التوجه إلى مدينة غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود المشتركة بين البلدين لتوقيع اتفاقية إلغاء سمات الدخول رسميا على نقطة الحدود السورية التركية «السلامة» كما سيعبر الوزراء المشاركون في الاجتماع الحدود إلى مدينة غازي عنتاب التركية سيرا على الأقدام لاستكمال الاجتماع وإجراء مباحثات ثنائية حول مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون المشترك.

وقال وليد المعلم في المؤتمر الصحافي «إن مجلس التعاون الاستراتيجي المشترك السوري التركي الذي أعلن عن قيامه خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى إسطنبول قبل شهر تقريبا يشكل في هذا اليوم حدثا تاريخيا، حيث نحتفل بعد قليل بعبور الحدود المشتركة إيذانا بالتوقيع الرسمي على إلغاء سمات الدخول بين البلدين». لافتا إلى أن نظيره التركي سمى هذا اليوم «عيدا للشعبين الشقيقين السوري والتركي، وهو نموذج نقدمه لكل الأشقاء في المنطقة». وعبر المعلم عن أمله أن يحذو البلدان حذوه في علاقات استراتيجية تشمل مختلف المجالات.. وقال: في جلسة اليوم تم استعراض أوجه النشاط والتعاون الاستراتيجي المشترك ولمسنا تطابقا في وجهات نظر السادة الوزراء، وإن هذه العلاقات تتطور بسرعة بين بلدينا في إطارها الاستراتيجي ونتطلع إلى الأمام نحو تكامل اقتصادي وتبادل ثقافي وكذلك تبادل بشري بدوره قال أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي: «إن التوقيع الرسمي على إلغاء سمات الدخول بين سورية وتركيا هو عيد للشعبين اللذين يحتفلان كل عام بعيدين، ولكنهما هذا العام سيحتفلان بثلاثة أعياد مشيرا إلى أن الاجتماعات السورية التركية اليوم تحمل أهمية كبيرة من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية». وأوضح داوود أوغلو أنه بهذا الاجتماع الوزاري الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي نخطو الخطوة الأولى لهذا العمل الاستراتيجي وقال: خلال شهر أو شهرين في بداية شهر كانون الأول وأثناء زيارة رئيس الوزراء التركي لدمشق وتحت رعاية رئيسي الوزراء في البلدين سيتم عقد اجتماع عالي المستوى للطرفين. وأضاف: أجرينا اليوم اجتماعات مهمة للغاية ومثمرة وتعاملنا كدولتين ووفد واحد ومن خلال المفاهيم المشتركة قمنا بتحديد الأطر الأساسية.. وخلال الاجتماع الذي سيعقده الوزراء المعنيون لاحقا اليوم في مدينة غازي عنتاب سيتم بحث توقيع اتفاقيات ملموسة ويشكل ذلك نموذجا لتعاون استراتيجي، لافتا إلى أن تلك رسالة موجهة إلى المنطقة ونأمل أن يحقق هذا المفهوم التكامل الاقتصادي والثقافي بين الشعبين وأن يعم هذا التعاون المنطقة. وأضاف: إن هذا اليوم من ناحية الصداقة السورية التركية هو رمز لشعار المصير والتاريخ والمستقبل المشترك.